وزير التربية يكشف عن معالجات مرنة وإستراتيجيّة لنتائج أخطر مشكلة ” حرب تربوية” جرت ضد سورية

الخبير السوري:

كشف عماد العزب وزير التربية، عن وجود 350 ألف طالب في المنطقة الشمالية والشرقية بحاجة لرعاية، قسم منهم لا يجيد اللغة العربية، إلا أن المشكلة الكبيرة تتعلق بالقسم الآخر؛ كونه لم يدرس مناهج الوزارة ولا يجيد اللغة العربية لا قراءة ولا كتابة؛ مما جعلنا نستنفر كامل الطاقة والطواقم التربوية من خلال سلسلة اجتماعات وورش لتحديد وحصر عدد الطلاب والشرائح العمرية، مبيناً أنه تم اعتماد مناهج الفئة “ب” لمن فاتهم أكثر من عامين دراسيين، وترميم المدارس وتأمين كم كبير من المدرسين الاختصاصين نظراً لأوضاع الطلاب، إضافة إلى طباعة المناهج المذكورة، وإرسالها بالسرعة الكلية للبدء بالعملية التعليمية.

وبالنسبة لمناطق الفصائل الكردية، نوه وزير التربية باستجابة أهالي الطلاب وإصرارهم على تدريس أبنائهم المناهج الوطنية، والتركيز على اللغة العربية، علماً أن المفارقة كانت عند قادة الفصائل الكردية الذين يسجلون أبناءهم في المدارس الحكومية من مبدأ قناعتهم أن مناهج وزارة التربية هي الضمان الحقيقي لمستقبل أبنائهم، وذلك بعد فشل رهانهم على الدول الداعمة لهم، وخاصة أن المناهج التي كانت تدرس هناك مطبوعة في تركيا، لتؤكد الوقائع حقيقة المؤامرة والخطة الممنهجة لطمس اللغة العربية والتربية الوطنية.

دورات واختبارات

وحول المناهج المطورة واصطدام عقلية المدرس التقليدي مع التطوير ومواكبة التطور المعرفي، لم يخفِ وزير التربية أن الوزارة أسرعت في عملية تطوير المناهج حسب الإعداد والتأهيل والدورات للكوادر التدريسية، مشيراً إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لاستدراك وردم الفجوة بين ذهنية المدرس والمناهج المطورة من خلال دورات تدريبية حقيقية للمعلمين والمدرسين المساعدين، والمدرسين الذين يقومون بالتدريس على المناهج المطورة، حيث تم التدريب على المناهج المطورة لصيف العام 2017م الذين سيقومون بتدريس الصفوف (الأول – الرابع – السابع – الأول الثانوي)، وقد تدَّرب /22323/ معلماً ومدرساً مساعداً ومدرساً، أما في صيف 2018م فقد تم تدريب المعلمين والمدرسين المساعدين والمدرسين الذين سيقومون بتدريس الصفوف (الثاني – الخامس – الثامن – الثاني الثانوي)، وقد تم التدريب بشكل اختصاصي، وقد تدَّرب /43490/ معلماً ومدرساً مساعداً ومدرساً في المحافظات كافة.

وخلال صيف العام 2019 وجهت وزارة التربية بأن يكون التدريب لصيف عام 2019 مثمراً وفعالاً، ولفت وزير التربية إلى أن خطة وزارة التربية أدرجت مناهج دراسية مطورة للمرحلة الثالثة للصفوف ( الثالث – السادس – التاسع – الثالث الثانوي)، وتم تدريب المدرسين والمعلمين الذين سيقومون بتدريس هذه المناهج في العام الدراسي 2019/2020 لإكسابهم المهارات والمعارف خلال صيف 2018/2019 بما يتوافق مع المناهج المطورة.

