الخبير السوري:
يبدو أن وزارة النقل أخذت من اسمها الكثير فالنقل والتغيير بات سمة غالبة في عمل الوزارة ولعل توجيهات رئيس مجلس الوزراء خلال الجلسة الاسبوعية الفائته قد لاقت الاهتمام اللازم من وزارة النقل، إذ أصدر وزير النقل عدداً من القرارات الخميس الفائت أنهى بموجبها تكليف كل من رئيس الدائرة الفنية ورئيس دائرة المعلوماتية ورئيس شعبة التبدلات الفنية من عملهم في مديرية نقل طرطوس كما وجه الوزير بتوجيه عقوبات مختلفة لمجموعة من العاملين في مديرية نقل طرطوس لمخالفتهم في تسجيل بعض السيارات.
ولعل إجراءات وزير النقل الدكتور المهندس غزوان خيربك منذ توليه مهام الوزارة خير دليل على ترجمة توجيهات الحكومة منذ بدء تشكيلها القاضية بمكافحة الفساد والتغير والاصلاح ، إذ قام بتغيير العديد من المفاصل الادارية العليا في وزارته وأعاد ترتيب الصلاحيات والتفويضات الممنوحة لمعاونيه والمدراء العامين للجهات التابعة والمرتبطة بهدف الحد من الروتين وتسريع إنجاز الأعمال وخاصة في قطاع هام قد يتطلب اتخاذ قرار فوري وآني نتيجة تشعبه بين البر والبحر والجو وكونه صله الوصل بين سوريا والعالم وبالتالي وجود تفويضات وصلاحيات لأصحاب الشأن ضروري في أغلب الأحيان والتي قد تحتاج لقرار سريع باعتبار عمل الوزارة حيوي ويتسم بطابع اقتصادي وخدمي وتنموي.
وطبعاَ هذا انجاز يسجل للوزارة ولوزيرها باعتباره ابن هذا القطاع ويعلم بكل تفاصيله وربما هذا ما أكسبه الوقت الكافي للبدء بهذه التغييرات السريعة التي تعتبر نوعيه وتكاد تكون وحيدة أو على الأقل الأكثر زخماً في التشكيلة الوزارية الأخيرة.
ولايخفى على أحد الجولات الميدانية والمفاجئة التي يقوم بها الوزير للوقوف على واقع العمل كما هو وتسليط الضوء على المقصرين ومحاسبتهم والثناء على المتابعين لأعمالهم ومكافئتهم والأمثلة كثيرة وأكثر من أن تعد وتحصى فقد تم تغيير العديد من المفاصل الادارية والتي تسمى بالصف الثاني في كل من مؤسستي الطيران السورية والطيران المدني بالاضافة إلى كوادر الجهات البحرية على مختلف تسمياتها وكذلك التغيير النوعي للمدراء المركزيين في مؤسسة المواصلات الطرقية مؤخراً.
ويرى المتابعون لعمل الوزارة أن التغييرات لن تقف عند حد معين فكل من يقصر يعتبر مخالف وبالتالي لابد من اعفائه أو معاقبته بحسب التقصير الذي اقترفه وهذا طبيعي وضروري لإفساح المجال أمام البقية لأخذ دورهم في عملية البناء وإثبات جدارتهم والاستفادة من امكاناتهم وخبراتهم وهذا مايؤكد عليه الوزير خيربك في اجتماعاته إذ يكرر دائماً عبارة لاخيار أمامنا سوى النجاح وهذا مانعمل عليه ولانرضى بديلاً عنه ومن لايعمل يعتبر عائق في وجه من يعمل وبالتالي من الضروري إزالة العوائق لاستمرارية العمل والنجاح.
وكان الحلقي قد شدد خلال جلسته الاسبوعية الفائته على ضرورة متابعة معالجة مظاهر الفساد والترهل الإداري في بعض مفاصل الوزارات والتدقيق في كل مايشاع عن وجود حالات فساد مؤكداً على ضرورة الارتقاء بواقع أداء الوزارات كلها وإعادة تأهيل الكثير من المفاصل الإدارية.
وسبق وان نشرنا خلال الاسبوع الفائت من موقعنا هذا خبر إعفاء عدد من العاملين في مؤسسة الطيران السورية على خلفية جولة مفاجئة للوزير على مكتب الفردوس ووجود بعض الأعطال في الصالة نتيجة تقصير المعنيبين كما تم إعفاء عدد من العاملين في مرفأ طرطوس ومكافأة آخرين في مطار دمشق لتواجدهم الدائم وتأدية عملهم بالشكل المطلوب.
كما نأمل من كافة الوزارات العمل بتوجيه السيد رئيس مجلس الوزراء وإيلاء ماينشره الاعلام حول واقع عمل وزاراتهم الاهتمام اللازم والتشدد في محاسبة المقصرين علنا نصل إلى قطاع حكومي مميز بأدائه ومميز بإداراته وسوية الخدمات التي يقدمها.
التعليقات مغلقة.