وزارة الزراعة “تفتح النار” بمفعول رجعي على “قراصنة” الحراج…

 

 

كثرت خلال السنوات الأخيرة التعديات والحرائق التي تستهدف الثروة الحراجية خاصة خلال موسم الصيف تحت حجج متعددة وذلك بهدف الاستغلال وتحقيق المنفعة الشخصية وتحقيق الأرباح على حساب هذه الثروة الوطنية.

والخطورة تأتي مع إلتهام الحرائق آلاف الدونمات من الغابات إما بطريقة مقصودة أم غير مقصودة استفاد منها تجار الخراب من خلال تحويل الأحطاب إلى فحم أو حطب للبيع في ظل غياب مادة المازوت خلال فصل الشتاء، في وقت يبلغ سعر كيلو الفحم أكثر من /350/ ليرة، وهذا ما يحقق أرباحاً خاصة تذهب إلى جيوب هؤلاء التجار، إلا البيع “المسموح” الذي تقوم به مديريات الزراعة في المحافظات وبيع الأحطاب إما عن طريق التسجيل أو المزاد حيث ارتفع سعر طن الحطب من /3500/ ليرة للطن الواحد إلى /45/ ألف ليرة وهذا ما جعل مساحات شاسعة تتحول إلى مساحات جرداء تساهم في زيادة مساحة التصحر.

وتقول مصادر وزارة الزراعة أن الأمر لم يتوقف عند الحرق بل تعداه إلى إقامة وتشييد المخالفات على المساحات المحروقة بحجة الاستيلاء عليها، متسائلة عن دور مجالس المدن والبلدات والجهات المعنية لمنع القيام بهذه التجاوزات في الوقت الذي تقوم فيه دوائر الحراج بتنظيم الضبوط بحق المخالفين والتي وصل عددها إلى آلاف الضبوط خلال سنوات الحرب. كما أن هناك دعاوى تم رفعها منذ سنوات ولم يصدر أي حكم قضائي بحق عدد من مجرميها حتى الآن؟!

ولفتت الزراعة إلى أن الأنظمة والقوانين نصت على عقوبات شديدة بحق المخالفين للغابات تراوحت عقوبتها ما بين الغرامة والسجن سواءً بقصد أو بغير قصد. والعقوبات حسب المرسوم التشريعي رقم /25/ لعام 2007 المتضمن قانون الحراج والذي نصت المادة /44/ منه على التالي: يعاقب بالاعتقال المؤقت مدة لا تقل عن عشر سنوات كل من أضرم النار بأي وسيلة كانت بقصد إحداث حريق في حراج الدولة أو الأراضي الحراجية أو المحميات الحراجية أو مناطق الوقاية. وتزاد على العقوبة الواردة في الفقرة (أ) السابقة نصفها إذا أصيب من جراء إضرام النار على الوجه المبين فيها إنسان بعاهة دائمة.

وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة إذا نجم عن إضرام النار على الوجه المبين في الفقرة /أ/ من هذه المادة وفاة إنسان، والاعتقال المؤبد إذا كان الدافع إلى الفعل المبين في الفقرة /أ/ من هذه المادة الإضرار بالاقتصاد الوطني .

ويؤكد القائمون على القطاع بأن وزارة الزراعة تعمل ضمن خططها على تحريج كافة المساحات المتضررة نتيجة التعديات والحرائق ضمن الأراضي الحراجية حيث بلغت المساحة المحرجة للموسم السابق ما يزيد عن /23/ ألف دونم.وزراعة وتوزيع حوالي /1,5/ غرسة حراجية متنوعة. بالتزامن مع مطالبة جميع المواطنين  بضرورة الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية حفاظاً على حياة الأجيال القادمة.

محسن عبود

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]