الفلّاح الذي أحرج الصحفي بسؤال حاذق..!!

شعبان أحمد:

أحرجني ذاك المواطن العادي جداً والذي يعمل وفق مبدأ أعجبني: (الفلاح المكتفي… سلطان مختفي)… عندما سألني بتعجب عن الأولويات، ومن الذي يحددها أو يرسمها أو حتى يقرها..؟!

وكذلك عن المشاريع وآلية تنفيذها… مستطرداً: هل الأولوية أن نبني مشفى مثلاً أم نعالج تلوث البيئة وتنفيذ مشاريع صرف صحي موثوق..؟!‏

يبدو أن كلام هذا الفلاح (المكتفي) دغدغ مشاعري ورحت استمع له بتمعن مع هزات رأس متواترة توحي بالاهتمام…‏

وتابع: إذا عالجنا تلوث البيئة ونفذنا مشاريع الصرف الصحي فإن ذلك بالضرورة سينعكس إيجاباً على الصحة العامة.. حينها ستقل الأمراض وبالتالي يمكن تأجيل بناء المشفى…(نقول تأجيلاً وليس إلغاءً)…‏

الأمر نفسه ينسحب على قطاعات أخرى وأولويات ليست أقل أهمية من ذلك… كالسدود والطرقات والغابات والسياحة… الخ… بمعنى إشباعها دراسة قبل إنشائها…!!‏

ولأني عجزت عن مجاراته بالنقاش وعدم قدرتي على الرد على أسئلته المحرجة تحججت بأن هناك اجتماعاً مهماً عليّ حضوره، واعداً إياه بلقاء آخر لتكملة النقاش… ولأنه (فطن) فهم المغزى وانسحب بأدب قائلاً: أرجو أن يخرج اجتماعكم بقرارات تراعى فيها الأولويات… مع ضرورة اتباع سياسة أو مبدأ (درهم وقاية….)!!‏

وبعد أن غادرني رحت أضرب أخماسي بأسداسي عن فكر هذا المواطن العادي… وهنا بالضرورة يجب أن أقارنه ببعض المسؤولين والمخططين كون الدراسة المقارنة هي التي تكشف لك الحقيقة… وهذا يجرك إلى مكان آخر زبدته آلية الاختيار وانتقاء الكفاءات والمديرين والمتنفذين…!!‏

 

هنا وبهكذا مقارنة يجب بالضرورة أن تشعر بالخوف وبالقلق وتصاب بخيبة الأمل متعددة الجوانب..!!.‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]