طالب شاطر و فرصة عمل..؟

أوس عيد – الخبير السوري:

إن كان لابد من عمل الطالب الجامعي، يجب أن يكون عمله في جهات ومؤسسات أو شركات في القطاع العام أو الخاص، تناسب طبيعة دراسته الجامعية، ليكون عمله جزءا من تحصيله العلمي وهو أفضل تدريب عملي من كل الساعات المخصصة لذلك داخل الكلية الجامعية.

أتحدث كطالب هنا..وهذا الموضوع يجب ألا يكون موضوع خلافي حتى لو أصرت الهيئات التدريسية على أن البرامج العملية لديها كافية لتأهيل الطالب وتخريجه جاهزا إلى سوق العمل، فالحقيقة التي يعرفها الطالب قبل الأستاذ هي أن مايحصله خلال دراسته الجامعية غير كاف ليكون كادر فعال في هذه المؤسسة أو الشركة وتلك.
قد لايعترف الطالب بذلك أمام أستاذه أو أهله و عائلته، لكنه يعترف أمام زملائه، وقد اعترف الكثير من الأصدقاء خصوصا من الكليات التطبيقية بأنهم يشعرون وكأنهم غرباء عما يجري في سوق العمل، وأن تأهيلهم العلمي غير كامل بما يؤهلهم للفوز بفرصة عمل لدى القطاع الخاص الذي يبحث دوما عن الأفضل من الكوادر وغير مستعد لاستيعاب البطالة المقنعة كما هو الحال في القطاع العام.
كل الاختصاصات مهما كانت جانبية أو فرعية لها ما يناسبها في سوق العمل، إن كانت علوم تطبيقية أو علوم إنسانية، بالتالي لايجوز أن تبقى الحواجز والمسافات موجودة بين الجامعة وسوق العمل، وعلى وزارة التعليم العالي أن تبرم اتفاقات مع كافة الوزارات وغرف الصناعة والتجارة والسياحة والزراعة أيضا من أجل برامج تدريبية عملية في المنشآت والمؤسسات للطلاب خلال سنوات الدراسة، أي يتدرب الطالب وهو يعمل، ويحصل على أجر مادي ولو رمزي، ليكون جاهزا للعمل عند التخرج ولتزداد أمامه الفرص بدلا من أن يبحث عن وظيفة باختصاصه أو يذهب للعمل في مجال آخر بعيد عن الاختصاص كما يحصل مع الكثيرين من الخريجين، وأنا شخصيا لدي الكثير من الأصدقاء ابتعدوا عن اختصاصاتهم وبحثوا عن فرصة عمل في مجالات أخرى غالبا لن تدوم ولن تستمر وهذه بداية الفشل العملي.
بالنسبة لنا في كليات الحقوق لو كان هناك اتفاقية بين وزارتي التعليم العالي والعدل لكنا نقضي عطلة الصيف كمتدربين أو في المحاكم أو في مكاتب المحامين أو في الدوائر القانونية في مؤسسات الدولة ..هذا لو كان هناك اتفاقيات.
وكذلك طلاب الاختصاصات الهندسية كانوا سيعملون في المؤسسات وشركات القطاع العام والخاص، وبعضهم سيجد فرصة العمل المناسبة في القطاع الخاص ويتمسك به صاحب العمل، ولا يعود لانتظار حظوظه في فرز المهندسين الذي يجري سنويا..
لماذا ندرب طلاب الطب فقط في المشافي، أليست كافة الاختصاصات مهمة أم الطب فقط .. هل نحن مجتمعات مريضة إلى هذا الحد؟؟
التديب أثناء الدراسة يجب ألا يكون بلا مقابل للطالب، بل بأجر حتى ولو كان أجرا رمزيا سيكون أفضل من أن يعمل الطالب في مطعم أو بالحراسة أو أعمال عضلية، وأفضل بكثير من أن يتخرج وهو يفتقر إلى الخبرة العملية والمهارات.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]