موظف سوري جديد

 

تتلمس الحكومة يوماً بعد يوم هوة لم يعد طناشها أو التعامي عنها أمراً اعتيادياً أو مقبولاً في ضوء الآثار والمنعكسات التي راحت الوزارات والمؤسسات تعايش تفاصيلها التراكمية، ليصبح نقص الكوادر الناجم عن تسرب الكفاءات والخبرات بمثابة الأزمة الإدارية والإنتاجية المرادفة لجمل “التأزيم” الذي استهدفت به أجهزة ومفاصل الدولة الحيوية.

في عملية الاستشفاء الإداري التي تتصدى لها رئاسة الوزراء هذه الأيام ينبثق من تحت جناحي مشروع الإصلاح الإداري ملف تنمية الموارد البشرية الفنية والمهنية، في توقيت نتعامل فيه مع نتائج سنوات الحرب الست التي جعلت نزيف الكوادر وتسرب الخبرات وجعاً يعاني منه الجميع، لدرجة راح البعض يقرن وبشيء من الاستفهام والتعجب الغيور: كيف يمكن الحديث عن إعادة الإعمار ومازالت الأدوات والمشغلين يعانون “شلل في الطاقات البشرية” يحتاج ترميمه لإعادة من غادر والتعويض بمشاريع وجوه جديدة تضخ الحياة في أوردة المؤسسات والشركات والجهات؟!.

تقول المعلومات: إن رئاسة مجلس الوزراء سارعت إلى تحفيز الجهات العامة كافة عبر كتابها رقم 6770/1 طالبة إيلاء الاهتمام الكافي بالدورات التدريبية الفنية والمهنية بما يسهم في تعويض النقص الناجم عن تسرب الكفاءات والخبرات بسبب الظروف السائدة وبما يمكن من تنفيذ المهام المطلوبة منها على أكمل وجه.

هنا قبل أن نحكم على نوع وكيفية وشكل استجابة الوزارات والمؤسسات التي نجزم أنها ستكون شكلية أكثر منها فاعلة ومنتجة ومؤثرة، دعونا نعوّل على هذا الإجراء لأن نفض الغبار عن العنصر القائم وتحريك مياهه الراكدة يعد توظيفاً واستثماراً مهماً في الإمكانات والقدرات الموجودة والمحسوبة بطواقم العاملين وطوابير سلم الرواتب وعديد الشاغلين للغرف والمكاتب ومساحات المديريات التي تستوعب العديد من الكوادر المترهلة وتلك الموسومة بصفة “البطالة المقنعة” وغيرهم من الموضوعين تحت التصرف والمركونين والمستغنى عن خدماتهم والمجمدين.. و.. و..

ومع ذلك يعطي خيار الاجتهاد والاشتغال على “تأهيل الموظف الجديد” فرصاً تساهم في إنقاذ ماء وجه الكثير من المؤسسات والشركات المفلسة بشرياً، لتشهد الفترة الماضية حركة مسابقات واختبارات وتعيينات جديدة تستأهل التدريب والتأهيل وضخ الخبرة فيهم، في وقت لا يمكن إغفال أولوية سحب الكوادر القديمة من أيديها وتقديمها بوجه جديد وتعاطٍ مختلف يساهم في استثمار وإعادة إنتاج موظفين مبادرين ومساهمين في النماء والإدارة والإنتاج؟.

لقد استهلكت الجهات بموجات من المهاجرين وأخرى من المغيبين قسراً “خطفاً أو استشهاداً” لتشكل جبهات الحرب أكثر العوامل استقطاباً لشباب يخدم الوطن، وبالتالي كان الخيار بالدماء الجديدة التي تلهث الحكومة هذه الأيام لتأهيلها، ولكن ثمة اعتراف بأن الكوادر ذات الخبرة هي المدرسة التي يجب أن تدرب وتعلم، في وقت يبتغي ويتوجب النبش والتحري والبحث عن الكثير من الكوادر الخبيرة والموءودة التي يساهم استثمارها في تعويض نقص كبير وردم شرخ هائل..؟.

علي بلال قاسم

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]