عدم تمكين “السورية للنقل والسياحة” من الطيران السياحي محط تساؤلات…!.

بداية لا بد من التوضيح أن خبرنا التالي، ليس مقصدنا منه السياحة في أرض الكنانة، وإنما السياحة في أرض الشآم، مع التنويه إلى أن هناك ما يُشتغل عليه سياحيا ما بين البر الشامي والمصري…مفاد الخبر “أن رئيس مجلس الوزراء المصري وافق على إنشاء شركة طيران خاصة تابعة لوزارة السياحة المصرية”.
الملفت أن موافقة الحكومة المصرية على إنشاء الشركة، جاءت سريعة بعد أن أعلن وزير السياحة المصري سعي وزارته لإنشاء شركة طيران مخصصة لقطاع السياحة وذلك بهدف استعادة مصر كمقصد سياحي مفضل بعد أن ألقت سنوات من الاضطرابات السياسية والأعمال الإرهابية بظلالها القاتمة على القطاع السياحي الذي يعد من أهم روافد العملة الصعبة للبلاد. الكشف والذي جاء على هامش “قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط”، أشار إلى أن ذلك قد تم بالدراسة والتعاون ما بين وزارتي السياحة والطيران المصرية.
وزير السياحة المصري أكد أن وجود الشركة هو حاجة ضرورية لأن يكون للسياحة المصرية ذراع طيران مخصصة للسياحة فقط، وأشار أنها ستكون بالشراكة مع القطاع الخاص وتستهدف زيادة طاقة نقل السياح من الدول القريبة، لافتا إلى أن هذا النظام مطبق في كل دول العالم، والهدف أيضا أن يكون سعر الطيران مناسبا، متوقعا أن إنشاء الشركة سيضع مصر في مكانة كبيرة ومتقدمة على خريطة السياحة العالمية.
نائب رئيس غرف السياحة المصرية وصف الخطوة بالجيدة جدا، منوها إلى أن إنشاء الشركة سوف ينهي احتكار شركات الطيران الخاصة التركية التي تستحوذ على النصيب الأكبر من نقل المجموعات السياحية جوا في المنطقة، وذلك في ظل الصراعات التركية- السورية.
وفي تقويم لخبير اقتصادي وسياحي مختص للموافقة، أكد بأنها تمثل “روشته” علاج لأزمة السياحة المصرية، تستهدف كسر احتكار منظمي الرحلات لـ”المقصد المصري”، واصفا موافقة رئيس مجلس الوزراء على إنشاء شركة طيران خاصة تابعة لوزارة السياحة، بالقرار “الجيد والصائب” يفتح المنافسة لصالح المستهلك وتحسين الخدمات لترقى للمستوى العالمي، وأكد أن مصر دولة جاذبة للسياحة بطبيعتها وجوها وإمكانياتها الكبيرة بجميع أنواع السياحة الأثرية والثقافية والرياضية والمؤتمرات، لكن كل ما ينقصها إدارة تلك الإمكانيات مع الاستقرار السياسي والأمني.
وبمعية الجملة الأخيرة (نقص الإدارة)، نلج لموضوعنا وبطلته “الشركة السورية للنقل والسياحة” الوريثة الشرعية والوحيدة لشركة الكرنك..، التي نكاد نجزم أن ما تعرضت له كان بفعل فاعل بعد تاريخ حافل بالريادة والتألق في العمل السياحي بكل جوانبه. الوريثة اليوم ووفق مرسوم إحداث سابقتها شركة الكرنك، ورثت الرخص بأحقية العمل في مجال النقل البري والجوي والبحري، أي الأذرع الرئيسة والضرورية لصناعة السياحة، ها هي تعمل على إعادة الألق لجوهر وجودها، إذ استطاعت وكبدايات مبشرة الحصول على وكالة شركة طيران ( فلاي بغداد)، وتعمل حاليا على تجديد التعاون مع شركة الكرنك المصرية التي تعد من أهم الوكالات السياحية في مصر.
نعمة أم نقمة
ولمن يتجاهل ماهية الشركة ويحاول تقييد أذرعها، نذكره أنها شركة مشتركة مساهمة مغفلة تملك وزارة السياحة وصندوق توفير البريد ما يزيد على 99% من أسهمها، بينما أقل من 1% للقطاع الخاص. لذلك فميزة الشركة أن معظم أسهمها تمتلكها جهات حكومية وتعمل وفق قانون التجارة وأنظمة الشركات المساهمة، ما يُمَكِّنها من العمل بمرونة تميزها عن الشركات الحكومية الأخرى، إذ يحق لها التملك والتأجير والاستثمار والمشاركة وتأسيس شركات فرعية. كما أن للشركة مجالات عمل واسعة، فيمكن أن تأخذ وكالات لنواقل طيران عالمية، وهنا يشار إلى أن الكرنك كانت هي الوكيل الحصري لعدد من شكات الطيران العالمية مثل (بان أمريكان والبكستانية..).
