تهديدات ” رعاة البقر” تسقط تحت إغراء الفرص السورية..

 ناظم عيد – خاص – الخبير السوري:

فعلت التهديدات الأميركية للدول المشاركة في معرض دمشق الدولي، فعلاً عكسياً انتقل بصدى المعرض من البعد المحلّي إلى المضمار الدولي.. وباتت التحذيرات القوية التي كان آخرها بيان نشره موقع السفارة الأميركية لدى دمشق مجرّد جعجعة بلا طحين.

معرض

فقد كان لافتاً أن تكسر دول خليجيّة كبرى الحصار عن نفسها قبل أن تكسره عن سورية، وتشارك في المعرض بزخم غير مسبوق شدّ إليه الأنظار، و أسال لعاب آخرون لم تسعفهم جرأتهم للمشاركة، فاختاروا اللجوء إلى كواليس المؤسسة التنفيذية السورية لحجز مكان لهم في الملعب الاستثماري السوري الذي بدا واسعاً وعامراً بالفرص التي يصنفها بعضهم بأنها خام على خلفيات التوجه السوري لنفض غبار الحرب وإطلاق خطة طموحة لإعادة البناء تحت عنوان “سورية ما بعد الحرب”.

المشاركات العربية تصدّرت المشهد بعودة وفود من دول صُنّفت سابقاً على أنها من مقاطعي دمشق، فمن بين نحو 400 رجل أعمال عربي وأجنبي، صُنّف الوفد الإماراتي بين أضخم الوفود لأنه يضم 40 شخصية رفيعة، يليه العماني الذي يشمل 35 شخصية، كما نظّمت لجان التسويق المختصة في المعرض دعوات لـ 200 زائر عربي وأجنبي، جلّهم من المتخصصين بالقطاع الغذائي والنسيجي.

ونشرت صحيفة الأخبار اللبنانية تصريحات لمشاركين عرب، تشي بشيء من ” التمرّد الجديد واللافت” على القرارات الأميركية. فمن دولة الإمارات خرج من يؤكد توجه الدولة الإماراتية إلى الانفتاح على السوريين، بالتزامن مع وجود فرص استثمارية مشجعة بسوق سورية واعدة، ولا سيما أمام الشركات العقارية والصناعية.

 فلغة المصالح باتت هي الأقوى في زمن سيادة الاقتصاد وبراغماتيته المشروعة، وهي حقيقة انطلق منها الإماراتي عندما أكد “نحن أيضاً لنا مصالحنا الخاصة، لا مخاوف لدينا من أي تحذيرات، نلنا تسهيلات كبيرة بما يميّز وفدنا، عبر تذليل كل المعوقات، إضافة إلى لقاءات على مستويات اقتصادية كبرى بين البلدين».

الوفود الإماراتية  بدأت اجتماعاتها مع الجانب السوري قبل الافتتاح، وشارك مسؤولون رسميون وكبار رجال الأعمال الإماراتيين، على أمل الخروج بطروحات مهمة للتعاون.

ولذات الصحيفة يؤكد أحد رجال الأعمال العمانيين أهمية الحضور إلى دمشق للبحث عن وكلاء وموزعين لمنتجات الشركات العمانية «منتجنا متوفر في جميع أنحاء العالم. نحتاج إلى موزّع لنا في السوق السورية أسوة بباقي الدول، نريد أن نساهم، ولو بجزء بسيط، في إعمار هذا البلد، ولا سيما أننا نصدّر إلى الدول المجاورة لسوريا، كالعراق والأردن ولبنان».

وبجرأة مثيرة للاهتمام يؤكد العماني.. «لا تعاملات لدينا مع الجانب الأميركي، ولا تصل منتجاتنا إلى الأميركيين، ونسوّق بضاعتنا بما يناسبنا ونبحث عن أسواق نتوجه إليها من غير مخالفة أي قوانين. سوريا باتت هدفاً (اقتصادياً) عالمياً، وليس للعمانيين فقط».

بالعموم يرى محللون أن دورة معرض دمشق الدولي لهذا العام، هي نقطة تحوّل بالغة الأهمية في الشأن الاقتصادي السوري لجهة علاقة هذا البلد المحاصر مع العالم، فبعد المعرض سيكون ليس كما قبله..انفتاح وتدفق رساميل إلى سورية للاستثمار والمساهمة في إعادة إعمار الاقتصاد السوري الذي أنهكته الحرب.هي تأكيدات بدت واضحة في إصرار رجال الأعمال العرب والسوريين خلال لقاءات مشتركة احتضنتها دمشق خلال اليومين الماضيين.

فعلاً من دمشق إلى العالم ..أحسن من اختار هذا الشعار ليكون نقطة البداية والبوابة الواسعة لخروج سورية من الأزمة وتجاوز برزخ الحصار.

4 تعليقات
  1. Seham يقول

    كلنا تفاؤل وأمل بأن القادم أفضل
    سوريا الشمس

  2. بسمة ابراهيم يقول

    المعرض بوابة دمشق إلى العالم وسيكون نقطة تحول كبيرة في انتعاش الوضع الاقتصادي وخاصة في المرحلة القادمة كما قلت أستاذ ناظم.
    بكرا أحلى بإذن الله

  3. نسرين محمود يقول

    اتمنى الخير دوما ل سورية الحبيبة

  4. علي محمود جديد يقول

    أستاذ ناظم العزيز .. أحييك .. مقالٌ يُثلج الصدر ، ليس فقط لأنهم سيستثمرون في سورية ، وإنما لأنهم بدأوا يستيقظون أيضاً ، ويدركون أن البقر هي الأولى بتهديدات رعاة البقر .. لك المحبة .. ولسورية المجد والانتصار

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]