عثرة بحثية أخرى… الأمل لا يموت!

الخبير السوري:

أن يغلق مركز أبحاث بدمشق في هذه المرحلة هو أمر أخطر بكثير من إغلاق عشر مصانع… أو طرد ألف موظف من عملهم.

وهذا بغض النظر عن تقييم كل منا لنتاج عمل هذا المركز أو ذاك…

فما تحتاجه سورية اليوم بعد تسع سنوات حرب كارثية، لا يمكن أن يقدمه أياً كان… مؤسسة أم فرد.

دون شك لكل مساهمة قيمتها وأهميتها، لكن عندما تكون هذه المساهمات نتيجة عصف فكري وحوار علمي مسؤول، فإن أهميتها تكون مضاعفة، وقابليتها للتطبيق تكون أعلى.

إن أكثر مشكلة واجهت سورية في فترة ما قبل الحرب، وكانت سبباً في انحرافات تنفيذ الخطط والمشروعات، هي في غياب المعلومة الوطنية المنافسة لما تنتجه بعض الجهات العامة.

وكلنا يعلم أن هناك مشروعات كثيرة أقرت سابقاً بناء على آراء واجتهادات شخصية، أو استناداً إلى معلومات وبيانات قدمتها جهات عامة، ولم يجري التحقق من دقتها أو مدى مطابقتها للواقع…

فكيف والحال مع سنوات الحرب الكارثية؟.

هناك تحديان يواجهان سورية في هذه المرحلة لا يمكن لمؤسسات الدولة أن تنهض بهما لوحدها، فهي بحاجة إلى مؤسسات المجتمع، والتي يأتي في مقدمتها مراكز الأبحاث المستقطبة للعقول البحثية والمتخصصة…

التحدي الأول يتعلق برصد خسائر الحرب وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة السورية بشكل موضوعي وعلمي، فالخطوة الأولى على طريق تجاوز مرحلة الحرب تكمن في التعرف على ما فعلته، وإلا فإن كل مشروع وخطوة لاحقة ستكون بلا معنى… أولا يعبر بعمق عن احتياجات البلاد.

وعندما يكون هناك أكثر من مصدر للمعلومة… وأكثر من وجهة نظر حولها… وأكثر من مقترح للحل… فذلك يعني أن البلاد ستصل إلى مبتغاها تنموياً.

التحدي الثاني هو في إعادة بناء ما خربته ودمرته الحرب وبعض السياسات الاقتصادية السابقة. وهنا تكمن المساهمة الجليلة للعقول السورية في تقديم أفكار ورؤى حقيقية، قد تتمايز عن نظيراتها المطروحة من قبل مؤسسات حكومية، لكنها عملياً هي تكملها وتدعمها للوصول إلى المناسب والأفضل للمواطن.

وهذا ليس بجديد، فهناك دول قريبة أو بعيدة عنا تقطف اليوم “ثمار” انفتاحها على الجهود البحثية ودعمها بكل الطرق الممكنة…

كل ذلك يفترض تنوع في الآراء ووجهات النظر…. وسورية لديها رغم النزيف الحاد، الذي تعرضت له خلال سنوات الحرب، طيف واسع من الكفاءات والخبرات في جميع القطاعات، وبمختلف الاختصاصات… إنما غالباً لا تجد منبراً تعبر من خلاله عن هواجسها، دراساتها، أبحاثها…!!.

ما نتمناه جميعاً ألا تكون حادثة إغلاق مركز “مداد” فألاً سيئاً للعمل البحثي في سورية… وإنما العكس تماماً…..زياد غصن – سيرياستيبس

إقرأ أيضاً:

وصول توريدات غاز جديدة وتحسن يلمسه المواطن خلال أيام

 

وصول توريدات غاز جديدة وتحسن يلمسه المواطن خلال أيام

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]