كانت لافتة بالفعل نصيحة ذلك الطبيب الشهير في دمشق لأحد مرضاه ” الدواء الوطني الموثوق أفضل بالمطلق من أي دواء مستورد أو مهرب”.
للوهلة الأولى يبدو كلام الطبيب غريباْ، لاسيما في زمن الشغف بالأجنبي أياْ كان، لكن مع قليل من الشرح انجلت الصورة، فأي منتج وطني أفضل وأكثر وثوقية وموثوقية بكثير من مثيله المستورد لأنه مضمون ومعروف وآمن، والحال ذاته ينسحب على عدد هائل من السلع..فالمثل أو الحكمة الاقتصادية تقول: ” لست غنياْ لأشتري سلعاٰ رخيصة”.
الحكاية تسللت إلى أذهاننا مع تصاعد وتيرة الجدل بخصوص ضميمة ال ٢٥ دولار لكل لوح طاقة شمسية مستورد..ومن هذا الجدل نصل إلى حقائق عميقة في بنية العمل والاستثمار في هذا البلد، إذا كان لافتاْ أن يكون أكثر وأعلى الأصوات المحتجة قادمة من أوساط الصناعيين، وهذا غريب بالفعل بما أن البديهية تؤكد هنا أن مطلق مبدأ الحماية هو لمصلحة الصناعي المحلي..فلمٓ يصرخ الصناعي من إجراء حمائي إن لم يكن تاجراْٰ متخفياْ بثوب صناعي، ألم يقل المثل الصيني ” إذا كنت بريئاْ لم كل هذا الصراخ”..؟
لسنا في معرض تسجيل نقاط في حوار شبه تناحري داخلي يقوم على خلفيات مصالح، لكن المسلمة هنا التي يجب أن تكون فوق كل.. اعتبار هي مصلحة الاقتصاد الوطني، وفي قرارات الحماية مصلحة اقتصادية – وطنية عليا، إن كنا قادرين فعلاٍْ مقاربة الأشياء من منظور إستراتيجي حقيقي .
صناعة اللواقط الكهروضوئية صناعة ناشئة في سورية، ولابد من حمايتها إن بضميمة أو رسم، ولاحظوا أننا لم نقل منع أو حصر، ومن المهم إعطاء فرصة حقيقية لهذه الصناعة التي تلبي استحقاقات مديدة آخذة بالتزايد.
حماية الصناعة الوطنية واجب ..كما هي كذلك في كافة دول العالم، فهل علينا أن نكون استثناء دوماْ وتسوق الرياح كما تشتهي مصانع الآخر لا مصانعنا ؟؟