كيف نتعامل مع حالات الهلع التي تصيب أطفالنا نتيجة الزلزال؟

اختصاصي أُسري يشرح عن هذه الحالات...

الخبير السوري

حالات الخوف ونوبات الهلع الشديدة التي انتابت الجميع كباراً وصغاراً منذ كارثة الزلزال، والهزات التي جاءت بعده، والتي كان من نتائجها المؤسفة وفاة طفلة بسبب إصابتها بصدمة عصبية أدت لتوقف قلبها نتيجة الخوف من الهزة الأخيرة
حالات هلع سيطرت وكان للأطفال النصيب الأكبر منها، ولأن الكوارث الطبيعية لايمكن التنبؤ بحدوثها، لابد على الأهل من القيام بدورهم، ومحاولة التخفيف من خوف أبنائهم قدر الإمكان.
للحديث عن ذلك وعن أهم النصائح التي تقدم للأهالي للتخفيف من شدة تلك الحالات تواصلنا مع الاختصاصي الأسري كميت محرز والذي بدأ حديثه بالقول: يعيش الأطفال في هذه المرحلة حالة من الهلع والرعب، تجعل الآباء والأمهات يقعون في حيرة من أمرهم حول طرق الشرح والتوضيح لهم والتخفيف من هلعهم، وخاصة عندما يطرح عليهم أطفالهم أسئلة عن الزلازل والكوارث الطبيعية.
وحتى نبدد تلك الحيرة يشير محرز: هناك بعض النصائح نقدمها لكل أب وأم كي يتمكنوا من التعامل معهم، والإجابة عن تساؤلاتهم وأولى تلك النصائح هي تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره، والإفصاح عن الأفكار التي تدور في رأسه، سواء بالكلمات أو بالفن قبل بداية الحوار معه، ومن دون أن تصدر عليه أحكاماً مطلقة أو انطباعات، كما يتوجب مشاركة الطفل المخاوف والقلق أيضاً، فالأهل هنا ليسوا بصدد إثبات أنهم جريئون .
وبين الاختصاصي الأسري أنه من النصائح المهمة أيضاً أن يحرص أهل الطفل على قول الحقائق بشكل منطقي ومقنع، والشرح له بطريقة مبسطة سلسة، فالكذب ليس في صالحهم ولا في صالح الطفل، كما لابد من أن يتحلى الاهل بالصبر مهما كانت طريقة طفلهم في حديثه وأسئلته، ومهما طالت فترة مخاوفه، فكل طفل سيتأثر بشكل مختلف عن الآخر، مع ضرورة طلب المساعدة والاستشارة من المتخصصين في حال تطورت حالة الطفل وكانت مخاوفه خارج السيطرة.
ومن الأمور التي يجب الاهتمام بها أيضاً- كما ذكر محرز- ضرورة استخدم القصص والأمثلة المبسطة للإجابة عن أسئلة الأطفال بطريقة واضحة ومقنعة، كأن تقص عليهم قصة أفراد تم إنقاذهم وتقديم العلاج للمصابين منهم، كما يمنع أن يستخدم الأهل الإنترنت في البحث عن صور ومقاطع فيديو للزلزال وأطفالهم بجوارهم، فهذا قد يكون له أثر سيىء جداً عليهم، لافتاً الى أنه في حال شاهد الأطفال تلك المقاطع والصور المخيفة، فيتوجب عليهم العمل على تهدئتهم والشرح لهم أن هذه الصور هي للمباني المتضررة، والتي ينحصر عددها بنسبة قليلة نسبة إلى عدد المباني في المنطقة التي حدث بها الزلزال، وأن هذا الأمر من النادر حدوثه، مع إخبارهم عن الجهود المبذولة لإنقاذ الناس مهما كانت، وعن التعاون والعمل المشترك لإنقاذ الأرواح وتأمين لهم المأوى والطعام والعلاج، ومناقشتهم حول دورهم في تقديم المساعدة، حتى وإن كان بسيطاً جداً مثل التبرع بجزء من مصروفه، أو بألعابه أو ملابسه مع الحرص على تأمين أدوات الرسم والفنون ليقوم الطفل بالتعبير عن مشاعره لتفريغ الطاقة السلبية الكامنة داخله.
وأخيراً ختم الاختصاصي الأسري جملة النصائح التي قدمها للأهل بدعوتهم لتقديم شرح لأطفالهم، وبأسلوب مبسط للأسباب العلمية لحدوث الزلازل كالتالي: الأرض هي الكوكب الذي نعيش عليه، وهي على شكل كرة، لكن الكرة مكونة من عدة طبقات ، ونحن نعيش على الطبقة العليا، القشرة، والتي تتكون من عدة طبقات كبيرة تتداخل على بعضها بعضاً مثل اللغز، وعندما تصطدم تلك الطبقات ببعضها بعضاً، أو تحتك ببعضها بعضاً، فإنها تسبب الزلازل، كما يتوجب القول لهم أيضاً: إن الزلازل الصغيرة قد تحدث طوال الوقت، ولكنها لا تسبب أضراراً في الغالب، في حين يمكن لزلزال كبير أن يضرب الأشجار والمباني ، ولذلك نحتاج إلى معرفة ما يجب فعله للبقاء في أمان إذا شعرنا بزلزال وذلك من خلال تقديم الأهل لشرح عن طرق الحماية عند حدوث الزلزال سواء أكان في البيت أم المدرسة أم في الشارع.

المصدر: الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]