المتة بريئة!.. دراسة في جامعة دمشق تكشف أنّ التحصيل العملي يتناقص بزيادة الوجبات والمشروبات السريعة والأركيلة

الخبير السوري:

هل الطلاب الذين يشربون المتة أشطر من الذين يشربون الشاي أو القهوة؟
سؤال وجد ضالته عند عدد من طلاب السنتين الأخيرتين من كلية الطب البشري بجامعة دمشق، الذين تفاعلوا مع عنوان البحث العلمي، المنجز من قبل الطلبة أنس البيطار وإنجي حواط وفادي بركات، بإشراف الدكتور بيان السيد أستاذ الجراحة في الكلية، يتحدث عن بعض العادات الغذائية، والتدخين في فترة التحضير للامتحان وعلاقتها بتحصيل الطلاب.
تكمن أهمية البحث بنشره في مجلة من المجلات العالمية المحكمة وهي مجلة BMC medical education التصنيف (Q1).
يهدف البحث لمساعدة الطلبة في فهم إمكانية تأثير بعض العادات خلال فترة الامتحانات في تحصيلهم الأكاديمي.
يتناول وفقاً للمشرف والطلبة المشاركين انتشار وعلاقة كمية استهلاك بعض المواد، مثل القهوة السريعة ومشروبات الطّاقة والتدخين بالمعدل الدراسي، كما يناقش الأسباب المحتملة لوجود علاقات إحصائية بين المعدل وبعض هذه العادات.
أستاذ مادة الجراحة في كلية الطب البشري الدكتور بيان السيد و في حديثه عن البحث المنجز، بيّن أنه دراسة مقطعية بتوزيع استبيان على مجموعة من الطلاب بسنوات مختلفة من مراحل الدراسة، شملت 608 طلاب من مختلف السنوات الدراسية.

يخدم حاجات المجتمع
تكمن أهمية البحث برأي الدكتور السيد من فكرته البسيطة والتطبيقية، لأنّ البحث ينطلق من سؤال يخدم حاجات المجتمع، ومن خلال عينة الطلاب، هناك دائماً هواجس أو أسئلة تطرح عن الطريقة الأفضل للدراسة، أو العادات أثناء التحضير للامتحان، خاصة في المرحلة الماراثونية قبل الامتحان، فتجد عادات غذائية تؤثر سلباً أو إيجاباً في تحصيل الطالب، إذ تم توزيع مجموعة من الأسئلة عليهم، وكانت النتائج ذات أهمية تطبيقية، تلقي الضوء على بعض العادات السيئة، أو التي يفضل تجنبها، وكذلك العادات التي لا تؤثر لا سلباً ولا إيجاباً على الموضوع.

قيمة علمية
وعن أهمية النشر الخارجي للبحث أوضح الدكتور السيد أنّ النشر في مجلات محكمة يعطي للبحث قيمة علمية، وعلينا في كلية الطب أن نقدم الأبحاث العلمية التي تخدم مجتمعنا، وهذا ينعكس إيجاباً على تقرير اعتمادية وملف الاعتمادية الذي يتم تجديده سنوياً، وعلى تصنيف الجامعة التي تعتمد على أحد تصنيفات، أو معظم تصنيفات الجامعات تعتمد على النشر العلمي في المجلات ذات القيمة العلمية.
وبحثنا نشر في مجلة تعد الربع الأول العالي في اختصاصها، وهو إضافة مهمة ونوعية لمسيرة البحث العلمي في كلية الطب البشري بجامعة دمشق.
النقطة الإيجابية الأخرى من البحث أنه أنجز بمتابعة من طلاب كلية الطب البشري للسنتين الخامسة والسادسة، وهم من قاموا ببلورة السؤال البحثي، بتصميم الاستبيان اعتماداً على مجموعة من المقالات أو الدراسات المشابهة، تعديل استبيان بما يتناسب مع التأثيرات المطروحة محلياً، القيام بجمع العينات وتحليلها، ودراسة إحصائية وكتابة المقالة. ومراسلة المجلة للبحث، وبالطبع كان الإشراف من قبل أساتذة الجامعة.
أضاف الدكتور السيد في تصريح نشرته صحيفة تشرين.. أنه تأكيداً للقيمة العلمية والبحثية التي تقدمها مثل هذه الدراسات الميدانية على أرض الواقع، فالسؤال البحثي البسيط الذي تم طرحه، بيّن أنه عند الطلبة لا يوجد فرق بين شرب الشاي وشرب القهوة السريعة مثلاً، في حين كان لمشروب المتة تأثيره الإيجابي، وقد فسّر ذلك نتيجة جلوس الطالب ساعات طويلة مع تناول هذا المشروب، بعكس المشروبات الأخرى.
أما ما يتعلق بالتدخين، فقد أوضح أنّ من يدخنون النرجيلة، كان لها تأثيرها السلبي بالنسبة للطلاب، أكثر من التدخين العادي، وفي الحالتين له تأثير على التحصيل العلمي الجيد.
وعزا المدخنون للنرجيلة تأثيرها الأكبر إلى متطلبات إعدادها واستمرار المراقبة والمتابعة لها، وأي طالب تهمه التفاصيل حتى يعدل من عاداته السيئة إن كانت لديه، أو يعزز من عاداته البسيطة اليومية في نوعية التغذية، أو تناول الوجبات السريعة ومشروبات الطاقة.
بالمحصلة نحن أمام أسئلة صغيرة عديدة للطلبة، يمكن الاستفادة منها على الصعيد العملياتي، وترفع القبعة عالياً لجهود الطلبة الذين يبادرون أحيانًا، أو يلتقطون المبادرة، ويتابعون فيها ليصلوا إلى مرحلة نشر علمي في مجلات ذات معامل تمايز.

