خارج أوكرانيا..؟

معد عيسى
بالتأكيد ليست سورية بمعزل عن أزمات العالم، ولكنها بالتأكيد نفسه واجهت كل الأزمات وخرجت منها أقوى، وحتى عندما كانت هي المُستهدفة بشكل مباشر ، ومَن استمر في الصمود لعشر سنوات متواصلة أمام العقوبات والحرب والحصار لن يكون عاجزا عن مواجهة تداعيات ما يجري في أوكرانيا.
سورية بلد غني متنوع بالموارد والمناخ ويُمكن أن يُنتج كل ما يحتاج إليه من غذاء، وإن كانت معادلة تصنيع الإنتاج عاجزة عن مواكبة الإنتاج، ولكن هذا الغنى والتنوع كان حاضرا في المواقف والقرارات السياسية من كافة القضايا ، ولم يزل هذا الأمر متاحا حتى اليوم في مواجهة انعكاس ما يجري في العالم على الوضع الداخلي.
نحن في بداية جني مواسم كالبقوليات والقمح ، وفي بداية زراعة مواسم أخرى كالذرة والشوندر السكري وعباد الشمس والقطن وفول الصويا والبطاطا والتبغ ، وفي حالة رعاية لمواسم أخرى كالزيتون والحمضيات وكل أنواع الفواكه، وعندما نُحسن الجني والزراعة والرعاية لن نكون بحاجة لتوريد أي من احتياجاتنا الغذائية.
شركات القطاع الخاص تملأ مخازنها من البقوليات، وتوزع منتجاتها على كافة البقاليات لأنها اشترت المواسم من المزارعين على البيادر ، أما صالات السورية للتجارة فهي مليئة أيضا بالبقوليات ولكن من منتجات شركات القطاع الخاص، فهي لم تتحضر في جني المواسم لتملأ مستودعاتها بالبقوليات ومنتجات القمح، ولا وحدات تبريدها بالفروج والحمضيات والبطاطا، ولذلك نراها مليئة بمنتجات القطاع الخاص وتلحق بأسعارها بدل أن تُسعر لها لأن مَن يمتلك المادة هو مَن يضع السعر وغالبا يفرض شروط رقابتها.
لسنا خارج ميدان ما يجري في أوكرانيا ولكننا يُمكن أن نفعل الكثير لنخفف مما يجري في كل العالم وليس في أوكرانيا فقط ، والأمر يحتاج الى العمل في الوقت المناسب، وإعطاء الجهود حقها بتسعير المنتجات بما يتناسب وتكاليفها كي تستطيع مؤسسات الدولة الشراء من المُنتج مباشرة وليس من التاجر بشروطه وظروف حرجة لها.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]