عرض بانورامي لمصطلحات الجودة لم يلامس تطوير المنتجات في غرفة تجارة دمشق

دمشق – الخبير السوري

لم يكد ينتهي الربع الأول من ندوة غرفة تجارة دمشق، حتى فرغت القاعة من الحضور ليبقى ما أمكن عدّه على أصابع اليد محتجين ببعد المحاضرة كل البعد عن هدفها الأساسي في تطوير وتسهيل عمل التاجر والصناعي وتعريفه بأهداف وغايات التدقيق على المنشآت وفق المواصفة الدولية”ISO19011، وكيفية التعامل معها…!. إذ لم تكن المحاضرة سوى عرض بانورامي شمل تعاريف ومصطلحات لا تحمل أي قيمة مضافة للحضور، حيث أسهبت المستشارة العلمية في أنظمة الجودة لمركز إياس الأكاديمي آيزميرالدا حميدان في شرح تفصيلي أكاديمي أفضى إلى نتائج غير مرجوة من هذه المحاضرة التي عوّل على أهميتها عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق منار الجلاد كونها تلامس التجار والصناعيين في تطبيق هذه المعايير على المؤسسة أو الجهات التي يتعاملون معها، لتتحدث حميدان عن مبادئ التدقيق الداخلي والخارجي والتي تتسم بالتعدد لتساعد في جعل التدقيق أداة فعالة لدعم سياسة الإدارة وضوابطها ومحتوى برنامج التدقيق من موارد ضرورية لتنظيم وتنفيذ التدقيقات بفعالية وكفاءة ضمن الأطر الزمنية المحددة، ومعايير وأهداف وأساليب التدقيق، مؤكدة على ضرورة اختيار فريق التدقيق على أسس الكفاءة الكلية وقدرة أفراد فريق التدقيق على التفاعل بفعالية مع ممثلي الجهة المدقق عليها والعمل معاً ومراحل التدقيق التي تبدأ بالتدقيق وتنتهي بالتقييم.

في المقابل جاء شرح المدير العام لمركز إياس الأكاديمي لنظم إدارة الجودة مهند توتنجي أكثر ملامسة للواقع الحياتي ليبتعد في حديثه عن التدقيق المالي الذي هو هاجس الصناعيين والتجار والذي يرتكز على مدى القدرة على تحقيق الأرباح، في حين أن التدقيق وفق المواصفة الدولية “الآيزو” يهدف للوصول إلى تحسين وتطوير العمل، مشيراً إلى الأخطاء الكبرى الناجمة عن التدقيق الذي يفضي إلى معاقبة الموظفين أو فصلهم بشكل دوري ما يؤدي إلى تبديل العمالة بشكل كبير، وهذا خطأ يجب تجاوزه من خلال تصحيح أماكن الخطأ المكتشفة خلال التدقيق إن وجدت، وتدريب العمال وإقامة دورات لهم بهدف التحسين والتطوير، ففكرة الجودة تصب في تحويل الأشخاص العاملين مع بعضهم إلى فريق عمل واحد مبتعدين عن فكرة المرؤوس وصاحب العمل، مؤكداً على حاجتنا للتدقيق الدوري، فدراسة العمل طوال الوقت تؤدي إلى تطويره، مستشهداً بالجيل السابق الذي اعتمد بالفطرة على التدقيق الدوري لعمل منشآتهم لتصبح عملاقة مع الزمن بسبب أمانتهم على عملهم، معوِّلا على أن تصبح عمليات التدقيق جزء من تركيبة المؤسسات فعلياً لا نظرياً، ما دفع أحد الحضور للتساؤل عن مدى تطبيق عمليات التدقيق على غرفة تجارة دمشق على اعتبارها حاصلة على شهادة الآيزو، ليأتي الجواب بتأكيد معايير التدقيق على غرفة التجارة من قبل فريق التدقيق فيها، في حين حملت مداخلة ثانية تساؤلا عن أهمية الايزو بالنسبة للسوق، والذي عزاه توتنجي إلى حاجة السوق الفعلية لمنتجات ذات مواصفات عالية حيث يشكل هذا الأمر حافزاً أسرع عند الزبائن للوثوق بالمنتج.

وحول سؤال” البعث” عن القيمة المضافة للمواصفة على المنتج أكد توتنجي أن رفع مستوى المصداقية هو الهدف الأساسي إذ أن الأهم من نيل علامة الجودة هو تطبيق نظام الآيزو بشكل فعلي، لكن للأسف بعض شركاتنا الحاصلة على هذه الشهادة لا تطبقها لعدم التدقيق عليها نتيجة الظروف الحالية. وحول نقاط التقاء المواصفة السورية مع المواصفة الدولية أكد على أن المواصفة الوطنية في كثير من الأحيان تكون أعلى من الدولية إن لم تكن موازية لها حيث أن العديد من المواصفات السورية هي ترجمة عن المواصفات الدولية.

ميس بركات

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]