ميزة يرى فيها البعض وبدل أن تكون نعمة لقطاعنا الحكومي يحولها الطامحون للخصخصة إلى نقمة، من خلال وضع العصي في عجلات أية شركة يمكن أن تكون رابحة وناجحة ولعل الأمثلة عدة على هذا..!.
أعمال ملموسة
اليوم وعلى ما يبدو أن الشركة السورية للنقل والسياحة، وبهدف تطوير نشاطها وإيجاد جبهات عمل استثمارية جديدة بدأت العمل في عدد من المجالات، إذ حصلت على ترخيص شركة نقل وتحويل الأموال، كما قامت بتأسيس شركة للإدارة السياحية الفندقية وفق أحدث المعايير والمواصفات العالمية لهذا النوع من النشاط، وتقوم حاليا بإحداث شركة للخدمات السياحية متخصصة بتقديم الخدمات للسياح والزوار ومنهم الأفواج السياحية والدينية التي بدأت بالقدوم فعلا لزيارة سورية منذ العام الماضي 2015، وأكثر من هذا تقوم حاليا أيضا بتأسيس شركة أمنية خاصة لحماية المرافق السياحية وتأمين الأفواج والمجموعات. ناهيكم عما قامت وتقوم به من تجديد لإسطولها من البولمانات، ومؤخرا قامت باستثمار شاطئ الأحلام في طرطوس، كما قامت بتنفيذ مشروع منتجع سياحي في الموقع يتضمن 48 شاليها فندقيا مجهزا بأحدث وسائل ومتطلبات الراحة والاستجمام، ومسابح ومراكز رياضية وقاعات للحفلات والمؤتمرات ومطعم و كافتريا شاطئية.
رغم استعدادها
هذه الشركة والتي تبدي اليوم استعدادها الكامل للتعاون والتنسيق والعمل مع مؤسسة الطيران السورية، من خلال تقدمها للحصول على رخصة لإحداث شركة طيران (شركة أجنحة سورية للطيران) تكون ذراعا جويا لوزارة السياحة بهدف فتح آفاق عمل جديدة والانطلاق نحو أخذ دورها في إعداد وتحضير متطلبات الأرضية المناسبة للسياحة السورية في المرحلة الراهنة والقادمة، تواجه بالتمنع عن الموافقة من قبل وزارة النقل على أن يكون لها ذراعها الجوي السياحي (ثلاث طائرات) القادر على تمكينها من تنفيذ رؤيتها التطويرية للاستثمار السياحي.
لماذا الرفض..!؟
الشركة السورية للنقل والسياحة، ورغم كم المشاريع التي أعدتها وأطلقت بعضها (شركة أجنحة سورية للطيران, وشركة الكرنك للسياحة والسفر, وشركة السورية للحوالات المالية, الشركة السورية للاستثمار السياحي, الشركة السورية للإدارة الفندقية، وشركتان للخدمات السياحية والأمنية)..وكلها شركات محدودة المسؤولية مملوكة بالكامل لها، وأثبتت تواجدها على الساحة السياحية الداخلية والإقليمية، لا يُوافق على طلب الترخيص لشركة طيرانها، في الوقت الذي تم الترخص لشركات طيران خاصة بشكل كامل، ومنها ما تُشغل رحلاتها بطائرة واحدة فقط ومُستأجرة..!؟
الحكم المسبق..!
ردا على سؤال توجهنا به لخبير سياحي حول رأيه في عدم موافقة وزارة النقل الترخيص للشركة على إنشاء شركة طيران سياحي..، قال ما معناه “من كبر حجره ما ضرب”، وذلك في إشارة مشككة بمقدرة الشركة السورية للنقل والسياحة على تنفيذ ما تعلن عنه من أعمال ومشاريع اعترف صاحبنا بأنها كبيرة، فكان تعقيبنا: ما دام الأمر كذلك، ما الخسارة إن تركتم الشركة تثبت ما تدعيه، خاصة وأنها وفق ما تم إعلانه معول عليه في أن تكون أحد أذرع وزارة السياحة لتحقيق تنمية سياحية مستدامة، لاسيما أن هناك أسواقا سياحية تنتظر دخولنا إليها مثل السوق الروسية التي علمنا بوجود ما يعد لهذه السوق من تأمين لمتطلبات سائحيها !؟.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]