انضمام سورية إلى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة قد يلغي التقنين نهائياً..

الخبير السوري:

انضمت سوريا، حديثًا، إلى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، ما يثير التساؤل حول فوائد هذا الانضمام، ووضع الطاقة المتجددة في سوريا.

وصادق مجلس الشعب السوري، في 19 من حزيران الحالي، على انضمام سوريا إلى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

وقال وزير الكهرباء السوري، غسان الزامل، “إن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، تقدم للدول الأعضاء المشورة والدعم، بما يسهم في تحسين الأطر التنظيمية، وبناء القدرات في مجال التدريب بكل الاختصاصات لتعزيز الاستخدام الواسع والمستدام للطاقة المتجددة“، مشيرًا إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في هذا المجال.

ما وظائف “أيرينا“؟

تعد وكالة “أيرينا“ منظمة حكومية دولية، تشكلت في 26 من كانون الثاني 2009، وتعمل كمنصة رئيسية للتعاون الدولي، وتدعم البلدان في تحولات الطاقة المستدامة.

وتشكل الوكالة مركزًا للامتياز وللسياسات والتكنولوجيا والموارد والمعارف المالية في مجال الطاقة المتجددة، وتروج لاعتماد كل أنواع الطاقة المتجددة واستخدامها بشكل دائم بما يشمل الطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرمائية وطاقة المحيطات والشمس والرياح، سعيًا لتحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة فرص الاستفادة من الطاقة.

يقع المقر الرئيسي للوكالة في أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة وتضم 167 دولة والاتحاد الأوروبي، يقررون الاتجاه الاستراتيجي للوكالة وأنشطتها البرنامجية، بما يتماشى مع خطاب وأولويات الطاقة العالمية لتسريع نشر تحولات الطاقة القائمة على مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.

الحاجة للطاقة المتجددة في سوريا

وسط غياب الكهرباء لساعات طويلة، وارتفاع أسعار الوقود اللازم لإنتاج الطاقة بسبب كمياته الضئيلة الواصلة لمناطق سيطرة الحكومة السورية، يتجه السكان نحو البحث عن بدائل مستدامة أكثر كالطاقة الشمسية التي تعد أبرز الطاقات المتجددة استخدامًا في سوريا.

وفاقمت السنوات الـ12 الأخيرة الأوضاع الخدمية المرتبطة بالكهرباء إلى حد كبير في المناطق التي تسيطر عليها الدولة، إذ أصبح نصيب الفرد من استهلاك كهرباء الدولة 15% مما كان عليه في عام 2010، وفق دراسة بحثية أعدها الباحثان سنان حتاحت وكرم شعار، في أيلول 2021.

وبدأ الترويج لاستيراد وبدء العمل بالطاقة المتجددة في سوريا، بعد حديث الرئيس السوري، بشار الأسد، في خطاب القسم الذي ألقاه عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار 2021.

ووعد الأسد بالعمل على تشجيع الاستثمار في الطاقة البديلة ودعمها عبر السياسات أو عبر التشريعات، بهدف إطلاق مشاريع توليد الطاقة من قبل القطاعين الخاص والعام أو بالمشاركة بينهما.

وانضمت سوريا إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية، في 15 من شباط الماضي، ويعد التنظيم الدولي الذي تقوده الهند، وأعلن عنه لأول مرة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس 2015، ويهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة بدلًا من الوقود الأحفوري، ويضم 121 دولة مشمسة تقع بين مداري السرطان والجدي.

واعتبر حينها وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أن توقيع الاتفاقية “سيجلب الكثير من المنافع الاقتصادية والاجتماعية، وسينعكس ذلك على سوريا ودول الجوار وعلى المجتمع الدولي الذي يعتبر أن موضوع البيئة موضوعًا أساسيًا يتعلق بحياة البشرية ومستقبلها“، بحسب ما نقلته عنه صحيفة “تشرين” الحكومية.

1 ميغا كمية الطاقة المتجددة في سوريا

أنتجت سوريا في 22 من شباط الماضي، أول ميغاواط من الطاقة المتجددة عن طريق الطاقة الشمسية في حمص، بعد خمسة أشهر من إطلاق مشروع شركة غرفة الصناعة في المحافظة.

وتبلغ حاجة المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة من الكهرباء نحو ستة آلاف ميغاواط، بينما تصل الكمية المولدة إلى ألفي ميغاواط حتى الآن، بحسب تصريحات سابقة لوزير الكهرباء.

حلت سوريا بالمرتبة السابعة عربيًا في قدرة توليد الكهرباء من مصادر الطاقات المتجددة، بإنتاجية تصل إلى 1557 ميغاواط في نهاية عام 2022، بنسبة نمو 2% مقارنة بعام 2021، وفقًا لتقرير “أيرينا”، كما جاءت في المرتبة الرابعة من جهة قدرات توليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية باستطاعة 1490 ميغاواط.

بينما أوضحت دراسة الباحثين سنان حتاحت وكرم شعار، أن استخدام الطاقات المتجددة انخفض بنسبة 20% في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ثم إلى 5% عند بدء الحرب في سوريا، لتسهم مصادر الطاقة المائية بنسبة 2% فقط من التغذية الكهربائية العامة عام 2020.

ومن مشاريع الطاقة المتجددة في سوريا غير المكتملة، مشروع العنفات الريحية الذي ركبته شركة “ودرفم” في المدينة الصناعية بحسياء، إذ جرى حتى الآن تركيب عنفتين ريحيتين، في قرية الذهبية على أوتوستراد حمص- طرطوس، وتغذي كل منهما الشبكة العامة للكهرباء في سوريا باستطاعة 2.5 ميغاواط.

وقال المدير التنفيذي للشركة، ربيع الياس، “إن المشروع يضمن إلغاء التقنين الكهربائي في سوريا عبر تركيب ألف و500 إلى ألفي عنفة ريحية، وباستطاعة تتراوح بين 2.5 و6 ميغاواط لكل واحدة منها”، ولكن خلال سنتين لم يتم تركيب إلا عنفتين.

ويلجأ العديد من السوريين، إلى تركيب ألواح شمسية رغم ارتفاع أسعار تركيبها، هربًا من انقطاع الكهرباء الطويل وأسعار الوقود المرتفعة.

وكالات

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]