مهنة الفقراء .. والرزق الحلال ؟

الخبير السوري:

من محاولة لتحسين وضعها المادي إلى مهنة تجمع كل أفراد أسرتها حولت ريم المحمد من أهالي الصبورة بريف دمشق مشروعها الصغير ووسعت سوق منتجاتها التي باتت تطلب بالاسم الذي تحب “أم عطا”.

مشروع أم عطا بدأ كما تحدثت لمندوبة سانا بتربية بقرة واحدة ومع مرور الوقت والعمل الشاق زاد عدد الأبقار وانضمت العائلة بكامل أفرادها للعمل في المشروع الذي لم يقتصر على تسويق الحليب بل تعداه لإنتاج وتصنيع مختلف أنواع الألبان والأجبان ومشتقاتها في الصبورة وخارجها لتصبح منتجاتها علامة مميزة تطلب بالاسم على حد تعبيرها.

وبينت أم عطا أن تربية المواشي تحتاج إلى خبرة ومتابعة واهتمام للحصول على مردود كاف يساعد المربي في تطوير وتوسيع عمله مشيرة إلى أن مشروعها يضم الآن 10 أبقار تنتج يوميا أكثر من 150 كيلوغراماً من الحليب.

ورغم الصعوبات التي تواجه مشروعها كارتفاع الأسعار وصعوبة تأمين مادة الغاز المنزلي دعت “أم عطا” جميع السيدات إلى المبادرة لإطلاق مشاريع مماثلة لأهميتها في تحقيق مردود اقتصادي للأسرة وتمكين المرأة من تحقيق وجودها وذاتها.

أم عطا ليست الوحيدة التي وجدت في تربية المواشي فرصة لتحسين وضع أسرتها الاقتصادي والتغلب على الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب فـ مؤيد شاهين أسس أيضاً مشروعه الخاص مع أحد أخوته الذي استشهد فيما بعد ليضطر أن يكمل به وحيداً لكن جهوده أثمرت في زيادة عدد رؤوس الأبقار إلى 5 رؤوس مع صغارها تنتج يومياً نحو 120 كيلوغراماً من الحليب ونحو 20 رأساً من الغنم إضافة للدجاج.

شاهين لفت إلى ضرورة إتقان مهارات التعامل مع المواشي لتعطي إنتاجاً مميزاً من الحليب لافتاً إلى أن المشروع حسن من وضعه الاقتصادي ووضع عائلته ويسعى حالياً إلى تطويره ليتمكن من زيادة الإنتاج وتسويق رؤوس البقر والغنم أيضاً مبيناً ضرورة مبادرة الشباب لفتح مشاريع مماثلة لزيادة قطاع الثروة الحيوانية.

ووفق شاهين توجد مراكز علفية تقدم لهم الأعلاف بـ “قيمة مخفضة” لكنها غير كافية ما يجعلهم يلجؤون لشراء العلف من القطاع الخاص بسعر مرتفع ما يسهم في ارتفاع أسعار المنتج مع إشارته لوجود متابعة من قبل الجهات المعنية للمربين حسب المستطاع.

الشاب أنس سليمان أحيا مشروعه في تربية وتجارة المواشي بعد أن أعاقت الظروف متابعة عمله في حمص حيث انتقل إلى الصبورة وبدأ من جديد عام 2011 وهو يأمل اليوم بإحداث مزرعة لتربية الأبقار تمكنه من استقطاب عدد أكبر من الأيدي العاملة وزيادة إنتاج اللحوم.

وعن بداية مشروعه أوضح سليمان أنه استأجر حظيرة واشترى ثلاث بقرات وعدداً من رؤوس الأغنام وباشر في البيع والشراء ثم توسع بالعمل حتى زاد عدد الرؤوس واستقطب أيدي عاملة واستأجر محلاً تجارياً خصص لتجارة لحوم الأبقار والأغنام وتسويق منتجات الحليب التي تتراوح بين 30 و40 كيلوغراماً يومياً.

رئيس المجلس البلدي في الصبورة الدكتور صالح صالح بين أن الصبورة بلد زراعي وهناك الكثير من الأسر التي تعتمد في معيشتها على تربية المواشي وإنتاج الألبان والأجبان كونها تشكل حلولاً مهمة لاستقطاب أيد عاملة ودعم الاقتصاد الأسري.

ويصل عدد المربين في الصبورة إلى نحو 530 مربياً و1580 رأساً من البقر ونحو 16 ألف رأس من الأغنام والماعز إضافة إلى تربية الدجاج حسب صالح الذي لفت إلى أن المجلس يقوم بالتنسيق مع الوحدة الإرشادية بمتابعة ودعم المربين وتقديم اللقاحات الضرورية و أي مساعدة يحتاجونها.

المصدر : الثروة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]