انتاج الغاز الحيوي….تجربة تستحق التعميم ..

الخبير السوري:

أكد المهندس عامر العمري مسؤول مجموعة طاقة الكتلة الحيوية في المركز الوطني لبحوث الطاقة أنه وبهدف تشجيع استخدام الهواضم الحيوية الصغيرة واعتماد معالجة المخلفات الحيوانية في المشاريع الصغيرة وتعريف المجتمعات الريفية على هذه التقنية من حيث فوائدها وأسلوب التعامل معها ومعالجة الأعطال والمصاعب التي يمكن أن تظهر وتعميم هذه التجربة في الحصول على الغاز الحيوي واستعماله للطهي وتسخين المياه المنزلية والإنارة وتحسين التربة الزراعية من المنتجات المتبقية بعد التخمر في الريف السوري، قام المركز بتنفيذ ٢٤ هاضما حيويا بحجوم مختلفة لإنتاج الغاز الحيوي من المخلفات العضوية توزعت في محافظات ريف دمشق والسويداء وطرطوس.

العمري وفي حديث خاص للثورة أون لاين بين أنه تم إنشاء ١٩ هاضما حيويا هنديا (بوردا) بحجم ١٤ مترا مكعبا بمناطق مختلفة في ريف السويداء وتزويد كل هاضم بسخان يعمل على الطاقة الشمسية وتزويد البلدية بمضخة مع صهريج لتفريغ حجر الخروج من السماد الناتج، وفي ريف دمشق ببلدة قرحتا تم إنشاء نموذجين مختلفين من الهواضم صيني بحجم حوالي ٣.٥ امتار مكعبة ونموذج الهجين (صيني + هندي) بحجم حوالي ٧ امتار مكعبة وفي بلدة العادلية تم انشاء هاضم بحجم ١٣ مترا مكعبا مزود بخلاط اوتوماتيكي يعمل بفترات محددة من أجل زيادة كمية انتاج الغاز الحيوي، كما تم إنشاء هاضمين اسطوانيين هنديين إحداهما في محافظة طرطوس (منطقة بحوزة) بحجم حوالي ٣.٥ أمتار مكعبة والآخر في محافظة السويداء منطقة الصورة الكبيرة (خلخلة) بحجم حوالي ٩ أمتار مكعبة.
وأوضح أن هذه الهواضم تعمل على إنتاج طاقة الكتلة الحيوية عن طريق معالجة المخلفات العضوية الصلبة والسائلة (حيوانية، زراعية، صناعية، مياه الصرف الصحي، مخلفات المدن) إما بحرقها أو تخميرها (هوائيا أو لاهوائياً) للحصول على (غاز حيوي ،ايتانول حيوي ،…..) إضافة إلى منتجات ثانوية أخرى وذلك في المناطق النائية والمزارع البعيدة بالدرجة الأولى بعد إجراء تقنيات فلترة على الغاز الحيوي.
مبينا الفوائد البيئية والاقتصادية لاستخدام تقنية إنتاج الغاز الحيوي حيث يمكن استخدام الغاز الناتج لإعطاء الطاقة الحرارية (حيث تعطي كل بقرة ما يقارب جرة غاز شهرياً )، وتوليد الطاقة الكهربائية بعد اجراء تقنيات فلترة على الغاز الحيوي وربطها بالشبكة الكهربائية العامة أو استخدامها كنظام مستقل عن الشبكة في المناطق النائية والمزارع البعيدة بالدرجة الأولى وذلك بعد اجراء تقنيات فلترة على الغاز الحيوي، كما أن السماد العضوي الناتج عن استخدام هذه التقنية أفضل بكثير من الأسمدة الكيميائية فهو عديم الرائحة لا تنجذب إليه الحشرات والذباب والبعوض وذو جودة عالية لاحتوائه على الهرمونات النباتية والفيتامينات ومنظمات النمو وخلوه من اليرقات والميكروبات والبويضات وبذور الحشائش التي تهلك تماماً عند عملية التخمر اللاهوائي للمخلفات العضوية مما يجعله سماداً نظيفاً لا يسبب تلوثاً للبيئة عند استخدامه في تسميد الأراضي الزراعية، إضافة إلى تحققه قيمة ربحية إضافية للفلاح من خلال استثمار الغاز والسماد الناتجين وتأمين حاجته المنزلية، وهي تتناسب مع الخبرات الفنية والتقنية والموارد المحلية كما يمكن استخدامها بتكاليف منخفضة ووسائل تكنولوجية بسيطة، كما أن التخلص الأمن من المخلفات الزراعية والمنزلية باستخدام منشأت الغاز الحيوي يساهم بشكل كبير في حماية البيئة من التلوث.
وأضاف أن الطاقات المتجددة ومنها طاقة الكتلة الحيوية تمثل فرصة للإسهام في حل العديد من المشكلات الاقتصادية والتنموية والبيئية حيث أن تقييم واقع الكتلة الحيوية والمخلفات العضوية الحيوانية والنباتية والصلبة وتقديرها بشكل جيد يسهم مع مصادر أخرى للطاقات المتجددة في التقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

الثورة..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]