أقذر صفقات التاريخ الحديث …بزنس “سوري” في أقنعة التوبة والندم..؟؟

 

خاص – الخبير السوري

بدأت متوالية إعلان التوبة – على انكسار – في صفوف الهاربين على جناح “المعارضة” إلى بلدان طبخ المؤامرات على سورية والشعب السوري.

وإن كان نموذج رجال الأعمال هو الجديد في مسرحيات إعلان الندم ، فإن ذلك ينبئنا بأن الحالة ستتخذ بعداً آخر من الجدل في الأوساط الشعبيّة ، دون أن نتلمس صدى واضحاً وموقفاً محسوماً ، على المستوى الرسمي ، إذا مازال القرار قرار كواليس ، وهذا من شأنه إطلاق العنان لطروحات عشوائية ذات بعد عاطفي ، تبدو مشروعة بعد “حمامات الدم” التي غرقت فيها البلاد ، وكان بعض رموز القتل والدمار سوريين ، حرّضوا وموّلوا و أرخو بثقلهم الكامل لترجيح كفّة الإرهاب ، في معركة مصير خاضها بلدهم وشعبهم.

الواقع أن المشهد يبدو معقداً بعض الشيء ، بعد اختلاط الأوراق بين من ادعوا الهروب من لظى الإرهاب ، وآخرين زعموا الفرار من “بطش” الدولة ، وهنا هي الإشكالية المطاطة المتمثلة في إمكانية انتقال الزاعمين  بين “الفريقين” والانتساب إلى أحدهما ، وفق المعطيات التي تفرض نفسها في الميدانين السياسي والعسكري ، وهذا ما حصل بعد انتصار الدولة السورية ، بشهادة الاكتظاظ الجديد على بوابة المضمار الذي يحتضن من زعموا تحييد أنفسهم من طريق عجلات الإرهاب المدمرة .

والحقيقة لا يملك أي مراقب إمكانية الفرز الدقيق بين النوعين ، مهما حاولنا في وسائل الإعلام تبرير “هزيمة ” من فروا وأخلوا الساحة للإرهاب ، لأن أشقاء لهم نزحوا نعم …لكن إلى المناطق الآمنة في الداخل ، ولقوا ما لا قوه من عناية واحترام ورعاية رسمية وشعبية حيث حلوا، فيما تعرض من عبروا الحدود إلى إذلال حقيقي في بلدان الاستقطاب ..وهذه حقيقة أدركها الهاربون لكنها لم تردعهم عن المضي في ترك بلدهم تواجه مصيرها الدامي .

من هنا لن يكون بمقدورنا التماس الأعذار المقنعة للهاربين ، والاحتفاء بعودتهم و إقامة “أعراس الاستقبال ” لهم وكأنهم فاتحون مظفرون منتصرون ، فيما هم في الحقيقة لم ينتصروا إلا على أنفسهم وبلدهم التي قابلت جحودهم بصفح ومسامحة ، لكن لا بأس بافتراض البراءة والخوف ومحاولة الاقتناع  بسطوة دافع البقاء والمغامرة لأجل الحياة.

وربما يكون من الضروري أن يجري تنظيم عودة هؤلاء لكن دونما ضجيج وصخب ينكأ جروح المجروحين والثكالى من الأمهات واليتامى و أسر من قضوا بقاء في سورية ، أو دفاعاً عن شرف وطن تربينا على أن ترابه أغلى ثمناً من الذهب.

إلا أن ثمة شأن آخر لمعلني الندم ، من رجال الإعمال وممولي الإرهاب ، ممن أغرقوا بلدهم وشعبهم بالشتائم على شاشات قنوات كان بثها أصعب وقعاً من قذائف الحقد التي أمطرت المدنيين الآمنين موتاً ودماراً وإرهاباً.

لم يوضح لنا أحد ماذا تعني توبة أمثال هؤلاء ..؟؟

هل هي خيار استثماري كما أي صفقة بما أنهم رجال مال ، والمال لا يكترث بمعاني وترجمات المفاهيم الوطنية والانتماء ولا حتى الكرامة الشخصيّة..؟؟

الأكيد أن لدى الدولة السورية كما معظم المواطنين قوائم بأسماء أخطر “أعلام المال” السوريين ، واقدي النار في بلدهم ، ولهؤلاء حسابات مختلفة ، لا بد أن تكون عودتهم مدروسة ومحفوفة بتحفظات إنسانية أكثر مما هي سلطويّة.

 

 

 

على العموم حسبنا ألّا يصدمنا السوريون العائدون من بلدان اللجوء هرباً أو معارضةً، بثقافة المقارنات الكئيبة على طريقة “هيك عنّا ببلاد برّا”..

هي ليست أوهام بل هواجس واقعية تستند إلى معرفة بعضنا بـ”بعضهم” من المسكونين بخصلة الصفاقة – والصفاقة مرض نفسي لمن لا يعلم هذا التشخيص العلمي – والذين عهدناهم حاذقين في تصيد عيوب الآخرين ويسهون كلياً عن عيوبهم التي تتلبسهم وتعصف بمن حولهم.

