صدور نتائج التحقيق في تقصير يشبه “الارتكاب”..

الخبير السوري:

لأن “المكتوب يقرأ من عنوانه”  دعونا نقرأ بإمعان  ما جاء في توصيات لجنة التحقيق والتقصي بما يجري في محطة أبقار جب رمله من نفوق للمواليد والبكاكير، لنستنتج أن مواصيل المحطة.. هي ما تم التركيز عليه في التوصيات التي رفضت الجهات المعنية تزويدنا بها، إلا بما رأته مناسباً في حين تم التعتيم على العديد من الأمور الأخرى؟

 

والأهم من كل هذا وذاك وفقاً لما نقلته مصادر المؤسسة العامة للمباقر خلو المحطة من جائحة مرضية أو استيطان فيروس يسبب هذا النفوق في البكاكير والمواليد، ولعل نقص القوى العاملة قد يكون سبباً جوهرياً لجهة عدم المقدرة على الاهتمام والمتابعة لكل تفاصيل ما يجري في المحطة، علاوة على عدم جاهزية الأقنية التي تستوعب ناتج إفرازات القطيع حيث كانت مغلقة في أحد المواقع ما أدى إلى عودة المياه بشكل كبير و نفوق خمسة عشر مولوداً يوم سقوط المعدلات المطرية الغزيرة في جب رمله التي وصلت إلى 108 مم في الأربع والعشرين ساعة.

 

نعود إلى ما جاء في طيات وتوصيات لجنة التقصي والتدقيق على رغم تحفظنا على أن هناك حقيقة مغيبة تخفي وراءها ما تخفي بكل تأكيد، وبالتالي لماذا لم يتم تزويدنا بكل التفاصيل لنقطع الطريق على كل الذين يتناولون المحطة بحسن أو سوء نية..؟

 

ولعل ما جاء في البند الأول يشير بما لا يدع مجالاً للشك أن اليد العاملة والخبيرة في المحطة غير موجودة وغير كافية، فمحطة يتعدى عدد قطيعها من الأبقار والبكاكير الآلاف ليس بمقدور عشرات الموظفين العجز القيام بكل ما هو مطلوب والنهوض بهذا الكم من القطيع وخاصة أن 555 منها تلد تباعاً، فضلاً على الأبقار الموجودة بالأساس.

 

ونوه معدو التقرير إلى ضرورة إجراء عمليات الصيانة والإصلاحات للحظائر والمسارح والتجهيزات بما في ذلك المحلب، وتغذية الأبقار والعجول وفق الأسس العلمية والفنية للتغذية وبحسب العمر والنوع، وتعليقاً على ذلك هل كانت تتم الأمور خبط عشواء، هذا ما نستنتجه من هذه الفقرة بالتحديد.

 

ومما أشارت إليه التوصيات أيضاً إيلاء النظافة الشديدة للقطيع والمحلب والبوكسات، وإحداث مستوصف بيطري، وتوفير أحواض الأظلاف ومراقبة القطيع باهتمام وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة يومياً لكشف الحالات المرضية بشكل مبكر لمعالجتها، وهنا سنتوقف قليلاً أيضاً لنتساءل ما الحالات المرضية التي تنتاب المواليد الجديدة والبكاكير وفقاً لما ركزت عليه التوصيات؟

 

وزاد التقرير على ضرورة الاهتمام بشكل خاص بالأبقار الوشيكة على الولادة ونقلها إلى حظيرة خاصة بذلك، وتقديم رعاية صحية خاصة بها وعدم إعادتها للحظائر والتأكد من سلامتها صحياً.

باختصار: هناك حقيقة مغيبة، وعندما يحاول البعض تغيبها بشكل متعمد فهذا يعني إخفاء هذه الحقيقة، وفي كل الأحوال تم رفد المحطة بعدد كبير من الأطباء البيطرين تم نقلهم من هيئة تطوير الغاب ومن زراعة حماة ومصياف ومن الوحدات الإرشادية الأخرى حيث يتم الاستعانة بهم لمدة شهرين ريثما تنتهي البكاكير من الولادات، وفي قراءتنا لهذه الخطوة يمكننا أن نقول عنها إنها “دعسة ناقصة” أي غير كاملة، فما الفائدة إذا تم الاعتناء بالقطيع شهرين وسابت الأمور بقية الشهور..؟

 

فعدد القطيع تضاعف في المحطة أبقاراً ومواليدَ وزادت التجهيزات الفنية والأعمال الزراعية الأخرى، فلماذا هذا الحل الترقيعي؟ في كل الأحوال تشير المعطيات على الأرض وفقاً لما نقله لنا مدير عام المؤسسة العامة للمباقر أن الأمور الآن أفضل من ذي قبل بعد وجود هذا الكم من العمال والفنيين والأطباء البيطريين، فلعل وعسى توقف نزيف النفوق بكاكيرَ وعجولاً.

المصدر : البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]