الحال من بعضه..!!

الخبير السوري –  محمد النعسان

بدأ يشكي لي همه، بأنه كان غنياً جداً، وأصبح مفلساً، وضاقت عليه الدنيا و الأحوال لايدري ماذا يصنع..!
قلت له: الإفلاس اليوم أصبح موضة وواقع صحي ، بل حالة طبيعية نعيشها جميعاً حتى ولو لم نظهرها .. أنظر لذلك العامل الذي يكدح كل يوم ليصرف أجرته اليومية على وجبة شاورما فقط ويجلس مفلساً، أو ذلك الموظف الذي يعمل صباحاً وعصراً ومساءً وليلاً ليدفع آخر الشهر مايقبضه من رواتب أجرة لمنزله الستأجر ويصبح مفلساً.
أو سائق التاكسي الذي يعمل طوال الوقت من الصباح إلى الصباح ، ليدفع ما يجني وقوداً أو تصليحاً رسوماً أو مخالفات ويبقى مفلساً.
وتشاهد رجل أعمال ، له شهرة طائلة في العمل والتجارة، يكسب أموالاً من بضاعته، وبلمح البصر ، وبصفقة فاشلة يعود مفلساً.!
أو تشاهد مسؤولاً فاسداً ، يجمع ويجمع ولا يسأل، لتأتي الدولة وتحاسبه وتحجز على أملاكه وممتلكاته ويرجع مفلساً..
وتشاهد مواطنين من مختلف المواقع و الفئات والمراحل والأطياف، كل يشكي وضعه حسب حالته وظروفه، فكل واحد منهم كانت أوضاعه جيدة ، وأموره ماشية ، إلى أن انتكست فجأة وأصبح مفلساً.!
ومن غرائب الأحوال ، أنك تجد أحدهم يبيع العفش ليدفع قسط البراد الجديد ، ويبيع البراد ليدفع قسط الجوال الحديث ، ويبيع جواله ليدفع قيمة فاتورة مكالماته الباهظة ، ويبيع سيارته ليسهر في رأس السنة مع عائلته بأفخم مكان حتى لايقال عنه بأنه مفلس..! ..ويبيع منزله ليشتري منزلاً أصغر ويتزوج بالباقي..

لاتزعل ولا على بالك..جميعنا مفلسون ..وصحتك بالدني.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]