شركة حوالات “تبتز” السوريين في لبنان..

 

ثمة ما يثير الشبهات في عمل إحدى شركات تحويل الأموال العالمية التي تمتلك فروعاً في معظم دول العالم، إذ تقوم باقتطاع مبالغ غير مشروعة من الحوالات المالية الواردة من لبنان إلى سورية. ولعل اعتبار عدد من المحوّل لهم أن المبالغ المحسومة تافهة ولا تستحق المتابعة أو السؤال، أو يعزوهم شعور بأن المبلغ المقتطع هو لقاء استلام الحوالة، أدى إلى تمادي هذه الشركة بعملية الاقتطاع من الحوالات المرسلة عن طريقه، مستغلة ندرة الحالات التي يدقق فيها مستلم الحوالة لقيمة حوالته خاصة تلك المرسلة بالدولار، علماً أن الاقتطاع قد يصل إلى خمسة دولارات.

وبموجب إيصال أطلعنا عليه أحد المحوّل لهم، فقد صدرت له حوالة بقيمة 405 دولارات، حسم المكتب المرسل منها في لبنان مبلغ 8 دولارات أجور تحويل تم تدوّينها في الإيصال الإلكتروني، ليكون المبلغ الصافي المطلوب تحويله هو 397 دولار، ولدى وصول المحوّل إليه بذات الساعة استلام الحوالة من دمشق وفقاً للرقم السري الذي يرسله المحوّل إلى المحوّل إليه يتسلم الأخير إيصالاً بمبلغ 395 دولاراً، أي تم اقتطاع 2 دولار بدون وجه حق..!..

يضاف إلى ذلك أيضاً التلاعب بالسعر المقابل للصرف بالليرة السورية بين المكتب المرسل في لبنان والمكتب المستقبل في سورية لذات الشركة، وكأنها تبدو عملية تبادلية، علماً أن مثل هذه الشركات العالمية ذات التحويل المباشر للأموال مرتبطة وفقاً لنظام الأتمتة والتحويل الإلكتروني بالأسعار المعتمدة للمصارف المركزية في البلدان التي يتم تحويل أو استلام الأموال فيها.

إن ما يجري في مثل هذه الشركات يجعلنا نضع إشارات استفهام كثيرة حول آلية عملها إذ لا يمكن أن تكون هناك أخطاء فيها إلا عن سوء نية. ولدى مراجعتنا لأحد المعنيين في هذه الشركة أجاب: بأننا ننفذ الحوالات المرسلة من سورية إلى لبنان عن طريق (دبي) لكنه لا يجوز اقتطاع سنتاً واحداً من قيمة الحوالة المصدرة، معتبراً أن المطالبة بدولار أو دولارين بالحوالة لا يستحق الاهتمام..!.

بالمحصلة .. يشي ما سبق بأن ثمة تواطئاً ولعبة غير نزيهة تربط شركات التحويل المباشر للأموال، فإذا صدقت هذه الرؤية والتي ربما تبدو شبه واضحة من خلال ما اطلعنا عليه،  فإن هناك دخلاً يومياً بمئات الدولارات من الحوالات التي يتنظر أصحابها استلامها (بالطابور) كونها مباشرة وسريعة ويمكن استلامها بذات اللحظة التي تم التحويل فيها من البلد المصدّر..!.

عن “البعث” -بيروت – حمود العجاج

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]