بين بلاتس والحكومة … أرقام تصدم المواطن وتستنزف الخزينة

الخبير السوري:

كتب الاعلامي معد عيسى

 لم تكن ليلة أول أمس ليلة غير موعودة أو مفاجئة للسوريين حول ما صدر فيها من قرارات حول الدعم، ولكنها كانت صادمة، وربما كانت آثار وعقابيل الصمت الحكومي منذ عدة أسابيع بعد تسريب خبر رفع الدعم أكبر مما حصل بالأمس، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير ولعدة مرات تحسباً من التجار والمنتجين لهذا القرار ودون مبرر ولو أن الأمور حُسمت حينها ربما كنا قد وفرنا نسبة كبيرة من هذا الارتفاع “التحويطي”. الارتفاع كان مفاجئاً بأرقامه التي فاقت كل التوقعات؛ ولكن وإن كانت الأرقام مجحفة بحق المواطن الفاقد لأي حيلة لمواجهة ظروف معيشية صعبة جداً وغير عادية فهي (الأرقام) ما زالت تحمل دعماً كبيراً وبأرقام مقلقة، وإذا كان لا يعنينا التبرير للحكومة فإنه يعنينا أن تسير الأمور لمصلحة المواطن أولاً وأخيراً .

كما قلنا الأرقام كبيرة ومقلقة ولكن بالمنطق الذي يُمكن لأي شخص الاطلاع عليه سيجد أن أرقام الدعم على المشتقات النفطية ما زالت كبيرة جداً خلافاً لتصوراتنا المتشكلة من عوز حقيقي عند المواطن. الأرقام واضحة ويمكن الاطلاع عليها وتحليلها لمعرفة الواقع وليس للدفاع عن الحكومة، فحسب نشرة “البلاتس العالمية فوب” المتوسط (إيطاليا) سعر طن البنزين 998 دولاراً للطن بتاريخ 11 /8 ، و الطن يساوي 1300 ليتر، وبذلك يكون سعر الليتر وفق المعادلة التالية 998 دولاراً ضرب 13500 سعر صرف الدولار يساوي 13473000 تقسيم 1300 ليتر يساوي 10363ليرة لكل ليتر، هذا عدا عن أجور التوريد والنقل والتوزيع والتي تشكل نسبة كبيرة بسبب العقوبات على النواقل وصعوبة إجراءات التوريد، يعني بالمحصلة كل ليتر بنزين مازال حتى اليوم مدعوماً بأكثر من أربعة آلاف ليرة لأن النقل والشحن والتوزيع يعادل 30 % من سعر الليتر. المازوت أيضاً وبنفس الحسابات، سعر الطن 925 دولاراً ضرب 13500 ( سعر صرف الدولار) يساوي 12487500 ليرة تقسيم 1200 ليتر ( طن المازوت يساوي 1200 ليتر ) يساوي 10406 ليرة لليتر، و كما ذكرت سابقاً هذه الأسعار العالمية دون شحن ونقل وتوزيع، يعني بالمحصلة كل ليتر مازوت أو بنزين مدعوم بحوالي 4000 ليرة سورية. أرقام الدعم كبيرة جداً ويُمكن حسابها بشكل تقريبي حسب الكميات الموزعة يومياً، وهي بالنسبة للمازوت يومياً 4.5 مليون ليتر، والبنزين 3.7 مليون ليتر.

أمام هذه الأرقام المعادلة صعبة جداً على الدولة. أما بالنسبة للحكومة فهي تتحمل مسؤولية كبيرة بعدم دعم قطاع النفط على مدى السنوات الماضية رغم الإيراد الكبير لهذا القطاع وذلك لتأمين التجهيزات من حفارات ومستلزمات الاستكشاف والحفر والتنقيب لاستكشاف مواقع جديدة وإصلاح الآبار التي دمرها الإرهاب. سيبقى الوضع على ما هو عليه وستكون متوالية ارتفاع أسعار المشتقات النفطية مستمرة، إن لم يتم التحرك لحشد ما يُمكن من دعم لتطوير القطاع النفطي، لأن ذلك مخرجنا الوحيد أو النافذة الوحيدة للخروج والحد من الأزمة، فما قدمه ويقدمه قطاع النفط بموارد وإمكانات محدودة كبير جداً، ويكفي الإشارة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة تم إضافة ما يقارب مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى الشبكة وهي تعادل مليون ليتر من البنزين يومياً والتي سعرها اليوم بالسعر المدعوم 8 مليارات ليرة باليوم لأن كل متر مكعب من الغاز يعادل 1.2 ليتر بنزين.

هامش 1: الأرقام محسوبة على سعر 88.4 لبرميل النفط.

هامش 2: الأرقام تقريبية بتغيرات طفيفة.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]