طريقة تحفيزية فعّالة لإطلاق سباق استجابة حقيقي بين المغتربين والغيورين السوريين

لا للتذرع بالكتمان... لسنا إزاء صدقات

الخبير السوري

نهى علي

حتى التراحم والتعاضد والتكافل يحتاج إلى تنظيم، لأن العفوية والتلقائية والمبادرات المحفِّزة وجدانياً – على نبلها وأهميتها – لاتصنع استدامة.
في الأنموذج التكافلي السوري في مواجهة تبعات الزلزال ما يستحق الكثير الكثير من الاحترام والتقدير، وأهمية ماجرى هو ما يملي ضرورة إيجاد شيئٍ من التنظيم والإدارة، وحصر وتحديد جهات أو جمعيات أو فرق جديدة لاستلام ثم توزيع التبرعات العينية، بعد أن باتت إحداثيات توزع المنكوبين على مراكز الإيواء واضحة ومتبلورة إلى حد ما، خصوصاً وأن هؤلاء بحاجة إلى إمدادات يومية لاسيما الغذائية منها.. وهذا لايمكن لأحد أن يضمن استدامته إن بقيت الحالة عفوية ارتجالية.
لا بأس إذاً من تحديد أو إحداث مايمكن تسميته “بيوت إغاثة”، ويمكن أن تكون الجمعيات الخيرية ذاتها في كل مدينة أو محافظة من المحافظات السورية، تتصل مع جمعيات أو بيوت إغاثة تكون أكثر كثافة بتوزعها في المناطق المنكوبة، وتتولى كل جمعية أو بيت إغاثة “تموين” قطاعاً محدداً، وتكون الجمعية هي مرجعية الأسر في القطاع لتلقي الاحتياجات وطلبها، طبعاً تكون هذه الجمعيات منظمة و مؤسسة و خاضعة لمعايير محاسبة ومستودعات معروفة.
هذا بالنسبة للداخل.. أما فيما يخص التبرعات من الخارج، خصوصاً السوريين المغتربين، فلابدَّ من تحفيزها بطريقة أو بأخرى، وقد يكون الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام أحد الخيارات التحفيزية..
هنا نقترح أن يصار إلى إعداد برنامج تلفزيوني يومي لتلقي الاتصالات الصوتية من المغتربين السوريين، ليعلنوا عن تبرعاتهم على الهواء وأمام الملأ.. وفي بداية كل حلقة يتم ذكر أصحاب التحويلات التي وصلت أو باتت في الحسابات البنكية المخصصة لهذا الغرض.
هذه الطريقة تحفز المبادرات وتطلق سباق استجابة حقيقي بين أبناء البلد المغتربين والغيورين على أهلهم..
ولا يتذرعن أحد بالحرص على الكتمان لأن الأصل في الصدقات “الكتمان”..هنا لسنا إزاء صدقات بل أمام حالة وطنية إنسانية مصيرية، ونظن أن الثواب مضمون عند الله، وعند كل مواطن سوري سيشعر بغاية الامتنان ويتأكد أبناء سورية هم عدتها وعتادها.
المصدر: الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]