“البيئة” تعري الجمعيات الأهلية.. قلة في الدعم المالي و تأرجح التزام المجالس والكوادر الشبابية وخجل التطوع

تقول قاعدة البيانات في وزارة البيئة أن عدد الجمعيات الأهلية البيئية ارتفع إلى 56 جمعية أهلية يتضمن نظامها الداخلي بشكل جزئي أو كلي أهدافاً لحماية البيئة والمحافظة عليها ، ولكن لعبة الأرقام هذه لم تمر على أنها إنجازاً ما حدا “بالبيئة” إلى إبرام مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية تتضمن وضع آلية مشتركة لمتابعة ودعم عمل الجمعيات، وتأسيس جمعيات تنموية تسعى للدفاع عن البيئة وصونها .
وإذا كان التعويل على عقد ملتقى للجمعيات الأهلية البيئية خلال الفترة 8 – 10 / 12 / 2015 بمشاركة / 30 / جمعية أهلية بيئية محقاً فإن الأهم هو ذاك الذي اعترفت به الدكتورة سحر عمران مديرة التوعية والإعلام البيئي عندما أقرت بأن أثر هذه الجمعيات في الوقت الحاضر متباين من محافظة إلى أخرى ، فهو في جله أنصبّ على الاهتمام بحماية البيئة والمحافظة عليها إما من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والمعارض البيئية، ولا سيما في محافظات دمشق والسويداء وريف دمشق، وإقامة حملات توعية ونشاطات ميدانية كما في محافظات طرطوس واللاذقية والقنيطرة وحماة ( منطقة السلمية ) ، بينما توقفت جلً نشاطات هذه الجمعيات في كل من محافظات درعا وحمص ودير الزور والرقة والحسكة وحلب ( عدا جمعية من أجل حلب )، بسبب الأزمة الراهنة.
وضمن سياق البحث عن تفاصيل دور ونشاط هذه الجمعيات – التي لا تشبع عين بعض المتابعين – ترى عمران في إفادتها وجود عدد محدود من الجمعيات التي تنفذ بعضاً من النشاطات البيئية ضمن مراكز الإقامة المؤقتة كما في محافظة دمشق ( الجمعية السورية للبيئة – جمعية حماية البيئة في دمشق )، وفي حلب ( جمعية من أجل حلب )، وفي السويداء ( جمعية أصدقاء البيئة )، وفي اللاذقية ( جمعية سوق الضيعة ).
وترجع أسباب انحسار أداء الجمعيات الأهلية البيئية بشكل عام إلى قلة في الدعم المالي الخارجي والمحلي والتأرجح في التزام أعضاء مجالس الإدارات وكوادرها الشبابية وتدني التطوع المتركز على الإغاثة وحملات النظافة في الوقت الحاضر.
وفيما يبدو أنه تعزيزاً للنهج التشاركي في توحيد الجهود المبذولة للعمل من أجل البيئة، ولما للجمعيات الأهلية البيئية اليوم من دور هام في تفعيل المشاركة المجتمعية في قضايا التنمية ذات الأهمية، تم الاشتغال على تعزيز مشاركة الجمعيات الأهلية البيئية والمنظمات الشعبية والفعاليات الأهلية المختلفة في مجال نشر الوعي البيئي والأنشطة الميدانية المختلفة من خلال وضع أهداف رئيسة لعمل مديرية التوعية والإعلام البيئي و إحداث دائرة لدعم الجمعيات الأهلية البيئية تعمل على دعم مشاركة الجمعيات الأهلية البيئية في العمل من أجل البيئة في المحافظات ، والربط فيما بينها وبين مديريات الوزارة في المحافظات، ولتوحيد الجهود وتنفيذ أنشطة وفعاليات مشتركة تساهم في تعزيز صحة البيئة ونشر الوعي البيئي.
وتؤكد مديرة الإعلام والتوعية على اعتماد بند مالي سنوي لدعم الجمعيات الأهلية البيئية ضمن موازنة الوزارة، بهدف تأهيل كوادر الجمعيات التطوعية ودعم تنفيذ أنشطة مشتركة مع الجمعيات الأهلية البيئية و إشراك الجمعيات في وضع الخطط والبرامج لبعض الأنشطة المجتمعية الهادفة لنشر الوعي البيئي وحماية البيئة والمحافظة عليها، وصولاً إلى المشاركة في وضع استراتيجيات لجوانب العمل البيئي المختلفة والتي منها صياغة مسودة إستراتيجية التوعية والإعلام البيئي .
ومع كل ذلك ترى وزارة البيئة في هذه الجمعيات خيراً يتجسد في أنشطة ميدانية وعلمية عبر رفع سوية النظافة في سورية والمساهمة في إعداد وتنفيذ المؤتمرات البيئية العلمية و حملات توعية ميدانية بيئية مختلفة في المجتمعات المحلية ومراكز الإقامة المؤقتة وحملات تشجير سنوية في الغابات والحدائق والساحات العامة والمدارس و تنفيذ أسواق ومعارض للمنتجات البيئية والطبيعية إضافة إلى تنفيذ برامج وفعاليات بيئية مختلفة تستهدف رفع سوية الوعي البيئي لدى شرائح المجتمع المختلفة للمحافظة على النظافة وخفض كمية النفايات وإعادة تدويرها واستخدامها وترشيد استهلاك الموارد والمحافظة على التنوع الحيوي وزيادة المساحات الخضراء ) وهذا ما يدفع لدعم أنشطة الجمعيات الأهلية البيئة مادياً وفنياً، وبناء قدراتها في العمل من أجل البيئة من خلال مشاريع الوزارة التي تموّلها المنظمات الدولية .
الخبير السوري – كنانة علي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]