منتهزو الفرص يراهنون على أسرع طرق الإثراء …العقار مطرح البزنس بطعم الاسترخاء

 

 

 

 

يبدو أن الأرض هي السلعة التي تفتح شهيّة بعض تجار العقارات هذه الأيام، نتيجة حالة الركود المسيطرة على السوق، وشبه توقّف حركة البيع والشراء للوحدات السكنية والتجارية، حيث يرى التجار أن الأرض أصبحت الملاذ الأكثر أماناً حتى من الذهب والدولار المصابين بحالة من عدم الاستقرار، معتبرين أنها بعيدة كل البعد عن الخسارة، حيث لم تسجّل على الأقل طوال العقد الأخير أية حالة بيع لأرض خسر بها صاحبها.

ويعوّل التجار على مرحلة ما بعد جلاء الأزمة بأنها ستكون الأكثر ازدهاراً بالنسبة لسوق العقار، ومن يشتري أراضي الآن وإن بأسعار خيالية كما يحلو لبعضهم تسميتها، سيحصد ثروات هائلة تقفز به إلى مصافّ رجال “البزنس”، إذ إنهم يراهنون على انتعاش عقاري خلال المرحلة القادمة سيكون -حسب وصفهم- غير عادي، وسيفتح آفاقاً كبيرة أمام التنمية العقارية التي ستكون متعطشة لانطلاقة غير مسبوقة، وأن الأرض ستكون محوراً رئيساً لها، ولاسيما غير الزراعية منها المنسية والمترامية على أطراف المدن والمناطق، وأنه في حال تم تنظيمها ستصبح صعبة المنال وربما يرقى تملّكها إلى مستوى الحلم.

في المقابل يخشى كثير من التجار الخوض كثيراً في غمار تجارة العقارات، لأن وجهة السوق لا تزال مجهولة المعالم، ففي الوقت الذي يأمل فيه بعضهم تحقيق أرباح هائلة مستفيدين من حالات البيع الاضطراري، فإن المؤشرات تدلّ –وفق نظر بعضهم- على احتمال الوقوع في خسارات هائلة وخاصة بعد توقف كثير من المشاريع الاستثمارية العربية والمحلية، ما ينذر بإطالة أمد الأزمة وبالتالي توقف عجلة النموّ الاقتصادي بشكل عام والعقاري بشكل خاص.

ولمن يعتبر وينفع معه التذكير، نذكّر أنه سبق للأراضي أن شهدت إقبالاً قبل سنوات الانفتاح الاقتصادي الأخير، وخاصة الواقعة منها في أطراف الريف الدمشقي، وتلك المحاذية لأتوستراد دمشق – درعا، عندما قام عدد من (المليئين مالياً) باكتنازها بغية استثمارها كهدف معلن، يتستّر في الحقيقة على آخر مخفيّ هو المضاربة، وكانت النتيجة تأجيج أسعار السوق العقارية بالمجمل، نتيجة احتكار بعض المساحات ذات المزايا الاستثمارية من عدد محدود من رجال الأعمال الذين دخلوا هذا المضمار بقصد المضاربة وليس الاستثمار، والحقائق تؤكد امتلاك أحد رجال الأعمال نحو 2000 دونم دون أي استثمار لها..!.

ما سبق يملي على جهاتنا الحكومية وخاصة المعنية منها بالقطاع العقاري التنبّه إلى هذا الأمر ومعالجته قبل أن تقع الفأس بالرأس، وأن الإقبال على شراء الأراضي من منتهزي الفرص، سيكون أغلب الظن بهدف المضاربة، لأن هؤلاء المنتهزين يدركون حقيقة استثمار الأراضي بالمضاربة بعد انجلاء الأحداث الدامية التي نمر بها، بعيداً عن الاستثمار الحقيقي لها سواء أكان زراعياً أم صناعياً..!.

الخبير السوري – حسن النابلسي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]