لهذه الأسباب يقضي الناس غرقاً في “عمريت” طرطوس..دم الضحايا في “رقبة” مجلس المدينة.

 

طرطوس – الخبير السوري

ابتلع البحر عبر “مصيدة” شاطئ عمريت في طرطوس حوالي عشرة ضحايا خلال الأيام القليلة الماضية معظمهم أطفال ومراهقين وافدين لا يجيدون السباحة، كانوا إما من الأرياف أو من محافظات الداخل.

و اللافت الذي ينتج تساؤلاً ملحّاً هنا يتعلّق بأماكن السباحة المخصصة على الشواطئ الشعبية، المتروكة بدون منقذين وبدون منظمين “وناصحين”  عارفين بأوضاع وظروف الأمواج، وأي الأماكن الآمنة للسباحة، وهذا ما يجهله تماماً من يزور البحر في مواسم محددة، فقد كان مؤثراً أن بعض الضحايا هم طلاب يحتفون بنجاحهم في التاسع أو البكالوريا، فغدو وليمة للبحر.

نتساءل لماذا تتجاهل مديرية سياحة طرطوس ومجلس المدينة والموانئ والدفاع المدني والجهات ذات المسؤولية عن الشاطئ، مسؤولياتها عن تعيين منقذين ومرشدين ومراقبين لدرء مخاطر البحر..ولماذا يسمح مجلس المدينة لمستثمري الشاطئ بالاستثمار دون تعيين منقذين، وتحميلهم المسؤولية عن أي حالة غرق تحصل؟؟

فالمشهد على شاطئ عمريت مثير للاستفزاز، بعد أن حجزه كاملاً مجموعة من “الامتيازيين” الذين لا يكترثون إلا لجباية المال من الفقراء الذين لا تسمح لهم إمكاناتهم المادّية بارتياد أماكن السباحة المنظمة والمراقبة.

واللافت أيضاً أنه لا توجد على طول شاطئ طرطوس – وربما اللاذقية أيضاً – لافتة واحدة تحمل العبارة التقليدية الإرشاية أو التحذيرية التي كنا نقرأها منذ عقود  من قبيل “ممنوع السباحة الشاطئ عميق” أو شاطئ صخري ممنوع الغطس” أو إرشادات أخرى تمنع السباحة في ظروف الموج العالي أو العلو المفاجئ للموج، وهذه الحالة الأخيرة كانت سبب غرق الكثيرين خلال الأيام القليلة الماضية.

لا بد من تحديد الجهة المسؤولة عن ترك الشاطئ بلا مراقبة وبلا منقذين..والأهم فوراً وسريعاً تحديد أماكن السباحة وتعيين منقذين…وهذه مسؤولية محافظ طرطوس الذي عليه أن يوعز بإجراءات احترازية فورية.

 

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]