حزمة اجراءات حكومية تضمن استقرار سوق البيض وملياران فائض سنوياً قابل للزيادة

الخبير السوري :

شهدت صناعة الدواجن في سورية تطوراً كبيراً، مدفوعاً بتشجيع حكومي ثابت وواسع النطاق تضمن حماية الأسواق المحلية من منتجات خارجية منافسة، إضافة إلى حزمة من الإعفاءات الضريبية، وتسهيلات ائتمانية، واستثناءات من بعض اللوائح حيث اقتضت الحاجة، ومتابعة شؤون المربين من وزير الزراعة مباشرة، وأكدت الوقائع أن هذا القطاع حظي بمرتبة النشاط الزراعي الأولى بالاهتمام والرعاية من الحكومة، وقد شمل التطور كافة الجوانب الفنية المتعلقة بإنتاج بيض المائدة ولحم الفروج، ومعالجة الأمراض، والحد من انتشار الأوبئة المرضية باستخدام الأدوية واللقاحات البيطرية المتخصصة.
كما تم بناء منشآت تربية الدجاج الكبيرة ذات الطاقات الإنتاجية الضخمة التي تحتوي على التجهيزات الحديثة، والمسالخ الآلية، ومعامل تصنيع الأعلاف، ومصانع تصنيع تجهيزات المداجن، ومصانع صناعة منتجات البيض، ومصانع لحم الدجاج كالمرتديلا، وصناعة المايونيز، والمعكرونة، والمخبوزات والشامبو ومواد التجميل والمستحضرات الطبية التي يدخل البيض في تركيبها، ومما ساعد على التوسع في إنتاج منتجات الدجاج في سورية، تطور حجم الطلب المحلي على تلك المنتجات، بفعل نمو الوعي الغذائي، وزيادة مستوى دخل الفرد، وتوافر الكوادر الفنية المتخصصة في كافة مجالات الإنتاج، وإنتاج سلالات ذات كفاءة إنتاجية جيدة وكفاءة تحويلية عالية، وتطور التقنيات، وسرعة استرداد رأس المال، إضافة إلى البيئة المناسبة.
بالأرقام
لقد تحولت تربية الدواجن في سورية خلال العقدين الماضيين من تربية تقليدية يعتمد أغلبها على المداجن المفتوحة، وإنتاجيتها المنخفضة، إلى تربية متطورة ذات إنتاجية عالية، وذات أهمية اقتصادية كبيرة، حيث تقدر الاستثمارت الموظفة في هذا القطاع بـ1500 مليار ليرة، كما يقدر عدد العاملين في مجال الإنتاج المباشر بحوالي /108.5/آلاف عامل وأسرة، أما في مجال الخدمات المساندة للإنتاج فإن عدد العاملين فيها يتجاوز الـ /250 / ألف عامل، وبلغت قيمة منتجات القطاع عام 2010 أكثر من 58 مليار ليرة بالأسعار الجارية، كما قُدرت قيمة صادرات قطاع الدواجن بـحوالي 15.8 مليار ليرة عام 2009
– تطورت قيمة التبادل التجاري العالمي بالبيض المجفف (صادرات + واردات) من /1.1/ مليار دولار عام 2005 إلى حوالي /1.8/ مليار دولار عام 2011.
– تبدلت قيمة واردات سورية من البيض المجفف بين ما قيمته /194/ ألف دولار عام 2004‏، وحوالي / 308 / آلاف دولار عام 2010 وتراجع بفعل الأزمة إلى /73/ ألف دولار عام 2016.
– خلال الأربعين عاماً الماضية تخطت الزيادة في إنتاج الغذاء الزيادة في عدد السكان بأشواط. فعدد السكان ازداد 93%، بينما ازداد إنتاج البيض 268 %، كل ذلك حدث مع التطورات التكنولوجية.
فائض
وفقاً لدراسة أعدتها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تم تقدير حجم الطلب على بيض المائدة بحوالي /3.8 / مليارات بيضة عام 2015 ليتطور إلى حوالي 5 مليارات بيضة عام 2025، إلا أن تقديرات حجم الإنتاج لعام 2010 تشير إلى تجاوز حجم الطلب المتوقع بحدود 31% وهو ما أكده حجم صادرات البيض الفائض عن احتياج السوق المحلية، حيث لم تؤثر عمليات التصدير على توافر المادة في السوق المحلية أو على أسعارها السائدة، بينما حققت مكاسب مالية للمنتجين شجعت على توسع قواعد الإنتاج.
هذا الواقع يشير إلى امكانية توافر فائض إنتاجي يقع بحدود ملياري بيضة سنوياً، وهو مرشح للزيادة بفعل التوسع قي إنتاج الدواجن لما تتمتع به من ميزات تتعلق بسرعة دورة رأس المال وكفاءة التحويل لدى الدواجن.
صعوبات
مشكلات تسويقية كبيرة تتعرض لها عمليات تسويق بيض المائدة في سورية نظراً لعدم استقرار التصدير كون عملية الاتجار العالمي بالبيض الطازج تتم بين الدول المتجاورة، وهذا يضيق نطاق عدد الشركاء التجاريين للبيض السوري، حيث انحصرت العملية التصديرية خلال السنوات الأخيرة بالأسواق العراقية فقط، التي تشهد منافسة حادة بفعل انفتاحها على منتجات دول منافسة، وهذا لا ينفي وجود محاولات لفتح أسواق في منطقة الخليج العربي أو بعض دول أوروبا الشرقية، لكنها واجهت صعوبات متعددة بعضها فني تمثل بغياب وجود مختبرات تمنح شهادات تقييم مطابقة للبيض السوري وغياب جهات معتمدة لمنح تلك الشهادات، وبعضها لوجستي تمثل بغياب اسطول نقل مبرد وعدم تأهيل المنافذ الحدودية للتعامل مع صادراتنا من البيض وبعض العقبات الادارية في هذا المجال.
عنق الزجاجة
إن عملية إنتاج البيض من قطعان الدجاج البياض عملية مستمرة خلال الدورة الإنتاجية ومن المتعذر التحكم بوقف أو تعديل مستوى الإنتاج خلال الدورة الإنتاجية من دون خسائر مادية، إلا إن عملية استهلاك البيض المنتج تتذبذب من وقت لآخر بفعل عوامل عديدة، هذا الواقع سوف يقود إلى عدم انتظام العملية التسويقية وحدوث أزمات تسويق متباينة تلحق خسائر كبيرة بمنتجي البيض في ظل حقيقة أن البيض الطازج سلعة غذائية سريعة التلف ويحتاج إلى ظروف تخزين خاصة ومكلفة. ‏‏في فترات محددة من السنة يحدث انكماش في حجم الطلب وتتراكم كميات كبيرة من الإنتاج، ما يؤدي إلى انخفاض أسعار البيض إلى مادون التكلفة الحقيقية وإلحاق خسائر فادحة بالمربين الذين يلجؤون إلى التخلص في وقت مبكر من قطعانهم بواسطة الذبح (للحد من خسارتهم المتمثلة بقيمة الأعلاف ونفقات الرعاية والتربية)، وكذلك إتلاف كميات كبيرة من البيض الطازج وربما يخرج بعض المربين من العملية الإنتاجية بشكل نهائي نتيجة عدم قدرته على تحمل الخسارة المالية، حيث لا تتوافر في سورية حتى الآن صناعات حديثة للتعامل مع فائض الإنتاج من البيض.‏‏

المصدر :تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]