الأجور الطبية أصبحت على مزاج الطبيب و”بريستيج” العيادة

الخبير السوري:

مراجعة عيادات الأطباء هذه الأيام أصبحت بمنزلة كابوس فوق المرض، والملاحظ أن نسبة كبيرة من الأطباء إلا من رحم ربي باتوا يحددون أجورهم وفق التكلفة الحقيقية، وما يؤلم أكثر من المرض أن هناك بعض الأطباء يسعّرون معايناتهم وفق أسعار السلع بالسوق.

منذ سنوات

يرى الكثير من المرضى أن سبب تمادي بعض الأطباء بأجورهم هو ترك الحبل على غاربه من الجهات المسؤولة عنهم، فمنذ سنوات عديدة ونحن نسمع بصدور تسعيرة قريبة للأطباء إلّا أنه وإلى الآن لم تصدر تلك التسعيرة، وما يزيد من الحيرة أكثر أن أجور الأطباء تحدد وفق عدة أمور يضعها الأطباء في حسبانهم وحسبان مرضاهم وفي مقدمتها العمر الزمني لممارسته المهنة، ومكان وموقع العيادة، و«البريستيج» ضمن العيادة وإلى ما هناك من أمور أخرى.

اسألوا «الصحة»

نقيب الأطباء في سورية الدكتور غسان فندي أوضح أنه لا يزال هناك أمل بصدور التعرفة الجديدة، التي تمت دراستها من لجان عديدة مختصة.

  • آخر تعرفة صدرت في 2004 وقرار «الصحة» /79/ت أصبح حبيس الأدراج

وعن الإطار الزمني لصدور التعرفة، يؤكد نقيب الأطباء أن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى وزارة الصحة، لكونها الجهة الرسمية المخولة بإصدار قرار التعرفة، ونحن ننتظر كباقي المواطنين الإفراج عنها، في وقت لم يخفِ فيه الدكتور فندي أن التعرفة الجديدة ستكون مرضية لحوالي 50% من الأطباء، وهم سيلتزمون بها، مؤكداً أن أي شطط في أسعار المعاينات بعد صدور التعرفة المرتقبة سيعرض الطبيب للمساءلة وإعادة المبالغ التي تزيد على التعرفة لأصحابها في حال قدموا شكوى بذلك، فهناك العديد من الأطباء، على حدّ قول الدكتور فندي، دخلوا السجن وسحبت شهاداتهم وبعضهم من أوقف عن ممارسة المهنة، وآخرون وجهت إليهم كتب تنبيه وإنذار من النقابة لارتكابهم أخطاء طبية وممارسات تخل بالمهنة، لافتاً إلى أن النقابة لا تتهاون في مثل هذه المسائل وتطبق الإجراءات الناظمة لكل مخالفة تصدر عن أي طبيب.

لم يطبق

من جهته أكد معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية أن تعرفة أطباء الأسنان تصدرها النقابة، بينما تعرفة أجور الأطباء البشريين تصدرها وزارة الصحة، لافتاً إلى وجود القرار 79/ت الذي ينص على إعادة النظر في التسعيرة وتعرفة الأجور الطبيّة كلّ ثلاث سنوات، أو كلّما دعت الحاجة لذلك.

وفي هذا الخصوص، لا بد من الإشارة إلى أن آخر تعرفة طبية صدرت في عام 2004، والسؤال: لماذا لم يُطبق القرار 79/ت رغم مضي 19 عاماً على صدور آخر تعرفة؟ وما الذي تنتظره الجهات الوصائية، أم إنها ستترك التعرفة وفقاً لتقدير الأطباء، ومتغيرات السوق والتكلفة؟

لا توجد تسعيرة

وبرأي نقيب أطباء الأسنان الدكتور زكريا الباشا فإنه لا توجد تسعيرة ضابطة، فآخر تسعيرة صدرت خلال عام 2012، لذلك توجد صعوبة كبيرة في ضبط أجور أطباء الأسنان في ظل عدم وجود تسعيرة جديدة.

  • نقابة الأطباء: اسألوا وزارة الصحة.. ونقيب «الأسنان» يرى صعوبة في ضبط الأجور ما لم تصدر لائحة جديدة

ويشكو الكثير من المرضى الذين يراجعون عيادات الأسنان بوجود فرق شاسع بالأسعار بين طبيب وآخر، إضافة إلى ارتفاع كبير بالأجور التي يطلبها الأطباء، تحت ذرائع ارتفاع أسعار المواد .

«لا يموت الذيب…»

ليعيد نقيب الأطباء تأكيده أن النقابة ستطالب خلال مؤتمرها الحالي من وزارة الصحة بضرورة الإسراع بإصدار تسعيرة جديدة لأطباء الأسنان، لاسيما أنه توجد لجان مشتركة من وزارة الصحة ونقابة الأسنان أعدت تسعيرة جديدة مناسبة للطبيب والمريض على حد سواء، على مبدأ المثل القائل: «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم..»

أجور رخيصة

ورغم ارتفاع أجور أطباء الأسنان في سورية، فإنها برأي الباشا أقل بكثير من الأجور في بعض الدول الأخرى، ويمكن اعتبارها رخيصة، إلأ أن تدني دخل المواطن وانخفاض القيمة الشرائية للرواتب والأجور، وخاصة للموظفين، هما ما يجعلانها تبدو مرتفعة جداً، مع العلم أن 23 ألف طبيب أسنان يمارسون المهنة حالياً، منهم 5 آلاف طبيب بدمشق…زهير المحمد

 

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]