نحن و الفوضى والعشوائيات وفوبيا التنظيم..شاهد إدانة بمساحة 1,2 مليون متر مربع يتهمنا ويتحدّى من يكذّبه !!

الخبير السوري:

لعله ليس بالتساؤل العبثي ، أن نستفسر وبكثير من الأسف..عما إذا كنا نحن السوريين هواة فوضة وعشوائية ، أو بيننا وبين التنظيم والانتظام عداوة وبغضاء ، لأسباب جينيّة .

عشوائياتنا السكنية شاهد علينا يدلي بشهادة صامتة ، لكن بكثير من الصخب والحنق ، وشوارعنا و أنفاق المشاة المهجورة ، و إشارات المرور التي تكاد تصرخ بهواة التمرد على القانون ، وسلسلة تبدأ ولا تنتهي من ملامح الجفاء مع كل مظاهر التنظيم ؟!!!

أما الشاهد “الملك” على مثل هذه الخصلة اللعينة ، فقد أطلّ علينا مؤخراً من بوّابة مدينة المعارض ، أو لعلّه هو هي ، مدينة حضارية لا يمكن الشك بمصداقيتها تدلي بشهادتها وتوثقها للتاريخ .

مدينة حظيت بترتيب عالمي برحابتها وجاهزيتها وبناها المؤهلة تأهيلاً راقياً ، “تُصفع” بجفاء زبائنها المفترضين ، الذين أدمنوا التعايش مع عشوائية حالة كئيبة ، رغم حيازتهم لقب “شركات تنظيم المعارض” ، إلا أنهم أطلقوا العنان لطاقة لافتة من الكراهية للحالة التنظيمية الراقية ، عندما صدر قرار نقل نشاطاتهم وفعالياتهم إلى مدينة المعارض ، و بغض النظر عن المسوغات التي ساقوها ، فإن أبهاء الفنادق و ردهاتها ليست المكان الأنسب واللائق لإقامة معرض تخصصي أو فعالية تجارية.

مدينة المعارض في دمشق التي افتتحها السيد الرئيس بشار الأسد بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الذهبي لمعرض دمشق الدولي عام /2003/ ، باتت علامة اقتصادية سوريّة فارقة ، سمعنا ووعينا وتمعنّا بشهادات و إشادات الضيوف العرب بها ، خلال المشاركات الكثيفة في دورة معرض دمشق الدولي الأخيرة .

المدينة  تمتد على مساحة /1.2/ مليون متر ، وهي إحدى أكبر مدن المعارض في العالم، تقع على الطريق الدولي الواصل بين دمشق ومطارها الدولي وفيها أحدث صالات العرض والمرافق والخدمات حسب المعايير الدولية. وقد كلف إنشاء مدينة المعارض وقت إحداثها /5/ مليارات ليرة ، في الوقت الذي وصلت تكلفة إحداثها اليوم إلى /60 / مليار ليرة.

وتعادل مساحة المدينة الحالية /13/ ضعف مساحة مدينة المعارض القديمة، تتوزع على العديد من صالات العرض المميزة التي تتراوح مساحتها بين /700 و 4500/ متر مربع، وتبلغ مساحات العرض المبني /83.000/ ألف م 2، في حين تبلغ  مساحات العرض المكشوف /150.000/ ألف م 2.

كما تضم المدينة مباني خدمات بمساحة /2100/ م 2 تضم: مركز صحي دائم و مركز الإذاعة والتلفزيون ومصرف ومركز إطفاء وثلاثة مباني أمنية، إضافة إلى مركز رجال الأعمال الدائم والمركز الصحفي الدائم ومطاعم وكافتيريات، و4 قاعات للاجتماعات (قاعة في كل جناح دولي)، وتسعة مواقف للسيارات تتسع لألف وثمانمائة سيارة،  وعشرة بوابات للزوار وخمسة بوابات للسيارات .

وتقدم المدينة خدمات الاتصالات والمراقبة، حيث تحتوي / 200 / خط هاتف خارجي و/1008/ خط هاتف داخلي، كما تم تنفيذ شبكة ألياف ضوئية تغطي المدينة إضافة إلى نظام مراقبة إلكتروني.

وتمتاز المدينة بوجود كوادر فنية من العاملين في مؤسسة المعارض تقدم خدماتها مجانا للعارضين في المدينة، تتنوع هذه الكوادر بين مهندسين ومشرفين وعمال ورشات نجارة وحدادة وحدائق وكهرباء، إضافة إلى شبكة من آليات الخدمة.

مدينة المعارض من أرخص المدن في المنطقة، حيث بلغ سعر بدل الواحد متر مربع قبل الحرب /600/ ليرة أي ما يعادل /12/ دولار أمريكي في حين يبلغ بدل المتر مربع واحد اليوم /1500/  ليرة أي ما يعادل 3 دولار أمريكي، وهذا السعر يتضمن أجور مساحة العرض إضافة إلى أجور الكهرباء والماء والحراسة الخارجية وخدمات النظافة ومواقف سيارات مجانية ومراكز الخدمات التي توضع تحت تصرف العارضين مثل مركز رجال الاعمال والمركز الإعلامي، وتقوم المؤسسة حاليا بدراسة إضافة نفقات التكييف والتدفئة لأن تكون مجانية.

وقد كان لتوجيه الحكومة في العام الماضي قبل عقد دورة معرض دمشق الدولي وبعده بأن يتم تأمين نقل زوار المعارض المتخصصة بشكل مجاني من وإلى المدينة من خلال وزارة الادارة المحلية دور كبير في إنعاش المدينة.

وقد وصلت حجوزات المعارض هذا العام إلى حوالي 28 معرضا متخصصا قابلة للزيادة علما أنه لا يتم في المعارض المتخصصة البيع المباشر، بل الاكتفاء بعرض منتجات التجار  والصناعيين ورجال الاعمال والمعروف أن رجل الأعمال يمكن أن يصل في سعيه إلى الصين لحضور معرض متخصص فكيف الامر في هذه المدينة التي لا تبعد عن دمشق بضعة كيلو مترات وتوفر أفضل الخدمات بأفضل الأسعار.

أما البيع المباشر فهو مسموح في مهرجانات التسوق والبازارات المتاحة خارج مدينة المعارض في قلب المدن الرئيسية بما فيها دمشق كما أن المعارض المتخصصة خارج مدينة دمشق مسموحة داخل المدن وليس هناك أي مشكلة في ذلك .

بعد كل هذه الحقائق يبقى السؤال قائماً ، وبمزيد من الإلحاح ، عن سرّ تعلّقنا بالفوضى و مناوءتنا لمظاهر التنظيم ؟؟

هل نزعة الفوضى  التي تستحكم بنا عادة نحن البشر ؟؟

أم أن الإنسان فعلاً عدو ما يجهل؟؟

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]