على أبواب المصالحة مع المستهلك..وزارة عائدة من مضمار الاستعراض

خاص – الخبير السوري:

لاتبدو وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأحسن حال، هي الخارجة للتو من “حرب إعلامية” مع المواطن، زادت من وطأة الحرب التي أديرت على البلاد والعباد واستحقت بالفعل لقب “كونية” بدون تهويل ومبالغات.
ومع التغيير الذي طال شخص الوزير في سياق التعديل الحكومي الأخير، بدا واضحاً أن ثمة إصرار على طي صفحة الضجيج الإعلامي الذي افتعلته ” مقصورة الكونترول” في وزارة المستهلك، وإعلان غير مباشر لمصافحة دافئة مع المواطن، عبر التحري عما يطلبة المستهلكون لا مايطلبه الوزير وطواقم الإدارة في الوزارة الأكثر التصاقاً ببطن المواطن وبالتالي بوجدانه وعقله، بما أن ليس الجيوش هي التي تزحف على بطونها وحسب، بل الشعوب أيضاً لاسيما في زمن الأزمات وضنك العيش.
و لعل التفاؤل بالتغيير سيكون حذراً بعض الشيء هنا في هذه الوزارة الصعبة، إلا أن المراقبون والعارفون بالشأن العام، يطلقون مساحات أوسع لتفاؤلهم وهم يعتدون بدرايتهم العميقة بمشكلات هذه الوزارة، التي تبدو في جزء منها منحدرة من العامل البشري.
لكن علينا ألا نتجاهل أن الوزارة ذات إمكانات محدودة وتقيدها قوانين اقتصادية وقوانين إدارية… رغم أن الإصلاح الذي هو مفيد بالمطلق لكن الظرف الراهن يبدو صعباً لايسمح بتطبيقات مرنة بسبب نقص الكوادر.
ضعف الرواتب مشكلة أيضاً وخاصة بالنسبة للعمال الفنيين في المخابز والمطاحن في الوقت الذي يبدو فيه القطاع الخاص مرن جداً ويمنح أحياناً خمسة أضعاف راتب الموظف في مؤسسات الوزارة.. مثلاً الفران والعجان وفني الإصلاح…
تعاني الوزارة من شح المواد والموارد وقيود الشراء ونقص وقود النقل وقدم الاليات وسلسلة طويلة من الصعوبات التي هي نتيجة الحرب والحصار .
وربما يكون من الظلم بعض الشيء إلقاء “كتلة هائلة” من الآمال على كاهل الوزير الجديد، خصوصاً وأن الواضح أنه لايحب الظهور ويفضل العمل بصمت، على طريقة دع النتائج تتحدث عندما تكون تاظروف مؤاتية لإنضاج نتائج على الأرض.
ننتظر ونحن ندرك أن “لوجستيات” الخدمة في الوزارة ليست على مايرام، لكن قد يكون ثمة مايمكن فعله بالمتوفر من الإمكانات، وهذا الممكن هو ما كان ينقص الوزارة وبالتالي المواطن..
على العموم نحن من أنصار التفاؤل الحذر، لأن التركة المتراكمة في وزارة حماية المستهلك ثقيلة..ثقيلة…أخطرها أزمة الثقة مع المستهلك ذاته الذي مل من السجالات على وسائل التواصل الاجتماعي..
البوادر تبدو جيدة مع عودة الرصانة إلى تعاطي الوزارة مع تسويق أعمالها، فاحترام عقول الناس هو البداية الموضوعية لاحترام مطالبهم وتأمين ما أمكن من احتياجاتهم.
وهذا مانسميه المصارحة التي هي بداية التصالح..ألم يقل المثل الشعبي “الجود من الموجود”؟
مواطننا ليس متطلباً..ومن صمد في حرب السنوات الاثنتي عشر وبقي متمسكاً بأرضه، مستعد لتقدير ظروف بلاده، شريطة أن تكون مؤسساته صادقة شفافة معه.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]