جارنا يدخل في “غيبوبة كورونا” بين الموت خنقاً أو جوعاً ضاقت الخيارات..فهل نحن في أمان؟؟
الخبير السوري:
ليست الأمور على ما يرام..فالحكايىة تجاوزت البعد الصحّي في الأثر العميق الذي تركه فايروس كورونا، إلى البعد الاقتصادي..أي من تحدّي الموت خنقاً إلى تحدّي الموت جوعاً..هكذا هي الحكاية توثقها لحظات الحرج اللامحدود الذي يعتري العالم اليوم، ودول المنطقة ومنها لبنان ” الخاصرة السورية المفتوحة على كلّ رياح هذا العالم”.
الواقع إن ماتفعله الجائحة في لبنان يحفز حالة شد عصبي هنا في سورية..وهذا بدهي بسبب القرب الجغرافي أو الالتصاق، لكن مع فارق كثافة الإصابات وخطورتها.
إلا أن في الأمر بعداً اقتصادياً خطيراً ا بدأت نذره تلوح في لبنان المأزوم بقلّة الموارد، والتي ستنحسر أكثر مع فكرة الإغلاق التام للبلاد التي تراود السلطات هناك..ليكون السؤال عن الأثر الذي سيرتبه ذلك على الاقتصاد السوري ؟؟
الحقيقة أن الاقتصاد السوري ذو طبيعة إنتاجية في جزء لابأس منه..أي زراعي أولاً ثم صناعي ثانياً..فيما يبدو الاقتصاد اللبناني ريعي – مالي بشكل شبه مطلق، بعد تخلّي سياسات الحكومات المتوالية هناك منذ تسعسنيات القرن الماضي، عن الزراعة والصناعة التحويلية، والاعتماد على سورية في تأمين احتياجات الأمن الغذائي، خلال الرحلة الارتجالية نحو الاقتصاد المالي البحت، وهذا يعني أن لاخوف على الأمن الغذائي في سورية بما أنها بلد زراعي..لكن الخوف على لبنان ومنه، فسوف يعتمد في حال الإغلاق على المنتجات السورية، وسيقاسم اللبنانيون ” أشقاءهم” السوريين على حصص الغذاء..أي يحتاج الأمر إلى بعض الحذر في التعاطي مع هذا الملفّ اليوم.
من جانب ثانٍ – وهذا هو الأهم – سيتسبب الإغلاق الكامل في لبنان، بإغلاق أهم منفذ لتوريد مستلزمات الإنتاج في الاقتصاد السوري..أي سيتأذى السوري وبشكل ليس سطحي، لأن الارتباط بات بنيوياً بين الاقتصادين شئنا أم أبينا.
التعليقات مغلقة.