تحركوا لتأمين السماد لامجال لنخسر زراعتنا؟…

الخبير السوري:

معد عيسى

يزداد قلق المزارعين مع اقتراب الموسم الزراعي الشتوي بظل غياب أي مُعطى عن توفر الأسمدة إلا في السوق السوداء وبسعر خيالي قياسا بإمكانات المزارعين  ومقارنة بالأسعار العالمية  التي يُمكن لأي شخص الاطلاع عليها وفق موقع ARGUS العالمي لأسعار الأسمدة حيث تراوح سعر الطن ما بين 420 و510  دولارات للطن باستثناء فترة قصيرة بعد ارتفاع أسعار الغاز عالميا مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية حيث ارتفع الى 800 دولار للطن ومن ثم عاود للانخفاض إلى حدوده الحالية ما بين 420 و510 دولارات للطن بتاريخ الشهر الحالي  ما يعني أن سعر كيس السماد بحده الأعلى  يقل عن 400 ألف ليرة  على سعر صرف 13500 للدولار  وهو ما كنا بعيدين عنه العام الماضي حيث لم يتجاوز سعر الصرف 4000 ليرة .

بكل الأحوال ليس من شان المزارع الدخول في حسابات يجهل بياناتها الأساسية وكل ما يهمه أن يجد السماد وبالسعر المناسب  وفي الوقت المناسب بعيدا عن حسابات خبراء المكاتب وتقديراتها للكميات وإحضار البيانات والوثائق والكشوف الحسية  لاستلام 2 كغ  للدونم كدفعة أولى وكأن ” الزرع ” يتم على دفعات ورغم أنه لم يكن هناك دفعة ثانية .

كل ما سبق لا ينفع ولا يُقدم ولا يؤخر لأن الأمر انقضى وانتهى ، والمهم أن تتحرك الحكومة بكل فرقها لتأمين السماد للموسم الشتوي الذي أصبح على الأبواب  والتحرك يجب أن يكون على أعلى المستويات ، فما الذي يمنع من توجه وزير الاقتصاد إلى إيران   والنفط إلى بيلاروسيا للاتفاق على مقايضة الفوسفات بالسماد  ووزير الصناعة إلى الهند ؟  .

حاجة سورية من السماد  500 ألف طن  وتأمين نصفها على الأقل باتفاقيات ثنائية ليس صعبا ، وعلى الحكومة أن تتخذ قرارها بتشغيل معمل السماد المتوقف منذ زمن طويل بسبب نقص الغاز  ، فالسماد اليوم أهم من الكهرباء   التي يُفترض أنها اخذت نفسا بعد انقضاء موجة الحر التي خفضت مردود محطات التوليد و رفعت من الفاقد على شبكات النقل ، فتشغيل المعمل  أمن غذائي لسورية .

الفرصة ما زالت متاحة لإنقاذ القطاع الزراعي  ولكن الوقت ضيق  وموسم الفلاحة على الأبواب  وإن لم نتحرك ستكون الأيام والشهور القادمة أسوأ بكثير لأن القطاع الزراعي حمل البلد كل هذه السنوات وعندما يخرج من الإنتاج نكون قد خسرنا كل شيء .

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]