وزارة العمل تتحالف مع شركاء جدد للمصافحة مع القوى العاملة…

 

تثار العديد من التساؤلات لدى الحديث عن برامج تشغيل الشباب وفرص العمل المتاحة لهم، خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة مرتبطة بالأزمة وتداعياتها، والأجور المتدنية للوظائف العامة التي لا تنسجم مع الواقع المعيشي، وما تفضي إليه عاما بعد آخر من هجرة لعدد كبير من الشباب، في حين بدت الأعداد المتبقية منهم تفتقر إلى برامج التدريب والخبرة المطلوبة في سوق العمل، والخوف أن نبدأ مرحلة إعادة الإعمار مع عدم وجود خبرات فعلية متواجدة في سوق العمل..!.

أمام هذا المشهد نعول على أن تكون الشراكات التي قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع الفعاليات الاقتصادية التي تم عقدها منذ فترة وبرامج التدريب والتدريب المنتهي بفرص التشغيل، بادرة طيبة في إطار الاستعداد لمرحلة بدء إعادة الإعمار، وهذا محور حديثنا مع مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل محمود الكوا الذي تحدث عن وضع قائمة تتضمن 75 شركة من الشركات الفاعلة على المستوى الاقتصادي في البلد لإرساء شراكات فاعلة على مستوى إنتاج فرص العمل في السوق ، مشيراً إلى تقليص القائمة لاحقاً لتحقيق الاستفادة القصوى من بعض الشركات فقط، وأنه تم الاجتماع مع هؤلاء الشركاء من مختلف القطاعات.

وبين الكوا أن مذكرات التفاهم الموقعة مع الشركاء تضمنت ثلاثة نقاط أساسية ضمن مبدأ التشاركية مع القطاع الخاص، حيث تم الاتفاق على فرص عمل ليتم ربطها مع العاطلين عن العمل، فرص تدريب كمسؤولية مجتمعية للقطاع الخاص، وفرص تدريب منتهي بالتشغيل.

وفي هذا السياق يبرز مركز الإرشاد الوظيفي وريادة الأعمال الذي توقف بسبب الأزمة قبل أن يتم إعادة إطلاقه مجددا بكوادر وطنية مع وضع رؤية وإستراتيجية للمستقبل، كأحد المكونات التي يمكن التعويل عليها من جهة إعطاء زخماً لريادة الأعمال، وعنه يتحدث الكوا بالقول: يتضمن المركز شقين أساسيين الأول خاص بالمتعطلين عن العمل وفيه يتم تخصيص مرشدين وظيفيين يتابعون مع المتعطلين عن العمل ويقدمون لهم مساعدات مختلفة مثل كتابة السيرة الذاتية أو طريقة مقابلة العمل، أو ما يحتاجونه في اللغة الانكليزية أو الكمبيوتر بمعنى يرون احتياجات المتقدمين ويعملون على بناء قدراتهم من خلال القيام بدورات في المركز.

أما الشق الثاني الأكثر أهمية هو ضمن إطار تساؤل هام: لماذا لا يتم توجيه الناس لبناء مشاريعها الخاص..؟ فليس بالضرورة أن يتم توظيف الجميع، لاسيما في ظل وجود كثير من الشباب لديهم أفكار مختلفة ومشاريع عديدة، وضمن هذا الإطار قامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وفقا للكوا بعقد ورشة منذ أشهر عن التمويل المتناهي الصغر، وتم دعوة أطراف عديدة من القطاع الخاص الذي يعمل في هذا المجال، مشيراً إلى أن هناك مؤسستين يتم العمل معهم وهي مؤسسات تمويل متناهي صغر، حيث يتم دعوة أصحاب الأفكار ويجري لهم دورة في طريقة حساب الجدوى الاقتصادية وكتابة المشاريع، مبيناً أن الوزارة ترسل هذه المشاريع للمؤسسات التي ستتعاقد معها، وعندما يتم الموافقة عليها يتم تمويلها، ويختم الكوا أن هذا الموضوع يأتي ضمن الإطار التمكيني، وأن الوزارة توليه اليوم أهمية خاصة، فمرحلة إعادة الإعمار التي نتطلع إليها مرحلة كبرى يجب أن تكون قوة العمل مدربة.

محمد محمود

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]