ضـــاحيـــة أحــــلام..بقلم:معد عيسى/ رئيس التحرير

أحدثت بعض التصريحات الرسمية ضواحي من الأحلام عند المواطنين عاش المواطن سعادتها لبعض الوقت ولكن مرارتها امتدت لسنوات طويلة وما زالت مستمرة .
تأمين المنزل هو الهاجس والحلم والهدف لأي شاب وغالباً يبقى في إطار الحلم في ظل تخبط رسمي يُرمى مرة على الفساد وأخرى على التمويل وثالثة على القوانين، فيما مضى من الأيام أعلنت الحكومات المتعاقبة عن عدة مشاريع لإسكان المواطنين مثل السكن الشبابي والادخار و العمالي والمناطقي وتأمين السكن البديل للمناطق المستولى عليها وما زال المواطن ينتظر معظمها، فالمكتتبين على سكن الشباب في طرطوس منذ اكثر من عشر سنوات لم يتم تامين الارض للبناء، والسكن البديل الموعود بخمس سنوات للمستملكة مناطقهم لم يبدأ البناء به رغم مضي ثلاث سنوات والمكتتبين في الجمعيات منذ عشرات السنين فقدوا كل أمل في الحصول على منزل.
قبل أسابيع قليلة أعلنت الحكومة عن ضاحية الفيحاء في الصبورة ومع الإعلان سطرت الجمعيات آلاف الكتب للمكتتبين لتسديد مبالغ اقلها 500 ألف تحت طائلة التأجيل لمراحل لاحقة .
دائماً على المكتتب ان يدفع الثمن، فارق التأخير، فساد الإدارات، تفليس الجمعيات وغير ذلك من القصص، هذه التراكمات أفقدت المواطن الثقة بكل إجراء جديد وعليه يكمن السؤال؟
هناك اكثر من ثلاثة آلاف جمعية في دمشق وريفها فكيف ستوزع عليها عقارات ضاحية الفيحاء التي قيل ان عددها لا يتجاوز 400 عقار ؟ كم عقار سيُعطى لكل جمعية؟ كم عدد الشقق التي يمكن اشادتها على كل عقار؟
عندما تتوضح هذه المعلومات يُصبح واضحاً من هم الذين يمكن ان يستفيدوا في ضاحية الفيحاء وهؤلاء من تتم مطالبتهم ولا نطالب مُكتتبين لهم عشر سنوات ولا يمكن ان يعرفوا كم سينتظرون وأين يمكن ان يسكنوا.
السؤال الأكبر في هذا الإطار لماذا الإصرار على تكريس عدم الثقة والمصداقية مع المواطن؟
لماذا يُترك هذا القطاع الحيوي والمهم لأشخاص وأصحاب نفوذ وتجار؟ لماذا تُترك مؤسسة الاسكان بهذا الوضع البائس في الإمكانات والضعيف في السلطة والإدارة والتبعية؟
بما أُعلن في ضاحية الفيحاء بهذه الضبابية فان الثقة ستتلاشى بهذا القطاع وكان يفترض ان يتم انجاز كل التفاصيل قبل الاعلان بدل رسم أحلام سرعان ما تظهر خيبات.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]