ديمقراطية تحت الطلب..صنّاع دمشق يفوزون بلا انتخابات…والحلبيون قد يكونون الأشطر..

الخبير السوري:

بدأ الضجيج الانتخابي في أوساط الصناعيين يجنح نحو هدوء مريب..صمت على شكوك تعتري من يحاول المتابعة وتلقف الرسائل المتسللة مع الماء الذي يجري من تحت الطاولات..

ليس في الأمر الكثير من الأخذ والرد فإن لم يفلح رجل الأعمال في حسم حاذق لمثل هذه الكرنفالات..لن يكون رجل مال…

الإصلاحية – فهد كنجو |        رغم الصخب الذي أثارته مسألة إضافة شرط جديد على من يحق له التصويت في انتخابات أعضاء مجالس إدارة غرف الصناعة، بأن يكون مشتركاً لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية بعاملين كأقل تقدير، استطاعت ديموقراطية رجال الأعمال “الصناعيين” ببراعة التحايل على هذا الأمر، وأمنت نجاحها في الانتخابات المرتقبة لعضوية الغرف، بدون أدنى جهد لجهة إقناع الناخبين للتصويت لهم ليمثلوهم في الغرفة!، فلم يعد ثمة داعي للصور والبيانات الانتخابية والوعود طالما أنهم فازوا بلا منازع.

طبعاً الشرط المذكور تم تسويقه على أنه سيمنع شراء الأصوات، وبالتالي سيسمح للصناعيين الفعليين انتخاب ممثلين حقيقيين عن القطاعات الصناعية التي يستثمرون بها، وبالتالي سيسارع الصناعيون لتسجيل عمالهم في التأمينات الاجتماعية حتى لا يسقط حقهم في الانتخاب، راجع الاصلاحية: قبيل انتخابات الغرف الصناعة تضع الناخبين على محك تسجيل عمالهم في التأمينات الاجتماعية.

لكن ما حصل بعد إعلان القائمة النهائية لأسماء الصناعيين الذين قبل ترشحهم لنيل عضوية مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها، والمعلومات الوارد حول عدد المرشحين في غرفة صناعة حلب، يؤكد بأن صوت الناخب لم يعد له قيمة، بعد أن كانت قيمته تساوين عاملين في التأمينات الاجتماعية (صار صوته يساوي فركين على قولة أحد أبناء الكار).

هذا وكانت أعلنت اليوم القائمة النهائية لأسماء الصناعيين الذين قبل ترشحه م لنيل عضوية مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها، وبينت أن ثمانية أعضاء من أصل 12 فازوا قبل الانتخابات من بينهم رئيس الغرفة الحالي، على اعتبار أنهم أتوا حفر وتنزيل بدون زيادة أو نقصان من حيث العدد المطلوب ليمثلوا القطاعات الثلاث (الهندسي 2 – والغذائي 2 – والكيميائي 4 ) ليبقى التنافس منحصراً على القطاع النسيجي وحصته 4 أعضاء وعدد المرشحين 6، ما يعني أن أصوات الناخبين بقي لها بعض القيمة في القطاع النسيجي فقط!!.

إلى ذلك فإن المعلومات الأولية الواردة من حلب حول أجواء الاستعدادت لإجراء انتخابات غرفة صناعتها تشير إلى أن 6 مرشحين حسموا فوزهم أيضاً قبل إجراء الانتخابات بينهم رئيس الغرفة فارس الشهابي، ويمثلون ثلاث قطاعات هي ( الهندسي والغذائي والكيميائي) عضوين لكل قطاع، فيما يمكن أن يتيح القطاع النسيجي وله 6 أعضاء بعض التنافس، حيث ترشح عنه 8 صناعيين!، مع التنويه بأن القائمة النهائية ستصدر غداً الخميس.

يذكر أن انتخابات ممثلي “القطاع النسيجي” في غرفة صناعة دمشق وريفها ستجرى في الـ 21 من شهر تشرين الأول المقبل. وما يجدر ذكره أيضاً وربما العلامة الفارقة الوحيدة بين استعدادات الغرفتين الصناعيتين الأكبر في سورية، هو أن الهدوء الذي ساد على عملية الترشح لعضوية غرفة صناعة دمشق، تبدد في غرفة صناعة حلب بعد إشكال حصل بين رئيس الغرفة وأحد الصناعيين انتهى إلى وضع الصناعي الملقب بـ “ابو شحود” في السجن لعدة أيام قبل أن يخلى سبيله مؤخراً.

ختاماً: سلامات لأبي شحود وحظاً أوفر للصناعيين الذين لم يترشحوا.. مع تمنايتنا بالشفاء العاجل لأصوات الناخبين الذين جرحتهم ديموقراطية رجال الأعمال.. على أمل ألا يتكرر المشهد في انتخابات غرف التجارة!!

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]