عودة أكبرقطاعات ” بزنس الفقراء” إلى التعافي التدريجي..متوالية انتعاش بقيادة ذراع رسميّة..

الخبير السوري:

لم تكن صادرات سورية من الدواجن وبيض المائدة معلنة بحجمها و أرقامها قبل الحرب على سورية، إلا أن سرديات “الحنين إلى زمن العزّ” كشفت عن عائدات تستحق أن توصف بأنها “من ذهب” كان يحققها هذا القطاع الذي اشتهر بـ ” قطاع صناعة الدواجن” في سورية.

الحرب أتت على منشآت هذه “الصناعة” ولاسيما في مناطق كثافة الإنتاج حمص والمنطقة الوسطى ثم في ريف دمشق ودرعا ففي هذه المحافظات الثلاث تركزت مطارح إنتاج الدواجن والبيض..وتركز معها مئات آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

والواقع أن انحرافاً حصل على خلفيات الظرف الراهن على مستوى مناطق الإنتاج، وتصدّرت محافظة طرطوس المشهد الإنتاجي  تليها اللاذقية، وتبدو هنا اعتبارات الأمان هي العامل الأهم في هذا المتغير، ثم نزوح سكان المناطق الساخنة باتجاه طرطوس لاسيما من حمص، ولهؤلاء خبرة في مجل صناعة الدواجن .

الآن ومع عودة الأراضي والمناطق التي كانت موصوفة بـ “الساخنة” وتحريرها من الإرهاب..عادت وتعود تدريجياً  الصدارة في الإنتاج إلى مناطقها التقليدية ريف دمشق وحمص ودرعا أيضاً ولو بشكل محدود نسبياً.

وقد لعبت التسهيلات السخيّة للمربين دوراً كبيراً في إعادة إنعاش هذه ” الصناعة”..فقد تم إعفاء مستلزمات الإنتاج من الرسوم بما في ذلك الأعلاف واللقاحات.

لكن ” فوكس” الإنتاج مازال بيد الذراع الحكومية في هذا المجال وهي المؤسسة العامة للدواجن العائدة في تبعيتها لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي..ومن خلال مؤشرات هذه المؤسسة يمكن التقاط ملامح أساسية في المشهد العام لهذا القطاع .

ويؤكد المهندس سراج خضر مدير عام المؤسسة العامة للدواجن أن الجهات الحكومية تعمل على دعم هذا القطاع والنهوض به لتأمين مادة البيض وصوص التربية والفروج للسوق المحلية ولاحقاً العودة للتصدير للأسواق الخارجية حيث خصصت الحكومة مبلغ 3 مليارات ليرة لدعم قطاع الدواجن.

ولفت خضر في تصريح لنشرة سانا الاقتصادية إلى أن الحكومة حددت أولويات التدخل في قطاع الدواجن بالتعاون والتنسيق بين وزارات الزراعة والتجارة الداخلية والاقتصاد بما يضمن استدامة الفائدة من الدعم كتخفيض أسعار الأعلاف وزيادة قطعان الأمات بأنواعها وتأهيل وتوسيع أماكن الذبح والتخزين وإعادة تشغيل جميع المداجن المتوقفة ومساعدة المربين بتقديم قروض تشغيلية بفوائد مخفضة.

ولفت خضر إلى أن المؤسسة تعمل على زيادة الإنتاج من خلال تأهيل وتحديث المنشآت القائمة فتمت استعادة تربية الفروج في منشأتي (صيدنايا واللاذقية) وزيادة الطاقة الإنتاجية لمنشأة زاهد وإعادة تأهيل منشأة المختارية في حمص وتحديث منشأة دواجن السويداء وتأهيل منشأة القنيطرة إضافة لإنشاء منشآت جديدة في بعض المحافظات كالسويداء وحلب.

وأضاف خضر إن المؤسسة تسعى لزيادة حصتها التسويقية في السوق المحلية من مادتي البيض والفروج وبالتالي توسيع هامش التدخل الإيجابي ما يضمن خلق حالة من التوازن السعري حيث نعمل على افتتاح منافذ بيع مباشر في عدد من المناطق بهدف إيصال المادة إلى المستهلكين بسهولة وبسعر مخفض.

وأكد مدير عام المؤسسة العامة للدواجن أن المؤسسة أنتجت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي أكثر من 75 مليون بيضة وبلغ إجمالي المبيعات من مادتي الفروج والبيض نحو 5ر3 مليارات ليرة في نفس الفترة.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]