العلاج بالأوهام.. بقلم:معد عيسى

 

تشير كل التصريحات الى تعافي قطاع صناعة الدواء بشكل جزئي ولكن الواقع على الارض مختلف وكل يوم يُفقد صنف دوائي جديد في وقت يُفترض فيه ان تتوافر كافة انواع الدواء بعد مضي كل هذه المدة من عمر الازمة.

الامر الثابت في موضوع الدواء أن المريض يحتاج إلى تكرار الدواء أكثر من مرة وهذا يدل إما أن الامراض باتت مناعتها للادوية قوية او أن الدواء منخفض الفاعلية ولكن الشائع أن معظم الاطباء ينصحون بالدواء الاجنبي وهذا يؤكد طرح انخفاض فاعلية الدواء وهذا يطرح عدد من الاسئلة حول الرقابة على الصناعة الدوائية.‏

أسعار الدواء ترتفع كل يوم ولا يمكن لأي مواطن ان يستغني عن الدواء ولو باع كل ما يملك وهو يدفع ما يُطلب منه تحت ضغط الحاجة ولكن يجب ان يأخذ دواء يتمتع بمواصفة عالية وهذا حقه ولكن الفعالية غير مطابقة للمواصفة وهذا يُحمله أعباء كبيرة.‏

اليوم نشط وبشكل كبير تهريب الادوية لتأمين حاجة الناس، كما تعززت لدى المواطن قناعة بجدوى هذه الادوية بناء لتجربة وعلى نصيحة من الاطباء، ومن يقول بغير ذلك فهو غير منسجم مع الواقع الملموس.‏

قبل سنوات كان الدواء السوري يتمتع بسمعة ممتازة وكان يُصدر الى اكثر من خمسين دولة في العالم من بينها دول متقدمة وعليه يجب ان تنشط الجهات المعنية لمراقبة الصناعات الدوائية وان تضرب بيد من حديد كل من يُخالف المواصفات لانه يسئ الى صحة المواطن اولا والصناعة السورية ثانياً، ولكن الخشية الحقيقية والقلق الكبير من تورط الجهات الرقابية وتقصيرها في متابعة هذا الملف المهم بكل الاعتبارات والمقاييس.‏

هناك من يُبرر بأن بعض الفيروسات اصبحت مُعندة وتُطور نفسها بما يقاوم الادوية وهذا بالعلم امر واقع ولكن عندما يأخذ المريض الدواء الاجنبي ويتعافى فإنه يدحض هذا التبرير ويؤكد التقصير وغياب الرقابة على الصناعة المحلية.‏

يجب ألا نخسر قطاعاً بكامله ويجب الا يخسر هذا القطاع ثقة الناس فيه نتيجة جشع بعض ضعاف النفوس وبعض التجار والمُهربين الذين ظهروا هذه الايام كمنقذ لغياب الرقابة وتقصيرها وتقصير الجهات الرسمية في توفير الدواء بمواصفات جيدة واسعار مقبولة تتناسب ودخل المواطن وكلفة انتاج الدواء.‏

المريض ضحية تقصير وبات الكثير من حاملي بطاقة الضمان لا يستفيدون من بطاقاتهم لأن الدواء الأجنبي لا يمكن صرفه والدواء المحلي انخفضت فاعليته واحياناً بدون فاعلية وبين غياب الفاعلية وغياب الرقابة انتشرت الامراض وساءت حالة الناس.‏

القطاع الصحي يفقد كل مقوماته بدءاً بالكوادر مروراً بتوفير العلاج للجميع وصولا الى الصناعة الدوائية ويكاد يكون القطاع الاكثر اهمالاً وترهلا وغيابا عن مواكبة الظروف وباتت الشكوى على هذا القطاع من داخله وخارجه ولا بد من وضع حد لهذا الواقع المؤلم، أليس من الاهمال والتقصير ألا تجد بعض العقاقير في محافظة بكاملها كما حصل في طرطوس؟ هل يُعقل ان يستمر الوضع على ما هو عليه اليوم؟ نحن على ابواب صيف تكثر فيه الاوبئة والحشرات ويجب ان نستعد بتأمين العقاقير والادودة المناسبة.‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]