فقد بدأت مكنة إحصاء العائدين ، مع متوالية ظهور ملامح الانفراج، وانتصار الدولة السورية على الإرهاب، وسياسة الصفح التي أعلنتها سورية عن “أبنائها”، والتي كانت بالغة السخاء والمرونة في التعاطي مع هذا الملف الذي بدا شائكاً بالفعل، وتجري إدارته بعناية فائقة، ولعل أنصع الأمثلة الواقعية التي يمكن تلمس تفاصيلها في هذا المضمار، تتلخص في مجريات المصالحات الجارية على شكل متوالية صاعدة، تركت خيار العودة مفتوحاً أمام الراغبين حتى المسلحين الذين “تلطخت أيديهم بالدماء”، فثمة صفحة جديدة لا بد منها، وهذه حقيقة يجب قبولها بكل ما فيها من قسوة ومرارة تكمن في أي محاولة استرجاع عفوي للصور الكئيبة والمشاهد التي جرت على مسرح الحدث السوري.

اليوم بدأنا بتداول الأنباء بشأن  الكوادر السورية العائدة من بلدان “الهروب”، وفي رأس القائمة الأطباء ، وسمعنا من مصادر خاصة عن حفلات استقبال تجري لهم في بعض المشافي من قبل زملاء المهنة وكوادر التمريض.

ورغم إيجابية ما توحي به الأخبار المتدفقة وفق اعتبارات إستراتيجية، إلّا أنه حفز ذاكرتنا السوداء لاسترجاع  صور هروب الأطباء السوريين المستجيبين لدعوات وزعتها دول الخليج في بداية الحرب على سورية، على شكل إعلانات عن عروض عمل للأطباء السوريين في دول البترول، إلى جانب إعلانات تخص مهندسي المعلوماتية، والهدف كان محاولة إفراغ سورية من نوعي كوادر يمكن أن تكون  بأمسّ الحاجة لها في مواجهتها “حربهم”.. الأطباء لدورهم الإسعافي، والمعلوماتيون لدورهم في المواجهة الالكترونية، وبالفعل كانت الحرب الكترونية بإخراجات إعلامية، وضاعت صرخات التنبيه والوعظ التي تعالت لثني هؤلاء عن السفر وسط ضجيج هدير الأمواج التي قذفت بـ” أهل الغواية” نحو بلدان مقاصد مريبة لم تخف أغراضها الخبيثة، وبالفعل تعيش سورية اليوم أزمة كوادر معلوماتية يعرفها كل من يطلع على الوقائع الصعبة في المؤسسات الحكومية، التي نهضت معلوماتياً على أكتاف من بقي من المهندسين الوطنيين الشرفاء، والحال ذاته في المشافي.

ولم تسلم باقي القطاعات من حالة الاستدراج والإغواء الشامل للسورين نحو الخارج، وهم أنفسهم العائدون اليوم، بروايات عن طقوس الإذلال التي جرت بحقهم – وهم يستحقونها على كل حال – ونجزم أن بعضهم يسردها تزلفاً و تظاهراً بالندم لضمان قبول توبته و إدراجه في صفوف “المغرر بهم” رغم عقله الذي يصر على أنه “بوزن بلد” فهو طبيب أو مهندس أو إعلامي ملأ الدنيا صخباً بملكاته التي تساوي ذهباً.

الأبواب مفتوحة ..والعائدون كثر وسيكونون أكثر، والآن هم صامتون صمت المرتكب، لكن بعد فترة قد لا تطول سوف تنطلق ألسنتهم من عقالاتها، ويبدؤون بسرديات العائد من رحلة اطلاعية أو إيفاد علمي، محملاً بخلاصات تجارب المجتمعات المضيفة لمن كانوا ” أيتاماً على مآدب اللئام”، وعلى الأرجح ستكون مؤسساتنا مسرح لحالات استعراض أجوف وأكاذيب عن تجارب مفبركة، لمن لم يُسمح لهم بمغادرة مخيمات اللجوء، حيث الوجبة ودرس اللغة وساعات النوم حتى الملل.

من الحكمة أن نحذر مشاغبات هؤلاء و طروحاتهم  الغرائزية التي عرفناها عنهم قبل هروبهم، فكيف سيكون الحال بهم الآن؟؟

كما أن الحذر واجب من بعض “أشقاء الدم والهوية” العائدين، وإن مثلوا دور الصاغر النادم، ففي بلدان “لجوئهم” يقبع من هم بالغو المهارة في إعداد “الجواسيس” وناقلي الفكر الهدّام وثقافات تقويض البلدان من الداخل..

 

نجزم بأننا سنعايش فصول ليست هادئة من شيطنات بعض هؤلاء، فإن كان بعضهم شيطان قبل أن يغادر، هل سيكون قد خلع ثوب القذارة حيث كان، أم أنهم أعادوه لنا أقذر مما كان؟؟؟

2 تعليقات
  1. هرم صلاح الدين قصاب يقول

    صحيح تماما مايقال فالازمة السورية اظهرت ان الوعي الشعبي بقيمة الوطن و مفهوم المواطنة متدني جدا و القيم المادية و الحزبية و الدينية فوق قيمة الوطن..

  2. رشا يقول

    ان شاء الله يتسكر باب هالفصل المأساوي قبل ما يبدأ
    لأن فتحه معناه لا قضاء لا عداله في سوريا وهذا سبب الدمار من اصله و سيكمل الفساد ما عجز عنه الارهاب في 7 سنين عمل و عقد تخطيط
    بدنا نشوف مشانق للفساد و للارهاب التكفيري وداعميه ما بدنا الصبر ياخد الباقي من سوريا بصمت “الله “

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]