هل الاقتصاد السوري قادر على مواجهة الصدمات في ظل كورونا ؟ ولماذا؟؟

الخبير السوري:

أكد مدير غرفة تجارة دمشق الدكتور عامر خربوطلي ان الاقتصاد السوري أصبح الآن لديه القدرة على مواجهة الصدمات محلياً وعالمياً فهو اقتصاد غير منكشف أو معتمد على نمط أو شكل معين في الإنتاج والاستثمار أو في الزراعة والخدمات بل هو اقتصاد متنوع يعتمد في أجزاء كبيرة منه على الموارد المحلية المتنوعة أصلاً والمتقاربة في المسافات والمعتمدة على ثلاثية (الانتاج – التخزين – التسويق ) وهي رغم كونها طريقة تقليدية تجاوزتها اساليب البيع الحديثة إلا أنها في ظروف الأزمة تبدو الأفضل لحالات حظر التجول الكلي أو الجزئي كما أن والازمة التي مرّت على بلدنا منذ عام 2011 منحت الاقتصاد السوري رغم جميع الخسائر مناعة أكبر على صعيد ارتدادات الازمات العالمية وحتى المحلية .
واوضح الدكتور خربوطلي للثورة ان مصادر منظمة (الاوتكتاد) مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية تشير الى أن الصدمة التي تسبب بها (فايروس الكورونا ) ستؤدي حتماً لركود الاقتصاد العالمي وإلى انخفاض في معدلات النمو الاقتصادي العالمي بما لا يقل عن 2.5% وربما تسوء الاحوال أكثر إلى درجة تسجيل عجز في الدخل العالمي بقيمة 2000 مليار دولار مما يعود بنا إلى انهيار هو الاسوء بعد أزمة الكساد العالمي الكبير عام 1929 والواضح حتى الآن هو تراجع حاد في الاسواق المالية وتراجع في قيمة الأصول المالية للاستثمارات المنجزة مع تزايد واضح في أزمة الديون فعتلة الانتاج وظهور حالات الافلاس الاقتصادي نتيجة الذعر وصعوبة التنبؤ لحركة الاسواق والمحتم حتى الآن من انعكاسات هذه الأزمة هو انخفاض اسعار البترول بشكل حاد وارتفاع في اسعار السلع والخدمات حول العالم نتيجة الاجراءات الوقائية المتبعة في أغلب الدول المنتجة للمواد والسلع و المقدمة للخدمات وتاريخ الازمات العالمية مليء بالأمثلة
وقال خربوطلي : في العودة للأزمة المحتملة عام 2020 من جراء (الكورونا ) يمكن القول أنه في وقت الازمات كثيرا ما تنخفض أسعار أصول استثمارية أو تستقر وترتفع أصول أخرى، ووسط هذه الموجة من التقلبات يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة النقدية لمواجهة أي مخاطر محتملة أو تدهور شديد في الأوضاع السائدة، وعادة ما تقوم الاستراتيجيات الاستثمارية في أوقات الأزمات باستغلال قاعدة أن السيولة النقدية أو الكاش هو (ملك) ، لذا فمن الممكن استغلال هذا الملك في اقتناص فرص استثمارية تتمتع بعائد مجزٍ بمجرد انتهاء هذه الأزمة أو هكذا يقول أصحاب نظرية الاستثمار في الظروف الاقتصادية الصعبة.
وبين ان التصرف الواجب على الأفراد الراغبين في الاستثمار التحلي به، عليهم الهدوء وإدارة صافى مدخراتهم بحكمة وصبر و هي من أهم الأدوات التي يجب تفعيلها في مثل هذه الأوقات. كما يجب ألا نواكب الموضة الرائجة بمعنى أنه لا ينبغي لك أن تسير في استثماراتك وفق غريزة القطيع خصوصا في مجالي الأسهم والعقارات وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة مهما بدا أحد الاستثمارات مغرياً، فتنويع المحفظة الاستثمارية وقطاعات الاستثمار أمر عادة ما يوصف بأنه من أساسيات كل مستثمر ناجح، لأنه ببساطة كفيل بحماية الاموال من الضياع كليا وهنا لا بد من تجنب القروض قدر المستطاع والتركيز على تملك الاصول بالإضافة لتجارة المواد الاولية .
وفى النهاية لا نستطيع أن ننكر أن اتخاذ الأفراد قرار استثمار مدخراتهم في أوقات الأزمات أو حالات الركود الاقتصادي التي قد تصاحب الأزمات أمر في غاية الصعوبة، ويختلف اتخاذ القرار من سوق لآخر ومن اقتصاد لآخر.

المصدر : الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]