وزارة الكهرباء تكشف دفاترها بصراحة مفرطة..لا يمكن التعويل على الشركاء و لا بديل عن الاعتماد على الذات رغم المطالبات الكبيرة..!

الخبير السوري:

لم يحمل حديث المهندس فواز الضاهر مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء أي جديد حول واقع التيار الكهربائي، بل حمّل المستقبل مسؤولية تحسين توليد الطاقة، ووفرة الوقود، وأكد الضاهر في حديثه لـ”البعث” أن الاعتماد على الذات هو الخيار الأنجع والأصح لأن أي شريك يحتاج إلى رأس مال وهو معضلة حقيقة تعاني منها الوزارة في الوقت الراهن .

وفي دوامة “ضجران” المواطن من قسوة التقنين وعدم عدالته، يؤكد المهندس الضاهر عدالته ضمن المحافظة الواحدة مستندا بذلك على كميات التوليد الموزعة على كافة الأحياء بحسب تعبيره، مبرراً لبعض المناطق وصل التيار بشكل كامل، ارتباطها بمنشآت معفاة من التقنين مثل المطاحن ومضخات المياه والمشافي، إضافة لأخرى حساسة واستراتيجية، منوها إلى أن “الكهرباء” تحاول قدر المستطاع عزل تلك المناطق عن المخارج المغذاة بشكل دائم، وهو عمل يتطلب مبالغ ومواد طائلة من الصعب ضمن الحصار تأمين المستلزمات اللازمة له، ومع ذلك قامت الوزارة وضمن الإمكانيات المادية المتاحة بعزل جزء منها، وتنظر ضمن استراتيجيتها المستقبلية عزل أحياء سكنية جديدة وفق المواد المتوفرة.

مبررات..!

ورغم أن وضع برنامج تقنين ثابت وعادل هو أفضل ما يمكن أن تقوم به وزارة الكهرباء، إلا أن مدير مؤسسة النقل والتوزيع، أشار إلى صعوبة تحقيق ذلك، مستذكرا على هامش الحديث أيام الحرب الإرهابية وخروج عدة مناطق عن السيطرة مثل ريف دمشق وريف حلب وحمص وحماه ودرعا ونزوح أهاليها بحثا عن الأمان، عندها كان هناك إمكانية لوضع برنامج تقنين ثابت إذ كانت المعادلة قلة استهلاك مقابل كميات توليد كافية توزع بعدالة، بالتالي برنامج تقنين ثابت وجيد، أما اليوم مع عودة تلك المناطق والأهالي زاد الاستهلاك وقلّ التوليد بالإضافة لقدم بعض المحطات وحاجتها لإعادة تأهيل وصيانة والأحمال الكبيرة خلال فترة الشتاء على كافة مراكز التحويل والمحولات، الأمر الذي يؤدي إلى الفصل القسري وزيادة ساعات التقنين…

أحلاهما مرٌّ..!

الضاهر ربط حل الموضوع بشكل كامل بأمرين اثنين أحلاهما مر، كما يقال، أولهما وجود محطات توليد ووقود كاف من أجل تلبية الطلب على الطاقة وهو حل بعيد المدى – بحسب تعبيره – والثاني مرتبط بالأول وهو موضوع توسيع الشبكات في المناطق التي تعرضت للعمليات الإرهابية بشكل كبير، وهذا يحتاج مبالغ طائلة، وتدخّل منظمات دولية تساهم في إعادة تأهيل هذه الشبكات المهترئة، أما عن مساعدة الأصدقاء لنا فيقول المهندس الضاهر: أنهم يحتاجون إلى المال، وأي شركة تريد الدخول على الخط لن يكون دخولها “حبياً”.. بالتالي، تحتاج لأموال ندفعها، ورأى أنه مهما كان وجودهم، فلابد من الاعتماد على الذات أولاً .

ليست وهمية..!

مدير مؤسسة النقل والتوزيع نفى أن تكون عمليات توسيع الشبكات التي كانت تقوم بها الوزارة كل عام استعدادا للشتاء، والتي فاقت الـ 100%، مشاريع وهمية، مؤكداً أنها كانت تتم بحسب الوضع الذي كانت قائمة عليه الشبكات، فالأعوام ما قبل الـ 2019 غير التي تلتها، موضحا أن الوزارة في الـ 2017 قامت بتوسيع الشبكات بحيث تستوعب كمية الكهرباء بذلك الوقت، والتي كان فيها الاستهلاك قليل. لكن عندما عاد الوضع الأمني لمناطق الأرياف وعادت الأهالي إليها، زاد الاستهلاك أكثر من 100% وأكبر من التوسعات المخطط لها، ومع ذلك تقوم الكهرباء كل عام بتوسيع الشبكات، غير أن الوضع المالي لا يساعد على تأمين المواد، وبالتالي فإن عدم إمكانية وجود التمويل يعد أكبر مشكلة تعاني منها الوزارة، في حين أن الخطط الاستثمارية محددة وتكفي فقط بالحد المطلوب.
نجوى عيدة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]