المشاركون في البحث
الطالبة في السنة السادسة من كلية الطب البشري إنجي حواط أشارت إلى أنه وفقاً للأدب الطبي تحتوي القهوة السريعة على مواد سامة أكثر من القهوة العادية بضعفين، والإفراط في تناول القهوة السريعة قد يسبب الخرف، وللشاي تأثيره السلبي على الصحة، وخاصة عند الإكثار منه.
وكذلك للنرجيلة أيضاً تأثيرها السلبي على المعدل، بالإضافة للآثار الضارة للتدخين.
وخلال دراستنا وجدنا علاقة سلبية بين الطعام السريع والمعدل، نتيجة قلة المواد الغذائية بالطعام السريع.
وتكمن أهمية البحث لنا في معرفة الطلاب على العوامل التي تؤثر في درجاتهم، وبالمستقبل يتوجه الباحثون ليدرسوا العلاقة السببية بشكل أوضح، وكان الدكتور بيان السيد معنا خطوة بخطوة مشرفاً وموجها وناصحاً.
بدوره الطالب في السنة السادسة للطب البشري أنس بيطار، بيّن أهمية الاستبيان في دراسة العلاقة بين كمية استهلاك بعض المواد، ودور ذلك في نقص العلامات أو زيادتها عند الطلبة.
ولذلك طلبنا منهم كتابة كمية الاستهلاك اليومية أو الأسبوعية لبعض المواد الغذائية، وكمية التدخين (السجائر أو النرجيلة) بالإضافة لذكر معدلهم الجامعي.
وبعد إجراء التحليلات المناسبة، وجدنا أنّ الطلاب الذين تقل علاماتهم، كلما زاد استهلاكهم لبعض تلك المواد: الشاي والقهوة سريعة التحضير والوجبات السريعة والنرجيلة، أما بقي المواد مثل المتة، فلم يكن لها ذاك الأثر قياساً للمواد السابقة.
وقمنا بتمثيل ذلك في جداول وأشكال مناسبة بعد نتائج التحليل الإحصائي.
طالب السنة الخامسة في كلية الطب البشري فادي بركات كان من فريق البحث تحدث عن طرائق توزيع الاستبيان، بالتعاون مع عدد من طلاب الكلية، حول العادات الغذائية، وعادات التدخين، التي يقوم بها الطلاب في فترة امتحاناتهم، لمحاولة إيجاد علاقات محتملة بينها وبين علاماتهم في الامتحانات.
الاستبيان وزع بشكل عشوائي على الطلبة لضمان عدم وجود تحيز إحصائي أثناء عملية التوزيع، وقد رحب معظم الطلاب بهذه الاستبيانات، وأظهروا رغبتهم بالمساعدة في تعبئتها طواعيةً، وتم الحصول على إجابات ٦٠٠ طالب وطالبة، وهو عدد ممتاز حسب قوانين الإحصاء لاعتبار هذه العينة تمثل كامل طلاب الكلية.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]