لا تزال أسعار زيت الزيتون في اللاذقية تسجّل ارتفاعاً غير مسبوق، حيث يباع “البيدون” سعة 16 كيلوغراماً بسعر يتراوح بين 1.1-1.2 مليون ليرة، على الرغم من أن موسم عصر الزيتون في أوجه، إلا أن قلة الإنتاج لهذا الموسم – بوصفه معاوماً- دفعت أسعار الزيت للبقاء مرتفعة، تغرّد بعيداً عن القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود، الذين يتجه معظمهم لشراء الزيت بالكيلو، وأحياناً أقل بكثير بما يتوفر معهم من مال.
بون شاسع يفصل بين ما كان يتطلع إليه الأهالي لجهة انخفاض سعر زيت الزيتون، مستندين إلى قرار وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية بوقف تصدير زيت الزيتون اعتباراً من مطلع أيلول الماضي، بالتزامن مع استعداد المزارعين لبدء جني محصول الزيتون، وبين واقع الحال وحجة المزارعين المنتجين بأن الموسم الحالي معاوم والإنتاج قليل، بالكاد يكفي لسدّ حاجة عائلات المزارعين ومؤونة منازلهم لعامين على أقل تقدير، مدللين بارتفاع تكاليف الإنتاج من حراثة، سماد، ناهيك بارتفاع أجور العمال والنقل والعصر.
“قطعية” جيدة للزيت
لم يخفِ مزارعون في ريف جبلة أن “قطعية” زيت الزيتون جيدة خلال الموسم، باعتبار أن “الحمل” عندما يكون قليلاً تكون الثمار مشبعة بالزيت وتعطي “قطعية” جيدة، مقارنة بالموسم الذي يكون فيه الإنتاج وفيراً، مدللين بأن كل 5-6 تنكات زيتون تعطي “بيدوناً” من الزيت سعة 16 كيلوغراماً، فيما كانت في المواسم الجيدة تعطي كل 10-11 تنكة بيدوناً من الزيت.
ورغم “القطعية” الجيدة، يؤكد المزارعون أن الحسبة واحدة، فـ”القطعية” الجيدة لموسم قليل تعادل “قطعية” متدنيّة لإنتاج وفير، ليخلصوا إلى حسبة يستندون إليها في عدم انخفاض سعر الزيت وبيع البيدون بسعر يتراوح بين مليون إلى مليون و200 ألف ليرة، مشيرين أيضاً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وقطاف المحصول ونقله وعصره.
الحلّ.. قرض شخصيّ أو جمعيّة
في المقلب الآخر، أكد عدد من المواطنين أن شراء “بيدون” زيت يحتاج إلى ميزانية خاصة، يصعب على أصحاب الدخل المحدود تأمينها، في ظل غلاء المعيشة والسعي وراء تأمين لقمة العيش “كل يوم بيومه”، مضيفين: توسّمنا خيراً بقرار وقف تصدير الزيت، وبدء موسم جني الزيتون، إلا أن واقع الحال لم يتغيّر، وبقي الحصول على الزيت أمراً صعباً، يحتاج إلى قرض أو “جمعية” حتى يتمكن رب العائلة من شراء بيدون يباع بسعر 1.2 مليون ليرة.
وأشار الأهالي إلى تغيّر العادات الشرائية، فبعد أن كانت العائلات تشتري بين 1-2 “بيدون” زيت كمؤونة عام أو عامين، أصبحت تشتري الزيت بالكيلو لعدم قدرتها على شراء “البيدون” لارتفاع سعره، حيث يباع الكيلو بين 70-80 ألف ليرة، حسب جودة الزيت ونوعه إذا كان عادياً أم “خريج”، والأنكى، حسب تعبيرهم، ما يسمعونه من أحاديث حول ارتفاع الأسعار في الفترة المقبلة، مطالبين المؤسسة السورية للتجارة بالتدخل الإيجابي وشراء زيت الزيتون من المزارعين وطرحه في الصالات إلى جانب المواد التموينية الأخرى، بوصفه أيضاً مادة أساسية، حتى لا يدخل التجار على الخط ويبيعونه لاحقاً بأسعار مرتفعة جداً.
توقعات بارتفاع جديد في الأسعار
من جهته، بيّن رئيس اتحاد فلاحيّ اللاذقية أديب محفوض أن “قطعيّة” الزيت جيدة خلال الموسم الحالي، إذ تعطي كل 5-7 تنكات زيتون “بيدون” زيت تتراوح سعته بين 16-17 كيلوغراماً، بنسبة متفاوتة بين منطقة وأخرى بحسب طبيعة التربة، مدللاً بقرى تعطي كل 9 “تنكات” زيتون بيدوناً من الزيت.
وأكد محفوض أن أسعار زيت الزيتون لا تزال مرتفعة، حيث يبيع المزارعون “البيدون” بسعر يتراوح بين 1.1-1.2 مليون ليرة، والحجة هي تدنّي إنتاج الزيت، باعتبار الموسم معاوماً وإنتاج الزيتون قليل، حيث تقدّر كمية الإنتاج الأولي بـ 45 ألف طن.
وأشار محفوض إلى أن المزارعين في منطقة جبلة يبدؤون جني المحصول باكراً لأنهم يتجهون أكثر نحو سلق الزيتون وصنع زيت الخريج، مبيناً أنه في منطقة اللاذقية لا يزال المزارعون في المرحلة الأولى في عملية جني الزيتون.
وتوقّع محفوض أن تشهد أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً خلال الفترة المقبلة، نظراً لقلة الإنتاج من جهة، وزيادة الطلب مقابل قلة العرض وعدم كفاية حاجة السوق المحلية من جهة أخرى، مؤكداً عدم ورود شكاوى إلى فرع اتحاد الفلاحين فيما يتعلق بعمل المعاصر…تشرين