تسالي عن سابق إصرار..

معد عيسى

يأخذ الطالب مئات الدروس من الموسيقا والفنون والرياضة منذ دخوله إلى المدرسة في الصف الأول وحتى حصوله على الشهادة الثانوية دون استخدام أي تقنيات تعليمية في هذه المقررات التربوية ، بل على العكس نستخدم هذه الدروس لمواد أخرى أي نكرس التفوق ونهمل المواهب والعبقريات .

الفنون والرياضة ليست تسالي فقط كم يراها البعض و نتعامل معها مدارسنا ، فكم من فنان وموسيقي ورياضي رفع أسم بلده في العالم ؟ وكم من فنان باع لوحته بمئات الملايين من الدولارات ؟ وبالمقابل كم من المواهب دفناها نتيجة هذا التعاطي مع الفنون والموسيقا ؟

عمر الخيام كان في أوقات الجد يعمل بالفلك ، وفي أوقات الفراغ يكتب الشعر فنسيه العالم بجده و خلده بفراغه .

نحن ندفن ثلاث أرباع عبقرياتنا بالسياسة المتبعة في مدارسنا ، وما نراه من فنانين صغار هو نتاج الموهبة المصقولة بالدروس الخصوصية ، فالمدارس تغيب عنها كل التقنيات التعليمية للفنون والرياضة وفي الحالة النظرية تُعطى ساعات الرياضة والفنون لإكمال نصاب بعض المدرسين غير المختصين ، فمدرس التربية الدينية يُعطي بعض ساعات الفنون في تناقض فكري وليس ديني وهذه الأساليب المتبعة في التعاطي أوصلتنا لوضع غابت فيه كل معاني الجمال والإبداع وتحولنا إلى مجتمع مادي مليء بالأمراض النفسية .

الموسيقا تُنمي الذاكرة والرسم يزيد من التركيز والرياضة تفتح أفاق التفكير السليم وكل ما تقدم يدفع في التفوق والنجاح والانفتاح والنضج و ينعكس زيادة في العطاء .

تنمية المواهب ورعايتها من أعلى أنواع الاستثمار مردوية مادية وتعافي نفسي للمجتمع وما أحوجنا اليوم لكلا الأمرين ، الأمر باهتمام راسمي السياسات التربوية والتعليمية .

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]