وزارة الصناعة تحسم مشكلة مُزمنة في القطاع الزراعي…وتوقعات بأثر مباشر وانخفاض في أسعار البيض والفروج واللحوم

الخبير السوري:

وضعت وزارة الصناعة حدّاً لمشكلة مزمنة، وأنجزت حلّاً وصفه مراقبون بـ”الاستراتيجي”، لخلل اعترى منظومة القطاع الزراعي، وتالياً قطاع الإنتاج الحيواني، والمتمثّل في غياب مُجففات الذرة البيضاء، بعد الدمار الذي لحق بالمُجففات، والتي كانت تعمل وتخدّم مناطق إنتاج الذرة في البلاد.

فقد نجح فريق فنّي مُصغّر من كوادر الوزارة، في إعادة تعمير وتجهيز أحد مُجفّفي معمل سكّر تل سلحب في حماة، اللذين تمّ تركيبهما من أجل تجفيف الشوندر السكري من دون أن يتم استثمارهما طيلة عقود من الزمن، وبات المُجفّف المُعاد تأهيله يستقبل محصول الذرة من أجل تجفيفه، وبذلك حسمت الوزارة – الصناعة – جدلاً مزمناً ودوراناً في حلقة مُفرغة، وتقاذف اتهامات بين مختلف الجهات التي يُفترض أن تُعنى في حل مشكلة غياب مجففات الذرة عن البلاد.

وفي التفاصيل أجرت ورش فنية مختلفة من شركة سكر تل سلحب، وشركة إسمنت عدرا والشركة العربية المتحدة / الدبس/، وشركة إسمنت حماة، بإجراء الصيانات الميكانيكية، وصيانة السيور الناقلة  وإصلاح الخزانات، وتصفيح الجسم العازل للمُجفف، ونقل قمع وحلزونات وسير ناقل موجودين في الشركة، وتركيبهم في أحد المجففين الموجودين في الشركة، وقد أصبح المُجفّف جاهزاً فنياً للعمل بعد إجراء تجارب تشغيلية عدة، وبطاقة إنتاجية/30-40/ طن بالساعة بطاقة تجفيف تصميمية تصل تقريباً لـ/800/ طن يومياً بنسبة رطوبة للمادة الداخلة للمجفف من/20-40%/ وبمعدل الرطوبة للمادة الخارجة في حدود/10- 13.9/ %.

وسيخدم المجفف مزارعي الذرة، وذلك بالتنسيق مع المؤسسة العامة للأعلاف، ويوفر الوقت والجهد الفاقد على المزارعين، الذي يحصل نتيجة القيام في عمليات التجفيف التقليدية.

أمّا في الحسابات الاقتصادية، فإنّ تشغيل المجفف يعني تخليص مزارعي الذرة من مأزق صعب، بسبب خروج المجففات السابقة عن الخدمة، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى التجفيف اليدوي، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى  العزوف عن زراعة المحصول، والتوجه لزراعة محاصيل بديلة.

ونعلم أنّ انحسار المساحات المزروعة بالذرة وتراجع الإنتاج، قد أحدث تضخماً كبيراً في فاتورة استيراد الذرة كمادة علفية أساسية لقطاع الدواجن والثروة الحيوانية، وتسبّب استيراد المادة في رفع تكاليف إنتاج اللحوم والبيض والمنتجات الحيوانية الأخرى من ألبان و أجبان وغيرها.

تأهيل مُجفّف تل سلحب يعد بالعودة إلى التوسع في زراعة الذرة، وبالتالي الاستغناء عن الاستيراد، وهذا يفترض – ونتوقع ذلك – أن ينعكس على أسعار البيض والفروج و المنتجات الحيوانية بأكملها.

أخيراً بقي أن نشير إلى أنّ المجفف الذي تمّ تعميره وتشغيله، من منشأ أوروبي غربي، وهو ذو مواصفات تشغيلية عالية، والأهم أن نشير إلى أنّ كلفة التعمير زهيدة جداً، لأنّ عملية إعادة التأهيل تمت بأيدي كوادر الوزارة ومعداتها.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]