استثمار بـ”الكرنفالات الإعلامية” وليس إلّا…وفرة في الفرص وندرة في المستثمرين وأصحاب القرار..!!

 

 

لولا تواجد بضع سيدات أعمال من غرفتي صناعة دمشق وريفها..، ولولا أنهنَّ من المنظمات للمؤتمر الثاني لـ”فرص الاستثمار والتشاركية..”، لكان اليوم الثاني، فرصة لي كإعلامي  كي آخذ قيلولة سياحية علوية في الطابق التاسع بفندق الداما روز، خاصة وأن عامل البرودة المخزَّنة بعظامي، كان دافعا ضاغطا للاستثمار بالدفء مجانا، بعد أن أضحت التدفئة بمادة المازوت مكلفة جدا، وإن توفرت لا يتوفر ثمن المئتي ليتر.

وكما يقول المثال: “الجمل بفرنك وما في فرنك”، مثل يوصِّف الحالة التي تعاني منها فرصنا الاستثمارية ذات الجدوى الاقتصادية المغرية، لكنها عالية بكلفها وتنوعها في كل القطاعات دون استثناء، فرص ورغم أن اللعاب يسيل لها، إلاِّ أن دونها معيقات قانونية وتمويلية وإجرائية وخلاف ذلك مما ظهر وتستتر..، والمستهجن أنها لا تزال قائمة علما أنها أصبحت معروفة للكل ومحط انتقاد من العام والخاص، وزراء ومدراء ورؤساء اتحادات صناعية وتجارية ورجال مال وأعمال واستثمار..!.

ثاني أيام المؤتمر، وعلى الرغم من أنه الأهم لكن الفعالية والرسالة التي يجب أن تصل للمستهدفين من المؤتمر، انتهتا وغابتا  بغياب قالب ” الكاتو” وسيفه وشموع الذكرى الثانية للمؤتمر، كما غابت عنه الكاميرات والأضواء وأي أثر للوزراء، وبالتالي غياب لذلك الوقعْ والوهج المطلوب استمراره خدمة للتسويق والترويج لفرصنا الاستثمارية ولقانون التشاركية الذي لم تولد بعد تعليماته التنفيذية، ومع ذلك نرفعه شعارا لمرحلة إعادة الإعمار..!!؟.

عزيمة على وليمة..!

أنفضَّ “العرس”، فكانت المفاجأة أن العرس لم يكن لـ “فرصنا الاستثمارية”، بل لأشخاص أشعلوا الألعاب النارية وقطَّعوا “الكيك”، وأخذوا صورا تذكارية ولم ينسوا الإدلاء بتصريحات مكررة لا تخدم ولا تفيد الترويج والتسويق للفرص. وبانتهاء اليوم الأول للمؤتمر الذي توقعناه أن يكون فعلا عرسا استثماريا،على الأقل لثلاثة أيام، وأن يكون يومه الثاني هو العرس الحقيقي، لكان بغياب أصحاب المعالي والقرار عنه، تلاشى كل ما كنا نأمله من استقطاب وجذب، تلاشيٍ انعكس في تواضع عدد الحضور ونوعيتهم وفعاليتهم، حتى بدا وكأن منظمي المؤتمر يتحدثون مع أنفسهم.

حتى أن جلستي اليوم الثاني تأخرت، إذ كان محددا أن تبدأ أولى عروضها الـتسعة الساعة التاسعة صباحا وتنتهي في تمام الثانية والنصف، وفقا للبرنامج الموضوع، لكن الوقت كله ذهب لعرض الفرص الاستثمارية في قطاعات السياحة والتطوير العقاري والصناعة، حيث حضر مندوبي جهاتها فقط.

مغرية وجدا..!؟

عروض استثمارية وبكل صراحة وجدية نؤكد أنها مغرية جدا لكل رأسمال ورجل أعمل وشركة تبحث عن – ليس فقط مجال – وإنما مجالات وكلها فيها من المغريات الاستثمارية ما يلفت الانتباه إليها، لكن للأسف غاب من كنا نريد أن ينتبه لذلك، فكان اليوم الثاني كمن “يُغني في الطاحونة”..!!؟.

عشرات الفرص الاستثمارية أكثر من 22 سياحية صغيرة ومتوسطة وكبيرة، في دمشق وريفها واللاذقية وطرطوس وحمص والسويداء، من مختلف المستويات والكلف والزمن الاستثماري، قدمها المهندس وليد زوزو مدير مكتب خدمات المستثمر في وزارة السياحة، كاشفا عن الجديد في التسهيلات والمحفزات للمشاريع في هذا القطاع، والملفت أنها مشاريع تقع في مناطق سياحية آمنة ومحققة لنسب هامة جدا في جدواها الاقتصادية وكلها منجزة دراساتها الكاملة ولا ينقصها سوى متقدم لها.

وترتفع المشاريع كلفة إلى عشرات المليارات في قطاع التطوير العقاري، لترتفع معها نسب الجدوى الاقتصادي والعائدية، حيث عرض الدكتور أحمد الحمصي المدير العام لهيئة التطوير العقاري لجملة من المشاريع العمرانية الضخمة والمتكاملة سكانيا وتجاريا وسياحيا وحرفيا وخدميا، في كل من حماة والسويداء والمدينتين الصناعيتين في عدرا 3 مشاريع وحسيا 6 مشاريع.

ولا تقل فرص وزارة الصناعة الـ 6 ، التي عرضها مدير التخطيط والإحصاء الدكتور إياد مغربي أهمية وكلها من ذوات القيمة المضافة والنسب شبه المطلقة وقدرتها على المنافسة الحقيقية، ذات العائدية الربحية الكبيرة المؤكدة، والأهم أن كل الدراسات المالية والقانونية والفنية منجزة، أي أن تلك المشاريع تنتظر من يستثمر فيها.

 جبين استثمارنا..!؟

رغم كم ونوع وجدوى هذه المشاريع، التي يندى جبين استثمارنا لتغيب المعنيين عن عرسها، ولذلك اللاهتمام بأن تحصل على ما تستحقه من حضور تسويقي وترويجي، إلاَّ أن تلك الكلمات التي قالتها رئيسة سيدات الأعمال مروى الأيتوني، لا تخلو من دلالات هامة حيث أكدت “أن الاستثمار مناسب جدا للاستثمار في كل شيء”.

وبدورنا نقول ونؤكد أن الاستثمار يحتاج لكل صغيرة وكبيرة من المناسب المطلوب تحقيقه، والذي يبدو أننا لا نزال نتعاطى مع ذاك المناسب كمناسبة كرنفالية احتفالية لا كفرص يجب تسويقها وترويجها بأفضل الطرق والأساليب.

“جندر”

بقي أن نلفت إلى ما لفتنا حين أباحت أحدى سيدات الأعمال باحتكار “الذكورية” في غرف تجارة حمص مثلا  للعقود الداخلية والخارجية التي تأتي للغرفة وإعطائها للتجار..، ما يضعنا أمام مصطلح ” الجندر” في الأعمال، ولعل هذا ما لمسناه في اليوم الثاني للمؤتمر إذ لم يحضر أحدا من التجار أو الصناعين..، فهل هناك من يضع العصي في عجلات نشاطات سيدات أعمالنا الاستثمارية، فقط لكونهنَّ سيدات..؟!. مذكرين أن المؤتمر عقد تحت شعار” يد بيد لنبني سورية الغد”.

قسيم دحدل

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]