هدر معلن في زمن العوز المادي و “غناء في مجالس عزاء”…. معارض متنكرة لأدبيات الظرف الراهن ..

 

 

دمشق – الخبير السوري:

ازدادت حركة المعارض نشاطاً في الآونة الأخيرة، متحدية بذلك جميع العواقب  التي تقف أمام صناعتنا وأعمالنا التجارية لاسيما من جهة فتح أسواق جديدة أمامها، وهنا لا يمكننا أن نتجاهل النجاح الذي حققته بعض المعارض في الوصول إلى أهدافها المرجوة بإقامة العلاقات التجارية المتبادلة مع العملاء والشركات المحلية والعربية والأجنبية، ودعم جميع المنتجات لإزالة العقبات أمامها بما يتناسب مع الواقع الحالي المفروض عليها نتيجة الحصار الاقتصادي، وذلك من خلال اللقاءات التي توفرها المعرض بين المسئولين والمعنيين من وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية من جهة، وأصحاب الفعاليات التجارية من جهة أخرى والتباحث في حيثيات النشاط الاقتصادي والوقوف على مواطن الخلل لتلافيها، ومواطن القوة لترسيخها.

رغم حصول كل من المعارض التخصصية أو المتنوعة على جملة من التسهيلات الكفيلة بإنجاحها، إلا أن هناك بعض الثغرات التي يقع بها القائمين على تنظيم هذه المعارض، والتي تؤدي إلى عدم الجدوى من إقامتها، ولعل أهم تلك الأخطاء تتجلى في عدم وضع شروط ومعايير للمشاركة في أي معرض، إذ تكون الدعوات مفتوحة للجميع بغض النظر عن جودة معروضاتهم.

وإذا كانت كلمة “موزاييك” تعني التنوع فإن هذا التنوع يجب أن يعتمد على التناسق بين المربعات الموجودة في اللوحة وأن لا تتعارض مع بعضها باللون والحجم وبذلك فان معرض سيريا موزاييك 2016، الذي تم برعاية وزارة السياحة تحت شعار  “بلدنا بالحب نعمرها ” والذي أنهى أعماله منذ يومين لم يستطع تحقيق التناسق المطلوب والاختلاف الذي يوصل إلى التكامل.

مشاركات

لم يبخل المعرض الذي يصفه القائمون عليه بالمتنوع باستقطاب مختلف الصناعات والأعمال للعديد من الشركات المختلفة بدءا من شركات التامين، وأنظمة المراقبة، وبعض الجامعات الخاصة، وانتهاء بمجموعات توليد الكهرباء، وتكنولوجيا الطاقة الشمسية، فهناك 80 شركة وورشة وهيئة كالهيئة العامة للمناطق الحرة، وهيئة الاستثمار، وهيئة التطوير العقاري، ونقابة المهندسين، وسوق الأوراق المالية واتحاد الصحفيين، وورش ومؤسسات صناعية حرفية من مختلف شرائح المجتمع،  وخلال جولة “البعث” في المعرض تبين أن هناك أيضاً مشاركات فردية وشخصية ومنها يعد تجارب حديثة لا تملك الخبرة الكافية للمشاركة في المعارض، وتجلى ذلك واضحاً بمنتجات الحلي والفضية والذهب والإكسسوار التي أخذت جانبا هاما من المعرض للحصول على فرصة البيع، إلا أن هذه الغاية لم تتحقق لعدم تناغمها مع المعروضات الأخرى، لان المكان الأنسب لها هو مهرجانات التسوق.

بعض المشاركين وجدوا أن هذا الاختلاف شتت أهداف المعرض وقلل من عدد الزائرين، وهنا يشير عمر حبش مشرف قسم اللوجستيك في إحدى الشركات إلى أن المعرض لم يلق اهتمام الزوار بسبب التنوع غير المترابط، وإلى أن هناك مشاركات متنوعة لكن لا يمكن الاستعانة بها لتحقيق أهداف الشركات الموجودة،  ويؤكد حبش أن المعارض الصغيرة لا يمكن إلا أن تكون تخصصية نوعا ما ولا تسمح بعرض أي شيء، وهذا ما تفرضه مساحة المعرض والمكان المنظم فيه.

ايجابية

بالمقابل هناك من استطاع أن يرى في المعرض ناحية ايجابية للتنوع إذ بين محمد عرب المدير التسويقي لإحدى الشركات أن المعرض أتاح فرصة التعرف على الكثير من الشركات التي يمكن التعاون معها لتبادل الخبرات والمعلومات بالإضافة إلى عقد صفقات تجارية مع البعض الآخر من المشاركين، وان وجود المشاركات الفردية لم تستطع أن تلاقي الاهتمام المطلوب ضمن هذا التنوع.

تعليم

الجامعة الخاصة فرضت وجودها في المعرض المتنوع كمسوقة لخدماتها من خلال حسوم  قدمتها للزوار، كما فتح أمامها فرصة للدعاية عن فروعها في 4 كليات هي الحقوق والعلوم الإدارية والعلاقات الدولية والدبلوماسية وهندسة المعلوماتية، أما   جامعة الجزيرة الخاصة فكان المعرض فرصة حقيقية أمامها للتعريف عنها لكونها كانت موجودة في محافظة دير الزور وانتقلت إلى دمشق نتيجة الظروف الحالية، ولتعلن عن ختصاصاتها كالصيدلة والهندسة المعمارية والمعلوماتية والمدنية وإدارة الأعمال.

منظمين

وجهة نظر المنظمين للمعرض كانت مختلفة عما يراه المشاركين إذ بين المهندس محمد نبيل مرزوق منظم المعرض – وبعيداً عن الأهداف المادية الخالصة من تنظيم المعرض – أن الهدف الأساسي هو التعبير عن وجود جميع أنواع الصناعات والأعمال في سورية، و”تشكيل” – مع التركيز هنا قليلاً – لوحة اقتصادية واجتماعية متنوعة وتفعيل الاستثمارات ضمن المؤسسات المشاركة من كافة الاختصاصات للتأكيد عن دور حضور الشركات السورية والوكالات العالمية الداعمة للصناعات المحلية بكافة أطيافها من خلال التأكيد على الهوية الوطنية لصناعتنا، وبين مرزوق أن هناك نتائج آنية للمعرض تتعلق بالبيع المباشر للمنتجات المعروضة وتقديم عروض مختلفة فيها، ونتائج مستقبلية متعلقة بعقد اتفاقيات وتعاون مابين المشاركين، ونحن نضيف نتائج أخرى تدخل في خانة ما لا يجب الحديث فيه لأنه يتعلق بمقولة ” واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان”.

 رأي

لا يمكننا كمراقبين لما يجري من نشاطات وفعاليات في زمن عدم الهدر إلا أن نعلق على فوضى بدت واضحة في إقامة المهرجانات التسويقية والمعارض التي يستسهل البعض إقامتها أو حتى المشاركة فيها، ورغم العناوين المغرية والمحفزة للمشاركة، إلا أننا لا نرى نتائج توصلنا بأي شكل من الأشكال إلى تلك العناوين، حيث نخرج من بعض تلك الفعاليات بصدمة كبيرة في الاختلاف الكبير مابين واقع العمل فيها واتجاهاتها ومابين المسميات والعناوين التي ترفعها.

ميادة حسن

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]