رائحة الفقر لم تحجب روائح العطور في سورية.. الغش التجاري يطال العطورات

الخبير السوري:

لحقت أسعار العطور قافلة ارتفاع كل اللوازم والسلع والخدمات في طرطوس، وارتفعت بأرقام خيالية ما أدى إلى عزوف معظم شرائح المجتمع عن “التعطر” ووضع “اللمسة الأخيرة” قبل الخروج من المنزل فبات مقتصراً على فئة معينة من المجتمع.

أسعار مرتفعة

يمكن رصد حركة الشراء في طرطوس، حيث أشارت سوسن وهي موظفة “ إلى أن أسعار العطور غير ثابتة وهي بارتفاع مستمر، والحجة دائماً من قبل البائعين أن زيوت العطر مستوردة، فوسطياً تحتاج بين 80 إلى 100 ألف شهرياً، متسائلة: ألا توجد ضوابط ولوائح تبين مصداقية الأسعار التي يطلبها البائع؟

وأردفت: إن أسعار العطور كانت سابقاً قبل الأزمة تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود إلى حد ما، لكن في الوقت الحالي أصبح من الصعب شراؤها فأسعارها كل يوم بارتفاع.

أم أحمد ربة منزل نوهت إلى أنّها اقتصدت في كمية رش العطر، وأغلب الأحيان تتخلى عنها باعتبارها سلعة غير “أساسية” في هذا الزمن الصعب والظروف المعيشية القاسية مبيّنةً أنّ ثمن زجاجة العطر لم يعد يتناسب مع وضعها كربة منزل و بثمنها تطعم أولادها لأيام على حد قولها.

معوقات

فيما أكّد أحمد صاحب متجر لبيع العطور في طرطوس، أنّ حركة استيراد السلع الكمالية إلى البلاد تراجعت وفي مُقدّمتها العطور، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ثمنها، وفيما يتعلق بالعطور الشعبية التقليدية ذات التصنيع المحلي، بيّن إنّ تصنيعها يعتمد على المواد الكيميائية التي غالباً ما تُستخدم لتعطير مواد التنظيف، لكن لأنها أرخص من المستورد فإن الإقبال عليها لا بأس به ومربح أكثر.

أما أبو أنس بائع للعطور، فأوضح أن أهم المعوقات التي تواجههم كبائعي عطور غير ضعف القوة الشرائية، هي ارتفاع أسعار الزيوت العطرية لأن معظمها مستورد وبالتالي تتأثر بسعر الصرف، وكذلك ارتفاع أسعار الزجاج والكرتون، مؤكداً أن كل هذه التفاصيل تزيد وتؤثر في تسعيرة العطور، لافتاً إلى أنّ سعر أسوأ نوع من العطور الجاهزة يتراوح بين 200 إلى 500 ألف ليرة، والممتاز قد تصل العبوة منه إلى الملايين حسب نوع العطر وماركته، وأضاف إن المُركب يدوياً لا يعطي الرائحة المرادة لذلك استغنى الكثيرون عن شراء العطور واعتبروه من الكماليات.

على المقلب الآخر نوه أبو أنس بأن هناك أشخاصاً يمتلكون أسلوبهم الخاص وميولهم الذي يقودهم نحو اختيار العطور فهناك من يحصل على عطره المفضل برائحة محببة وسعر مناسب، وهناك من يسعى للتفرد والتميز عن الآخرين من خلال اقتناء رائحة استثنائية غير مكررة لتكون خاصة به، لكن هذا يكلفه مبلغاً إضافياً من المال.

خاضعة للرقابة

من جهته صرح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس نديم علوش أن دورياتهم منتشرة في أسواق طرطوس وجاهزة للرد على أي شكوى، ولفت إلى وجود تلاعب كبير في نوعية وجودة كل صنف من العطور وكل (اسم) منه له سعر حسب اسم العطر، ومن خلال جولاتهم وجدوا أن هناك كثيراً من الغش، لذلك يتم تنظيم ضبوط متعددة منها، عدم الإعلان عن الأسعار أو نقص المادة الفعالة أو عدم وجود فواتير نظامية للمواد المستوردة أو المحلية.

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]