كاتبة أردنية تسأل وتبحث عن أي تفصيل يشبه أمها… بعد أن فقدتها

عز الأم تعزك الحياة ...

الخبير السوري

بالرغم من تلك السنوات التي مضت بنهارها ولياليها  إلا أن لم تفارق عيني صورة أمي ، ما أحوجني إلى النسيان ،و تنقصني تلك النعمة التي افتقدها بالفعل ، إلا أن الأحداث الموجعة تترك اثر حتى أن نفارق الحياة ، إلى أمي حبيبتي التي اشتقت لمجالستها أو حتى لرؤيتها ، في الحلم تأتيني مبتسمة لتخبرني أنها باحسن حال ويطمئن قلبي .
وبعد تلك الأعوام أود أن أهمس باذن كل واحد منكم أيها الإخوة والأخوات ،ولا أريد أن استفز مشاعركم الجميلة نحو الحيرة و البكاء ،لكن اريد أن أفصح عن بعض الحقائق التي وجدتها في كل أم مسنة ، في هذا العمر الطويل التي لا تحتاج له إلا الرعاية والعطف وحسن الخاتمة  ،و قد تخفي  عنك أمك معالم كثيرة انت لا تنتبه لها بل كل الدنيا قد تعلم بها من الغرباء والأصدقاء  وانت آخر من يعلم بها ، وفي النهاية أنت تريد منها “كلمة الله يرضى عليك ” لانها كفيلة باسعادك وتوفيقك في الحياة ،ولكن اذا أردت أن تحصل على تلك الرفعة فلابد أن لا تسأل كيف حالك يا أمي ؟ كما جرت العادة لكن  أسأل عيناها المرهقة أسأل يدها الباردة ونبرة صوتها ،بل أسأل الأماكن التي تحبها وعتبة البيت والباب الذي يطرق كل يوم ،اسأل  الشجرة التي جلست تحت ظلها وكم أخفت بكاء عيناها مرات ومرات سراً ،  أسأل  ورداتها  ونعناتها حتى ميرامياتها عن آخر مرة سقتهم ،أسأل أكثر الناس قرباً لها عن رضاها عنك ،أسأل صديقتها التي رافقتها وجارتها العزيزة على قلبها طيلة الحياة  لأن الأمهات دوما يشكون لبعضهم وعن معاناتهم مع الأبناء  وعن الهموم وعن الأفعال التي اغضبتها من أفراد العائلة ، اسأل الجارات المخلصات التي يحتفظن بصندوق الاسرار من الفضفضات  والدموع ، أسأل زوايا المنزل الآمنة  التي تعايشت معها في وحدتها وعن كل تنهيدة خرجت من قلبها وعن التمتمات التي تحدث نفسها بها ،حتى طبيبها ربما تشكي له مالم تعرفه انت عنها وعن وجعها و من الالم وأنت لا تعلمه، ولا تسألها لمجرد سؤال “كيف حالك”لرفع العتب لأن الجواب سيكون نشكر الله الحمدلله وتصمت “وعلى مبدأ ما بدي أغلبهم” قد تخفي عنكم  حاجتها للدواء فكم دواء انتهى ولم تكترث له لتقول “مابدي أخسرهم”  وحتى الطعام حتى الكسوة  ، ولربما تقول انها بأحسن حال وقدميها لا تحملها وتخفي ضعفها وتكابر  لكن التعب أرهق جسدها.
وعلى قولة “الأمثال الشعبية التي يرددنها ضمن رسائل مبطنة مضمونها كبير “كل من فرش لفراش قعد عليه ” أي أن ما تقدمه لأبويك في كبرتهم ستجده مع أبنائك ، وغلبت على أمرنا تلك الامثال التي تذكر  وتحذر بها دوما ً  “خطية الولايا بتهد الزوايا” والام وليه وكما هي الأخت و الأبنة والعمة والخالة، فلم أجد سعيد في حياته ترك أمه في دور رعايا المسنين أو أهملت لأي سبب كان ،ولم أجد سعيد في الدنيا ساقته الدنيا مع أبنائه وزوجته ونسّته أمه ،ولم أجد سعيداً حضي باحترام في كبرته من قبل أبنائه وقد قلل من احترام أمه في يوم من الأيام، ولم اجد شقي قد نال دعوة من قلب أمه وقالت عنه “أبني الهني الرضي”، كونوا لأبنائهم درساً في البر لوالديكم ، وجالسوهم قد الإمكان وما أجمل كلمة يمّا ، عز الام تعزك  الحياة ، عز الأم وكل من هو يذكرك بها مثل الأخ والأخت  ، وبعد كل هذا فأنا ما زلت أسرق بعض ذكريات خصائل جدائل الشعر أمي المحناة بالطيب اريد أن اناديها ب يمّا وترد عليّ ،وما زلت أبحث عن نكهة تشبه طعام امي ، وخبزاتها وقهواتها في يوم العيد ، وكلامها وضحكاتها وابحث عن من يشبها بالملامح  وأبحث عن فرحة رمضان والعيد تذكرني بها …. ديرو بالكم على الغاليات…. الكاتبة الأردنية سامية المراشدة

المصدر: رأي اليوم

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]