تحسّن متسارع في العلاقات بين سورية والسعودية..وزيارة متوقعة للأمير بن سلمان إلى دمشق ؟

الخبير السوري:

استقرت سورية في مكانها وأدركت دورها منذ بداية معركة طوفان الأقصى، تأخذ في اعتبارها الظروف الداخلية والقضايا الإقليمية، إن الحرب على سورية، التي اندلعت منتصف عام 2011، تركت آثارًا بالغة في الجغرافيا والاقتصاد داخليًا، وزادت عن ذلك، عدم إغلاق الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية باب الحرب بعد أن حسم الجيش السوري وحلفاؤه معظم الجبهات عسكريًا، تحولت الحرب نحو الضغوط الاقتصادية والسياسية، وسعت إلى تجويع وعقوبة الشعب والدولة ككل، وهي سياسة اعتمدتها الولايات المتحدة كبديل عن الغزو العسكري أو فرض الإرادة بالقوة.

في هذا السياق، أنشأت المناطق المسلحة في سورية، خاصة في الشرق (قسد) والشمال (هيئة تحرير الشام) وما يُسمى “الجيش الوطني”، بالإضافة إلى مجموعات وتنظيمات متشددة أخرى، نقاط انقسام تمزق السيطرة الوطنية وتعيق عودة سوريا إلى حالتها السابقة للحرب.

رغم حالة التوتر والمواجهات العسكرية في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حافظت دمشق على مسار التقارب مع الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة على سورية، منحت الحكومة السورية حرية الحركة والدعم للحلفاء من داخل الجغرافية السورية، وتحملت تبعات ذلك في التصدي لردود الفعل الإسرائيلية والخسائر الناتجة عن العدوان المتكرر وفقاً لصحيفة رأي اليوم.

أرسلت دمشق طاقم دبلوماسي برئاسة السفير “أيمن سوسان” لإعادة افتتاح سفارتها في المملكة العربية السعودية، في حين اتخذت البعثة الدبلوماسية السعودية مقرًا مؤقتًا في دمشق، في انتظار إعادة تأهيل مقر السفارة السعودية، تم أيضًا استعادة ملف الحجاج السوريين من قبل دمشق، ليشاركوا في موسم الحج بإشراف وتنظيم من الحكومة السورية.

على صعيد العلاقات السورية السعودية، يشير مصدر إلى أنها لن تتوقف عند هذا الحد، بل قد تشهد تطورًا نوعيًا، مثل زيارة مرتقبة لـ “ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان” إلى دمشق، وعقد قمة مع الرئيس السوري “بشار الأسد”، يتوقع أن تكون هذه الزيارة قريبة، ربما ترتبط بنهاية الهجوم الإسرائيلي على غزة أو بتحقيق هدنة بعد نجاح المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة وإسرائيل في القاهرة حول ورقة باريس.

إذا تمت هذه الزيارة والقمة بين الرياض ودمشق، ستشكل تحولًا نوعيًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، مما يؤثر على مسار استعادة دمشق لعلاقتها العربية وجهودها لإعادة إحياء الاقتصاد السوري المتدهور بفعل حرب السنوات السابقة والحصار الذي فرضه الغرب.

بالمقابل، لا تزال العلاقات مع مصر في حالة جمود، ولم تشهد أي تقدم على الرغم من التاريخ التاريخي العميق الذي يجمع بين البلدين والشعبين، وتظل العلاقة مع قطر على حالها، مع بعض الخطوات الرمزية فقط، مثل استضافة المنتخب السوري في بطولة آسيا أو بعض الوفود ذات الطابع الدولي، أو عدم معارضة الدوحة لمنح تأشيرات دخول للسوريين من مناطق سيطرة الدولة السورية، بالإضافة إلى توقف الحملات الإعلامية الشرسة بين البلدين.

أما فيما يتعلق بالعلاقة مع تركيا، فقد شهدت سخونة وسرعة في الجهود الوسيطة الإيرانية والروسية في وقت سابق، ولكن لم يتم التحدث عنها بنفس الوتيرة، بل غابت تمامًا عن الحديث سواء من الجانب السوري أو التركي، هل ستتوقف هذه المسارات بعد الانتخابات الرئاسية التركية؟ أم ستعود إلى الواجهة في المستقبل؟ وعلى أي أساس؟

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]