ويوضح وزير التربية أنه تم إنجاز مرحلة التدريب المركز في الفترة من 1-11/4/2019، واجتاز اختبار الترشيح المركزي /296/ متدرباً خضعوا لمقابلات شفوية، ومن ثَم للتدريب المركزي، وكان عدد الذين اجتازوا الاختبار النهائي للتدريب /272/ مدرباً مركزياً وزعت عليهم شهادات اجتياز للدورة التدريبية المركزية، إضافة إلى أنه تم إنجاز مرحلة التدريب المحلي شبه المركزية في الفترة من 1-9/5/2019 في محافظات (دمشق – حماة- اللاذقية )، حيث اجتاز اختبار الترشيح المحلي الذي نفذ بتاريخ 13/4/2019م /544/ متدرباً خضعوا للتدريب، وكان عدد الذين اجتازوا الاختبار النهائي للتدريب المحلي /535/ مدرباً محلياً، وانطلق التدريب الميداني في 1/7/2019 من خلال عمل مؤسساتي بالتعاون مع المديريات المعنية في الوزارة، من خلال اللجنة العليا للتدريب، وتعتبر مديرية الإعداد والتدريب التربوي نواة هذه اللجنة على خمس فترات تدريبية لمدة /9/ أيام تدريبية فعلية متواصلة في المحافظات كافة، انتهت في 25/8/2019، وبلغ عدد المتدربين /25281/ معلماً ومدرساً.

وأفصح وزير التربية عن دراسة لإحداث مركز وطني للتأهيل والتدريب التربوي؛ وذلك من أجل تدريب الأطر التعليمية ضمن الخدمة من خلال برامج تدريبية مُعتمدة تعمل على سد الاحتياجات التدريبية الفعلية في الميدان التربوي بهدف الارتقاء بمهارات وقدرات الأطر التعليمية العاملة في وزارة التربية، وتحقيق التنمية المهنية المستدامة لهذه الأطر.

ولم يغفل العزب تأهيل الأطر التعليمية ما قبل الخدمة من خلال برامج خاصة مُعتمدة لإكساب وتطوير المهارات التربوية للأطر التعليمية، حيث سيتم منح شهادة لمزاولة مهنة التعليم في مدارس القطر، ولن يتم السماح لمن لم يحصل على هذه الشهادة بمزاولة مهنة التعليم.

وتعمل الوزارة على اعتماد مدخل النشاط، ليكون المتعلم محوراً للعملية التعليمية، ومتابعة تدريب المعلمين والمدرسين على مجموعة من المحاور، أهمها / الطرائق النشطة في التعلم، التقويم البديل والتقويم المستمر، إدارة الصفوف والضبط الإيجابي للصف – التعامل مع الصفوف ذات الأعداد الكبيرة – دمج التقانة في التعليم – استخدام الوسائل التعليمية /، وتدريب الأطر التوجيهية والإشرافية لمتابعة عمل المعلم داخل الغرفة الصفية، ورصد نقاط القوة والضعف في أدائه، ووضع الخطط العلاجية لاستكمال تدريبه وتلافي الثغرات في الأداء، حيث شدد الوزير على أهمية الجولات الميدانية للموجهين التربويين على المحافظات، وحضور الدروس وتصحيح الأخطاء، والتقييم بشكل دائم للكوادر التدريسية، علماً أن الوزارة ستعتمد طريقة جديدة في قبول مسابقة الموجهين، ولاسيما من ناحية الامتحان وتقدير الدرجات والتقييم وذلك من أجل الوصول إلى موجهين تربويين قادرين على مواكبة التطوير والتعامل مع الواقع حسب المناهج المطورة، إضافة إلى دراسة لتطبيق نظام الاختيارات على إدارات المدارس؛ مما يساهم بنسبة كبيرة في عملية التطوير عند وصول إدارات مؤهلة ومدربة وكفوءة.

واعتبر وزير التربية أن نسبة تزيد عن 60% من المدرسين أصبحوا يتبعون الأساليب المعتمدة في المناهج حالياً، والعدد في تزايد مع تكثيف الدورات والجولات الميدانية للوصول إلى بيئة مدرسية ملائمة للمناهج المطورة، لافتاً إلى أهمية دور الأسرة في المشاركة والمساهمة بتطبيق المناهج الحديثة من خلال متابعة أبنائهم، والتواصل الدائم مع المدرسة، وتصحيح أخطاء أبنائهم وتقويمها، وتفعيل ثقافة المناقشة والتفكير والابتكار، وإبداء الرأي.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]