كاميراتنا ومسؤولونا!!

 

 

 

خطفت كاميرات التلفزة مسؤولينا التنفيذيين بدلاً من أن يخطفوا هم الأضواء بفعلٍ وأداء حقيقي يستقطب شغف الإعلام وكاميراته بالحدث، وبدلاً من فوز الإعلامي بلقطة وخبر نوعي، بات العرف مقلوباً وتحول السعي من الإعلامي باتجاه المسؤول إلى سعي الإخير باتجاه الكاميرا وحامل هذه الآلة السحرية، وغدا المصور في التلفزيون السوري مثلاً محظياً لدى المسؤول الحكومي وحتى رجل الأعمال أكثر من مدير التلفزيون ذاته!!!

اللافت أن الفعاليات التي يجريها السادة الوزراء ومن في النسق التالي لهم في التراتبية الحكومية، باتت وكأنها تجري لالتقاط الصور الحية، مع استبعاد مريب للصحافة الورقية والالكترونية وحتى الإذاعية، رغم أن الورق والالكتروني أكثر ديمومة ويتيح إمكانية العودة لمتابعة تفاصيل الحدث أكثر من مجرد رسالة مرئية عبر التلفزيون لمدة 3دقائق؟

الآن نسأل عن الأسباب، هل الصورة التلفزيونية باتت مقصودة لذاتها أم أن “الحماية وابنتها المحظوظة بكونها زوجة مسؤول ثم أهل الضيعة أو الحي” لا يجيدون القراءة أوغير مستعدين لمتابعة تفاصيل حدث فارغ بما أن القراءة تتطلب جهد؟؟

وبما أن الحق يقال ..نحن من جهتنا نعفي بعض المسؤولين الحكوميين  المهووسين بالكاميرات من منظومة الأسباب التي أفضت إلى هذا الواقع “الرخو” المقزز، ونحمّل صحفيي المطبوع والالكتروني المسؤولية لأن بعضهم بات “يتسول ” الخبر أو “التبشير” بندوة أو ورشة عمل من المكتب الإعلامي للوزير، وبات ناقل سلبي – كما أي آذن- لورقيات يشلفها بوجهه موظف المكتب الإعلامي، رغم أن من لديه قلم يستطيع إرغام المسؤول على حساب ألف حساب للصحفي، فماذا نقول بمن لديهم سلاح فاعل يلقونه جانباً ويستسلموا ب”مقابل” رخيص؟؟

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]