الأدوية المهرّبة هاجس و” المتصيدلون” تحت عين الرقابة.. مسؤولة نقابية تبوح بحقائق الأبيض والأسود في سوق الدواء السوري

الخبير السوري:

ها هي الوصفة الطبيّة أيها المواطنون.. توجّهوا نحو أي صيدليّة وأخبرونا ما الذي يحصل؟ هل يبيعونكم الدواء بأسعار خرافيّة ويستغلون حاجتكم؟ أم يشطبون أسعاراً ويضعون أسعاراً جديدة؟ هل تشعرون بأنكم تدخلون جهنّم الأسعار المرتفعة والدواء المفقود أو المهرّب؟ تريّثوا قليلاً لعلّهم “المتصيدلون” أو “تجّار الدواء” كما وصفتهم رئيس فرع دمشق السابق لنقابة الصيادلة الدكتورة الصيدلانية عليا الأسد التي أنهت منذ أيام خدمتها للنقابة وأكّدت أنه لا يمكن لأي صيدلي بحقّ أن يمارس مهنته بهذا الشكل، وأنّ فرع دمشق طوال ثماني سنوات الأخيرة التي عملت بها في النقابة شهدت صيادلة ملتزمين لم ترد عنهم أي شكوى، فسمعتهم الطيبة هي رصيدهم الأكبر والشكاوى القليلة كانت تأتيهم عن صيدليات يتبيّن لاحقاً أن من يعمل بها ليسوا صيادلة بل تجّار ومتصيدلون متطفلون على المهنة وهذا ما كانوا يكافحونه بشكل كبير..

    السعر واحد في كل الصيدليات بالنسبة للدواء الوطني بنشرته الصادرة عن وزارة الصحّة أو حتى المستورد بسعره الصادر عن وزارة التجارة

وفي حديثها تؤكّد الدكتورة عليا الأسد، أن السعر واحد في كل الصيدليات وتتكلّم هنا عن الدواء الوطني بنشرته الصادرة عن وزارة الصحّة أو حتى المستورد بسعره الصادر عن وزارة التجارة، ولا تتكلّم عن الدواء المهرّب الذي تؤكد أن طريقة وصوله مجهولة، وغالباً قد تكون مصحوبة بالحفظ السيئ أو التزوير أو الفعالية الضعيفة.

  • يجب على الطبيب مواكبة سوق الأدوية و يجب ألّا يصف الأنواع المهربة أبداً.. أين البدائل المتاحة له وماذا يفعل في حال عدم توفرها؟

وتابعت: نحن بوضعنا الطبيعي كنقابة نقف إلى جانب المواطنين والصيادلة معاً، فلكلّ حقه ونحن جاهزون دوماً لتلقي الشكاوى في حال حدوث أي مخالفة.

“خطوط بيضاء في مكاتب النقابة”

ربما نستطيع القول إن دأب النقابة على متابعة وجود الصيادلة الإضافيّين في كل صيدليّة خفّف عبء أن يكون في الصيدليّة صيدلي واحد فقط وبذلك تم خلق فرص عمل جديدة وحدّ من وجود “المتصيدلين” بسبب إتاحة المجال لأصحاب المهنة بشكل أكبر، لكن هناك إنجاز أكبر وهو الأهم كما ذكرت لنا الدكتورة عليا وهو إدراج “الصيدلة السريريّة” في مفاضلة التعليم الجامعي هذا العام باعتباره اختصاصاً عالي الأهمية للوقوف جنباً إلى جنب مع الكوادر الطبيّة في المشافي للوصول إلى أقصى درجات الفائدة المرجوّة من الدواء وهو أحد إنجازات المؤتمر العلمي الصيدلاني داماس فاد ومن التوصيات المرسلة لوزارة الصحة التي أخذت به بكل رحابة.

وهناك أيضاً “ورقة عمل” تم العمل عليها تشمل مقترحاً يناسب الأغلبية العظمى من الصيادلة الذين هم قيد الخدمة أو المقبلين على التسجيل في نقابتهم لكن بعد تحقيقهم شرط خدمة الريف لمدة عامين وهو أن يبقى الصيدلي ضمن دمشق لكن بخدمة تزيد ثلاث سنوات وهو موضوع محط نقاش حتى اللحظة..

“تساؤلات”

صيدليات كثيرة قد تحتوي على أدوية مهرّبة لا يفترض أساساً اقتناؤها وذلك كما شدّدت الدكتورة عليا ولكن إن كان يجب على الطبيب مواكبة سوق الأدوية لكن يجب ألّا يصف هذه الأنواع أبداً.. أين البدائل المتاحة له وماذا يفعل في حال عدم توفرها؟

  • طريقة وصول الدواء المهرّب مجهولة وغالباً قد تكون مصحوبة بالحفظ السيئ أو التزوير أو الفعالية الضعيفة

هذا من ناحية أولى ومن ناحية ثانية لو عدنا إلى موضوع خدمة الريف كشرط لمنتسبي النقابة قالت الدكتورة الأسد: خدمة الريف تتم بموجب مرسوم ولا يلغيها سوى مرسوم، وهناك مجالات واسعة لخدمة الريف وواردة بالمرسوم منها (صيدليات النقابات- صيدليات المعلّمين- صيدليات العمّال- وظائف الدولة- المعامل والمكاتب العلمية…. الخ).

وأكملت: لو أردنا إلغاء هذه الخدمة أو استبدالها للتخفيف عن الصيادلة في ظل الظروف الاستثنائية التي نمرّ بها هذا يحتاج تعاون نقابة الصيادلة بكلّ فروعها مع وزارة الصحّة وعدّ المصلحة العامة هي الدرجة الأولى لتقديم “مشروع قانون” أو “مقترح مرسوم” للجهات المشرّعة التي ترى مدى أهميته وتناسبه مع واقع الحال.. وهنا نلاحظ شيئاً آخر؛ أين هذا التضافر؟ فعلاً لم يسبق للنقابات بكل فروعها أن فكّرت بالصيادلة الذين يخدمون أو يريدون أن يخدموا في الريف!

“المنظور المشرق يليق بالمهنة”

في ختام الحديث مع الدكتورة عليا الأسد لم يكن لديها للتفاوت أي مكيال فهي تدعو أن ننظر إلى الجانب المشرق من مهنة الصيدلية خصوصاً عندما يضطر أشخاص غير قادرين على الذهاب إلى الطبيب ودفع كشفيته أن يأخذوا استشارة دوائية مثلاً ليلبّيهم الصيادلية بأخلاق مهنتم وبكل إنسانيّة.

  • وجود الصيادلة الإضافيّين في كل صيدليّة خفّف عبء أن يكون في الصيدليّة صيدلي واحد فقط وأتاح فرص عمل جديدة وحدّ من وجود “المتصيدلين” بسبب إتاحة المجال لأصحاب المهنة بشكل أكبر

وقالت: الصيادلة مظلومون من نظرة الناس لهم فأحياناً لا يعطونهم حقّهم رغم الكم من الخدمات التي يقدّمونها للمجتمع وفي النهاية النقابة بكل فروعها مهمّتها الأساسية التوفيق بين المواطن والصيادلة والذين يدّعون ذلك.

يذكر أنّه جرى منذ أيام اجتماع لأعضاء مجلس الفرع الناجحين بانتخابات الهيئة العامة وتمت تسمية الدكتور حسن ديروان رئيساً لفرع دمشق بعد الدكتورة عليا الأسد.

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]