على سيرة 14 شباط..كراهية من أول فتوى والحب إلى قائمة المستوردات الممنوعة..

ناظم عيد – الخبير السوري:

إن كان للحب عيده ..فهل ثمة عيد للكراهية، و إن كان للحب لونه الأحمر..فهل نمنح الكراهية اللون الأسود ليليق بها؟؟

تساؤلات صامته اعترت أذهان معظمنا نحن السوريين، اليوم في الرابع عشر من شباط، فيما راح بعضنا يحاول التقاط أهداب التراث، أو ما تبقّى منها، نافضاً عن ذمّته “تهمة الحب” باعتباره تقليدٍ مُستورد، وحالة بروتوكوليّة لا صلة لها ببكائياتنا على اقترافاتنا..ربما منذ لحظة ولوجنا عتبة هذه الدنيا، حيث تكون الصرخة العنيدة هي إيحائنا الأول برفض المصافحة والتآلف مع أحد.

 هنا في هذا الشرق الكئيب نبدو حاذقين فعلاً في الاحتفاء بالموت لا بالحياة، نواري الحب ونجاهر صراخاً بإعلان الكراهية..فالحبّ حرام في العرف الدارج الذي صَمَتت نصوصه الشفهيّة عن الإفتاء بتحريم الكراهية، لذا غدت حلالاً بالاستنتاج والممارسة.. وكان ما كان من ركام رفرفت فوقه الرايات السوداء ؟؟!!

إن كان شرقناً مضماراً عقيماً فعلاً لا يولّد الحب كما يستولد الكراهية..فلِمَ قبل من رفضوا استيراد طقس الحبّ، باستقدام أطنان الحقد من كل “مصانع” إنتاج أعداء الحياة في هذا العالم.. أليس سؤالاً محيراً ؟؟

لسنا من المسكونين بلوثة استيراد المشاعر في عيد الحب وطقس المودّة بصبغته التجارية، إلّا أن تجربتنا المريرة حوّلتنا إلى مروّجين لهذه المادّة المستوردة، رغم أن ترشيد المستوردات بات موقف إستراتيجي في زمن شدّ الأحزمة على البطون.

فحالة العوز الوجداني لم ترحمنا وقد نالت ممّن نالتهم فعلاً..ولا بدّ من جرعات سخيّة لجسر الفجوة، فقد استوردنا الدواء والخبز والوقود..فلنستورد أيضاً طقوس السلام والوئام، لأننا بحاجة ولأننا أيضاً نستحق.

الآن في شطر آخر من تداعي أفكارنا بمناسبة هذا اليوم ذي اللون الأحمر افتراضاً..بقي علينا أن نتساءل عن السبب الذي حدا بنا للقفز فوق رمزية الحالة ومعنويتها، إلى بعدٍ آخر مادّي بما أنّ البطاقة الحمراء و الورد الأحمر لا يؤكل ولا يُلبس ولا يدوم، لأنه باختصار.. نفحة إحساس وغمرة مشاعر؟؟

لو علم ” القديس فالنتاين” أن مآله سيكون على هذه الشاكلة في ديارنا..وظاهرة استثمار لانتعاش دكاكين أجهزة الموبايل و الألبسة وإن، حرصنا على المناورة و تظليل تشكيلتنا السّلعيّة باللون الأحمر، لندم على ما فعل..لقد أخفقنا في إنتاج الحب و أيضاً في التقاطه معافى كمنتج مستورد.

بالمناسبة.. يُحكى أن عيد الحب سوري الأصل؟!

و فالانتاين كان كاهنًا خلال القرن الثالث في روما، وسُمي (فالنتاين روما)، وعندما أصدر الإمبراطور كلوديوس الثاني (Claudius II) قرارًا بحظر الزواج على الشبان ليزيد تعداد جنود جيشه، تحدى الكاهن فالنتاين قرارَ كلوديوس واستمرّ في تزويج الشباب سرًا، وعندما تم اكتشاف الإجراءات أمر كلوديوس بسجنه ثم إعدامه بحلول 14 شباط/ فبراير عام 278 أو 270 ميلادي.

تعليق 1
  1. طاهر طه يقول

    سلمت يمينك استاذ ناظم. مبدع في كل ما تكتب. .

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]